ماذا جنى العراقيون من حرب التحرير؟!



في مثل هذه الأيام وقبل خمسة أعوام دقت طبول الحرب واحتشدت جيوش الدنيا لتحرير العراق من الظلم والدكتاتورية وبعد معارك طاحنة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة ، تمكنت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من احتلال بغداد الحبيبة وأصبح العراق في ظل الاحتلال بين ليلة وضحاها.
حجج الحرب كانت كثيرة فمرة نسمع أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد العالم وهذه الفرية أثبتت الأيام وعلى لسان رئيس لجنة التفتيش الدولية كذبها وان العراق خال من هذه الأسلحة.
ومرة نسمع أن صدام حسين صار خطرا على العراقيين والعالم ويجب إيقاف هذا الخطر واجتثاثه، ونحن لا نريد أن نخوض في الموقف من الرئيس العراقي السابق صدام حسين لان هذه المسالة تختلف من شخص لآخر، بل أريد أن أسجل جملة من الحقائق الموجودة في المشهد العراقي في مرحلة ما بعد تحرير العراق وفي عهد ما يسمى العراق الفيدرالي التعددي.
إن العراق ورغم كل ما يقال عنه من حقائق وأكاذيب في الزمن السابق إلا أن ما نراه اليوم ومنذ حرب التحرير لم نره في الزمن السابق؛ حيث إننا لم نر في فترة ما قبل التحرير والديمقراطية أي جثة في شوارع بغداد الأسيرة، وفي زمانه لم يقتل أكثر من 650 ألف عراقي مدني بريء ولم يهجر أكثر من ثمانية ملايين عراقي في داخل وخارج البلاد ولم يصل المهاجرون العراقيون إلى الصين، ولم نسمع في يوم من الأيام ـ عدا أيام الحرب مع إيران التي طالت ثماني سنوات وحرب الكويت ـ صوتاً لأي انفجار إلا اللهم أصوات الانفجاريات الناتجة عن تفجير لجان التفتيش العميلة للترسانة العسكرية العراقية.
ولم يعتقل إلا المجرمون والذين حاولوا الاعتداء على النظام وهذه المسألة موجودة في أرقى الدول حضارة وديمقراطية، واليوم في عراق الديمقراطية هنالك أكثر من 60 ألف عراقي معتقل في سجون الحكومة ونصفهم في سجون الاحتلال، وقتل أكثر من 20 ألف مدني ولم نعرف في عراق الظلم والدكتاتورية المخدرات، بينما يتواجد اليوم في بغداد وحدها 11 ألف طفل ، نعم طفل، مدمن على المخدرات وفق إحصائيات حكومية عراقية، ووفق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية فانه يوجد 800 طفل في السجون، منهم 700 في السجون الحكومية و100 في السجون الأمريكية، وفي عراق الديمقراطية اليوم هنالك أكثر من مليوني طفل يتيم، ونصف مليون أرملة.
إحصائية لوزارة التخطيط الحالية الصادرة في مايو/ أيار 2007 أكدت أن هناك تسعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر، وأن نسبة البطالة في العراق بلغت 60 % من مجموع اليد العاملة العراقية.
وأظهرت إحصائية لوزارة الصحة العراقية أن عدد الأطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية قد ازداد، ففي العام الماضي ولد أكثر من (1919) طفلا مشوها، وتتصدر هذه الإحصائية محافظة نينوى (411) طفلا تليها بغداد (372) طفلا، إذ يولد ما يقارب 30 إلى 40 طفلا مشوها شهريا فيها، أما مدينة البصرة فقد شهدت ولادة 300 طفل مشوه.
إن الحقيقة التي ينبغي على العالم معرفتها هي انه ومهما يكن الوضع في العراق في الماضي فهو بلا شك أفضل مئات المرات من الوضع الديمقراطي الدموي في العراق اليوم.
20/3/2008

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى