المالكي وتمني اغتيال الضاري علناً



عرف قديماً عند العرب أن الإنسان مهما حاول أن يخفي ما بداخله من أحقاد على أطراف معينة ومواقف من قضايا محددة ومهما حاول أن يلبس ثياب التقى والورع والوطنية والابتعاد عن التمييز بالعرق واللون والطائفة فإنه يسقط بفلتات اللسان.
وهذا الكلام ينطبق على" دولة" رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يدعي أنه غير طائفي، وأنه يعمل لجميع العراقيين، وأنه رجل وطني ويحترم القانون، بل حتى وصل إلى درجة تسمية قائمته باسم دولة القانون.
وفي يوم 14/6/2009، كان يتحدث في مدينة النجف العربية الأصيلة عن مرحلة ما بعد الانسحاب المزعوم لقوات الاحتلال الأمريكية من العراق، وأنه من المتوقع ـ في تقديرات الحكومة الحالية والتي يفترض أن تتسلم المهام الأمنية كاملة من قوات الاحتلال ـ حدوث اغتيالات جديدة لمسؤولين في العراق وفوضى وأعمال عنف، واستشهد " دولة رئيس الوزراء " بحادثة اغتيال حارث العبيدي رحمه الله لكن الرجل سقط صريعا للسانه وقال "ونحن نذكر هنا حادثة اغتيال الشهيد حارث الضاري" أخطا وذكر اسم الشيخ الدكتور حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق بدلاً من حارث العبيدي؛ فاستدرك قائلا "يا ريت"!!
وهذا التسجيل بثته فضائية الشرقية العراقية في معرض تغطيتها لخبر زيارة المالكي لمدينة النجف العربية.
وهنا نريد أن نقف عند هذه العبارة "يا ريت" والتي تحمل في طياتها عدة قضايا منها:ـ
1ـ الحقد الدفين الذي يحمله " دولة " رئيس الوزراء على الشيخ الدكتور حارث الضاري.
2ـ انكشاف الوجه الحقيقي لهذا الرجل الذي نصبه الاحتلال في الحكومة الرابعة من الحكومات التي كانت وما زالت تنفذ مخططات الاحتلال باسم الديمقراطية والوطنية ومحاربة الإرهاب.
3ـ التحريض على اغتيال الشيخ الضاري لأن الذي يتمنى فعلا معينا، ويملك القوة والمال ويقول على مقتل وتغييب شخص ما " يا ريت "، فهذا إما إشارة لقواته باستهداف الشيخ أو رغبته الدفينة التي تدفعه للسعي لتحقيق هذا الهدف.

وهنا أقول لـ"دولة" رئيس الوزراء لنناقش مواقف الشيخ الضاري التي لم يحتملها:ـ
1ـ وقوفه وثباته ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق من أقصاه إلى أقصاه، وإعلانه الواضح والصريح بضرورة مغادرة قوات الاحتلال للأراضي العراقية.
2ـ ابتعاد الشيخ الضاري خصوصاً ـ والهيئة عموماًـ عن النفس الطائفي، وهذا ما تؤكده بيانات هيئة علماء المسلمين التي يرأسها الشيخ الضاري، وبهذه المناسبة فإنني أتحدى المالكي وغيره أن يجدوا  بيانا واحدا تحرض فيه الهيئة على"الإرهاب" أو "العنف" أو لا تستنكر فيه مهاجمة المساجد والحسينيات والكنائس وكافة أطياف الشعب العراقي من أقصى العراق إلى أقصاه.
 فإذا كان المالكي يعيب هذه المواقف، فماذا يقول هو والآخرون ممن جاءوا على ظهر دبابات الاحتلال باسم "تحرير" العراق عما تقترفه أيديهم يومياً في العراق من أعمال مستمرة إلى اليوم، حيث يظل العراق يدفع ضريبة أحقادهم وطمعهم بالسلطة. وكل هذه الخسائر التي يدفعها شعبنا العظيم هي من نتائج ذلك الفكر التخريبي الطائفي الذي حمله الذين سموا أنفسهم في مراحل ما قبل الاحتلال بـ"المعارضة"؟!
أما الشيخ الضاري فإن مواقفه وثباته عليها فهي التي تلجم أفواه الحاقدين من الذين لا يعرفون إلا الحقد والكراهية ليس على العراق والأمة فقط بل على أنفسهم وسمعتهم.
وعلى العموم فإن حادثة اغتيال العبيدي ـ رحمه الله ـ وغيره من العراقيين الذين قتلوا والذين تعدوا المليون ونصف قتيل ومثلهم من الجرحى والمعاقين بالإضافة إلى ملايين المهجرين هنا وهناك، أقول كل هذه المصائب جاءتنا مع قوات "التحرير" المغتصبة الحاقدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى