إذا لم يكن العراق محتلا، فماذا يكون إذاً؟!




شهدت قاعة مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في اربيل  شمال العراق خلال الفترة من 11 ولغاية 13 آذار الجاري، تصفيقا حارا لرئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ جاسم الخرافي بعد رده على ممثل الجامعة العربية في المؤتمر الأستاذ علي الجاروش ومطالبته بالاعتذار عن وصفه العراق بالبلد المحتل، خلال كلمته في المؤتمر .
وشهدت جلسة المؤتمر سجالا حادا بين الجاروش من جهة وبين نائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية ورئيس وفد الشعبة البرلمانية رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي من جهة ثانية اللذين استنكرا إطلاق صفة المحتل على العراق.
وبعد رد العطية على الجاروش، وما أن حاول رئيس المؤتمر الاستمرار في أعمال الجلسة عقب كلمة العطية حتى اعترض رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قائلا «أنا كمواطن عربي يحق لي أن أسال ممثل الجامعة العربية على ماذا استند بتسمية العراق بلدا محتلا».
وتابع الخرافي متسائلا «هل هناك قرار من الجامعة العربية أو من أي جهة عربية مسؤولة أخرى أطلقت هذه التسمية رسميا على العراق وهل وصلنا إلى هذه المرحلة من التدخل بالشؤون الداخلية بحق بعض الدول دون قرار من قمة عربية» وشدد قائلا «مع كل تقديري أرجو ألا يتكرر مثل هذا مرة أخرى».
 وانتهى الخرافي إلى مطالبة ممثل الجامعة العربية بتقديم اعتذاره إلى العراق على وصفه هذا، وهو الأمر الذي عاد على أثره ممثل الجامعة العربية وقال انه أخذ الأمر بنظر الاعتبار وان المعلومة كانت غائبة عنه ..؟!
الشيخ العطية نائب رئيس مجلس النواب العراقي قال في رده على رئيس وفد الجامعة العربية إن العراق "ليس دولة محتلة، وما كان بإمكان العراق أن يستضيف هذا المؤتمر لو كان محتلا، بحرية ودون قيود." مضيفا "العراق دولة مستقلة تتمتع بسيادة كاملة، ووجود القوات الأجنبية مبني على أساس اتفاقية أمنية."
المعروف للجميع أن العراق دولة محتلة حسب القانون الدولي، وحسب القرار1433 الصادر من مجلس الأمن الدولي.
ونحن بدورنا نريد أن نعرف أين يتواجد أكثر من 160 ألف جندي أمريكي ومن بقية دول التحالف الغربي ؟!
وأين تتواجد آلاف الدبابات الأمريكية ومئات الطائرات !؟
ومن الذي يسيطر على حقيقة الأمور في العراق ؟!
ومن المستغرب أن نرى مواطنين غربيين يتظاهرون ضد احتلال واستمرار القوات الأمريكية والبريطانية في العراق بينما نسمع من أبناء جلدتنا مثل هذه التصريحات الغريبة ،حيث تظاهر الآلاف في بريطانيا وأسكوتلندا وفي عواصم اسكندنافية في الذكرى الخامسة للحرب على العراق مطالبين بانسحاب الجيوش الغربية من هذا البلد ومن أفغانستان.
ونظمت التظاهرة في بريطانيا جماعة "ستوب وور-أوقفوا الحرب "، وشارك فيها حسب تقديراتها ما بين 30 و40 ألفا.
المتحدث باسم الجماعة بول كولينز قال إن نحو مليون شخص قتلوا جراء احتلال العراق وصار العالم أكثر خطرا بعد الحرب.
وفي أستوكهولم تظاهر نحو 500 شخص ضد الوجود الأميركي في العراق رافعين لافتات كتب عليها "خمس سنوات من الحرب، مليون قتيل".
بدوره شهد وسط العاصمة النرويجية أوسلو تظاهرة ضد الحرب في العراق شارك فيها نحو 200 شخص, ونظمت في مدينة إسطنبول التركية تظاهرة أحرق فيها العلم الأميركي.
ونحن لا ندري إلى متى نبقى نسمي الأشياء بغير مسمياتها ؟؟
حيث أن الرئيس بوش نفسه يعرف بان قواته محتلة للعراق وكذلك جميع دول العالم بما فيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وانه أكد أكثر من مرة أن قواته ستنسحب من العراق حال استقرار الأوضاع فيه .
ونتمنى على السيد الخرافي أن يكون عوناً لأهله في العراق ، وان يقف معهم في محنتهم اليومية التي تسبب بها الاحتلال  ومن وقف معه ، فهناك اليوم في عراق الديمقراطية عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون العراق الفيدرالي وهم يعانون من أسوء الظروف الإنسانية ، ناهيك عن أكثر من نصف مليون عراقي قتلوا منذ احتلال العراق والى اليوم ،ومثلهم من الأيتام وضعف هذا العدد من الأرامل، بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين لاجئ في داخل وخارج العراق  .
وأضف إلى ذلك انهيار البنية التحتية للمجتمع العراقي بسبب انتشار المخدرات والبطالة وغيرها .
إن الحقوق المشتركة بيننا تحتم على الجميع أن يقفوا مع أهلهم في العراق لأنهم في محنة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، وليعلم الجميع ويتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراًُ أو ليصمت .
كتبه لوكالة حق / جاسم الشمري
25/3/2008

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى