مليشيات متفلّتة وحيرة وطن ومواطن!
في الحالتين الطبيعيّة والصحّيّة لا يمكن تصوّر وجود رغبة بشريّة جادّة في التنقّل للعيش في غير الأماكن التي ولد، وترعرع فيها الإنسان، لكن يبدو أنّ الحروب والترهيب والفقر والجوع قد تدفع الإنسان للهروب من كلّ ذكرياته بحثاً عن قطعة ارض يحفظ عليها كرامته وحياته وتضمن مستقبله، ويطمئن على روحه وفكره! هذه الهجرة الاضطراريّة، أو الضياع، أو الهروب، أو الموت البطيء تسمّى في أدبيات الأمم المتّحدة باللّجوء! وفي العشرين من شهر حزيران/ يونيو من كلّ عام يحتفل العالم بيوم اللاجئ العالميّ! واللاجئ، بحسب تعريف الأمم المتّحدة، هو الشخص الذي يطلب اللجوء والإقامة في بلد آخر غير موطنه، لأسباب كثيرة منها الحرب، الإرهاب والفقر. وبمناسبة يوم اللاجئ ذكر (المرصد الأورومتوسطيّ) أنّ إحصاءات وزارة التخطيـط العـراقيّة أكّدت أنّ " عـدد العراقيّيـن الهاربين خارج العراق أكثر من أربعة ملايين، مشرّدين في العديد من الدول العربيّة والأوروبيّة"! الكثير من النازحين العراقيّين في الخارج، وبالذات أولئك الذين لم يفضلوا اللّجوء في أوروبّا وأمريكا، أو لم يحصلوا عليه، يعيشون في أوضاع مُزرية، وأقلّها صعوبات