أوضاع المرأة في "كردستان" العراق



منذ عام 1991 تقريبا، وما يسمى "إقليم كردستان العراق" يتميز بحكم ذاتي، فرض من قبل القوى الدولية على الحكومة العراقية السابقة، وذلك حينما استغل الساسة الكرد دخول قوات "الحلفاء" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى شمال العراق، الذي يمثل الأخوة الأكراد غالبية سكان هذه المنطقة، واستعانوا بهم على تحقيق بعض "المكاسب" على حساب الشعب العراقي الذي دفع حينها ـ وما زال ـ ضريبة هذا التآمر.
واستمر هذا الوضع إلى أيامنا هذه، ومنذ تلك الفترة والى الآن، تحاول "حكومة الإقليم" أن ترسم صورة وردية للأوضاع في الاقليم، وهذا ما نتمناه لأهلنا في شمالنا الحبيب من الأخوة الكرد، بغض النظر عن موقفنا من ساستهم، الذين كان لهم ادوار مشبوهة في مرحلة قبل وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، ومنها محاولات لتقسيم العراق، وغيرها من المحاولات التي لا تخدم العراق، كبلد عرف بتماسكه وقوته في المنطقة.
و"الإقليم"، كما يعرف المتابعون للأوضاع فيه، يعاني من جملة من المشاكل الداخلية؛ فعلى الرغم من الظهور "الإعلامي" بين الحزبين الرئيسين في الإقليم، على أنهما متحدان، إلا أن العلاقات بين أنصار كلا الحزبين سيئة ومتوترة، وهذا ما يعرفه كل من يزور الإقليم، وقد سبق للحزبين أن دخلا في معارك طاحنة بينهما،بالإضافة إلى ذلك فقد، شهد الإقليم صراعات أخرى منها الصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب الإسلامية الكردية، وغيرها من الصراعات الفئوية التي لاتقدم شيئاً للاخوة الكرد، سوى القتل والدمار والتشريد، هذا بالإضافة الى الصراعات الداخلية في نفس تلك الاحزاب الكردية.

 كل هذه الإضطرابات أدت إلى أن يهاجر الأكراد من "الإقليم" إلى أوروبا وأمريكا، ودول أخرى، حيث فاقت نسبة هجرة الأكراد أثناء حكم الأحزاب الكردية ، في مرحلة ما بعد عام 1991 ،ما كانت عليه النسبة ابان سيطرة الحكومة المركزية السابقة قبل الاحتلال في بغداد، وهم والى هذه الساعة يعلقون أسباب هذه الهجرة الى "ظلم النظام السابق".
الشعب الكردي المسلم هو جزء من الشعب العراقي، ولا يمكن أن نتسامح في فصل هذا الجزء من العراق، ولا في أن يتحمل أخوتنا الكرد ضريبة الصراعات السياسية بين الأحزاب الكردية الحاكمة.
واليوم وفي زمن الديمقراطية الكاذبة يزدهر كل شي في العراق،حتى الموت والخراب والدمار،والمرأة في شمالنا الحبيب كان لها نصيب من الظلم والحيف الذي لحق أخوتنا الكرد،حيث، ذكر مدير الإعلام في وزارة حقوق الإنسان التابعة لـ"إقليم كردستان" العراق، ناظم دلبند،أن عدد النساء اللاتي سقطن ضحايا العنف الأسري بلغ العام 2008 نحو 450 امرأة قتلن أو حاولن الانتحار.
حيث نقلت وكالة كردستان للأنباء «آكانيوز» عن دلبند، في بداية الشهر الحالي ،قوله"حسب إحصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومديرية مكافحة العنف ضد المرأة التابعة لوزارة الداخلية فإن117 امرأة تعرضنّ للقتل و 333 حاولنّ الانتحار حرقا في محافظات الإقليم الثلاث دهوك وأربيل والسليمانية".

وأوضح أن"52 امرأة قتلن و159 حاولن الانتحار عن طريق إضرام النار بأنفسهن في أربيل فيما شهدت السليمانية 43 حالة قتل و118 محاولة انتحار. وفي مدينة دهوك قتلت 22 امرأة وحاولت 56 امرأة الانتحار". 
مدير عام دائرة مكافحة العنف ضد المرأة التابع لوزارة الداخلية بيّن أن مديريته قررت إجراء"إحصاء دقيق حول موضوع القتل والانتحار بين النساء في إقليم كردستان وإعلان الأسباب والنتائج". 
لقد حثت الشريعة الاسلامية، والتي هي الدين الرسمي للدولة العراقية، في الدستور العراقي السابق للاحتلال، ودستور الحكومة الحالية، على احترام حقوق المرأة، وإعطاءها فرصتها الكافية في التعليم واختيار الزوج وغيرها من الحقوق التي كفلتها الشريعة.
ولا ندري أية "مكاسب" هذه التي جناها اهلنا واخوتنا من الاكراد في ما يسمى "اقليم كردستان"، 
واظن ان القتل والانتحار والعنف الاسري الذي يرجعه الكثير من الباحثين الى انتشار البطالة وغيرها من المشاكل الاسرية، هي جزء من تلك المكاسب التي يتغنى بها الساسة الكرد في تحقيقها لاهلنا في شمالنا الغالي الذين لاحول لهم ولاقوة، واعتقد ان ساسة "الإقليم" منشغلون بانفسهم وثرواتهم بينما يعيش أخوتنا الكرد في مأساة حقيقية يومية، وكان الله في عونهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى