بوش في ذاكرة العراقيين (2 من 2)


العراق بلد الأرامل واليتامى

الفقر في بلاد الخير

*كشف تقرير لمنظمة العفو الدولية ،الذي كان بعنوان "المذبحة واليأس" بتاريخ 17 آذار 2008، عن وجود أكثر من 4 عراقيين من بين كل 10 يعيشون تحت خط الفقر ،في وقت شارف فيه النظام الصحي والتعليمي في البلاد على الانهيار.
وقالت منظمة أطباء العالم ،في تقرير لها بتاريخ 21/3/2008، إن" 90% من 180 مستشفى في كافة أرجاء البلاد ،تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، وان المنشئات الصحية تعاني من نقص المعدات والموظفين المؤهلين".

الفساد الإداري
 * حسب معيار درجة الفساد (CPI) لسنة 2008،فان العراق يقع في مقدمة قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم  ،و وفق الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها منظمة الشفافية الدولية المعنية بمراقبة الفساد في العالم /برلين لسنة 2008 ،" من بين 180 دولة على مستوى العالم ،فان العراق يحتل المركز الثالث بين الدول الأكثر فسادا في العالم، بعد الصومال وميانمار".
وأكد عمار طعمة عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الحكومي العراقي في حديث صحفي في شهر مايو 2008،"وجود 66 ألف وظيفة وهمية تم الكشف عنها بوزارتي الداخلية والدفاع ،كانت حصة الداخلية منها 50 ألف وظيفة وهمية، كلفت خزينة الدولة 5 بليون دولار سنويا".
فيما ذكر تقرير رسمي أمريكي ؛أعده المفتش الأمريكي المسؤول عن مراقبة برامج إعادة الاعمار في العراق ( ستيوارت بوين ) في إبريل 2008 ؛ "إن 30 % من منتسبي قوات الأمن العراقية مختفون ومازالوا يتقاضون رواتب".
وقال تقرير لمجلة الشؤون الخارجية الأمريكية للعام 2007 "إن العراق الدولة رقم واحد في الدول الفاشلة ".

تلوث البيئة والأمراض السرطانية
* انتشرت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي ،العشرات من الأمراض السرطانية الفتاكة ،والتي نتجت عن استخدام الأسلحة المحظورة من قبل جيوش الاحتلال ،وتقول السيدة منى خماس ،وهي كاتبة عراقية مختصة بعلم الأمراض الخبيثة والمختصة في دراسة الأورام ،في بحث قامت به بجامعة بغداد عام 1999 ،حول (آثار استخدام اليورانيوم المنضب على الإنسان والبيئة في العراق) ،واعتبرته الحكومة العراقية إحدى الوثائق العلمية، التي تؤرخ لحرب الخليج الثانية وتداعياتها الخطيرة؛"لا يزال أكثر من 300 طن من اليورانيوم المنضب في المنطقة تلوث البيئة وتهدد صحة الإنسان من خلال الإشعاع والنسبة الكيميائية العالية فيها".
وأكدت الكاتبة العراقية "والكثير من هذا كله استخدم ضد المدنيين والملاجئ والمباني المدنية البعيدة جدا عن ميدان المعركة ،وليس ضد الجيش العراقي فقط".
وتضيف  خماس "استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا -لأول مرة في تاريخ الصراعات الدولية- الأسلحة الإشعاعية ضد القوات المسلحة العراقية ،للفترة من 17/1/1991 إلى 28/2/1991 وللفترة من 1 إلى 3/3/1991 ،وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار".
وأوضحت "أظهرت وثائق البنتاغون ،أن 300 طن من اليورانيوم المنضب استخدمت ضد القوات المسلحة العراقية في البصرة والكويت، في حين ذكرت مجموعة السلام الأخضر الأميركي ،وجمعية أبحاث لاركا الهولندية أن 700 إلى 800 طن استخدمت على جنوب العراق والكويت خلال الفترة نفسها".
إن استخدام هذه الأسلحة محظور، وذلك في إطار اتفاقية هيغ عام 1899 وكذلك اتفاقية هيغ الثانية 1907 واتفاقية جنيف الأولى 1925 واتفاقية جنيف الثانية عام 1949 وميثاق نورمبرغ في العام 1945 ومحاكم جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا، إضافة إلى مبادئ القانون الدولي.

نقص الطعام
* قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم 12-11-2008 ،أن نحو مليون عراقي مازالوا يعانون من نقص في الطعام المناسب ،بالرغم من تراجع الرقم من 4 ملايين عام 2005 .
وذكر البرنامج أن العراق تمكن من تفادي أزمة إنسانية أفدح باستخدام ثروته النفطية لتمويل برنامج ضخم لتوزيع حصص الطعام على المواطنين ؛يعتبر الأكبر من نوعه في العالم.
وجاء في تقرير البرنامج انه" بدون مساعدة الدولة سيواجه ربع العراقيين البالغ عددهم 29 مليونا  صعوبة حقيقية في توفير أمنهم الغذائي".

تدمير الآثار العراقية وسرقة المتاحف
*من الأماكن التي تعرضت إلى النهب و السلب وتركت جروح عميقة في ذاكرة العراقيين وجميع العالم ،هو سرقة المتحف الوطني العراقي ،حيث سرق من المتحف 170،000 قطعة أثرية؛ وكانت بعض هذه القطع من الضخامة في الحجم ما يستحيل سرقته من قبل أفراد عاديين ؛وبرزت شكوك على أن تكون هذه السرقة ـ بالذات ـ منظمة.

إعادة بناء البنية التحتية
*لقد دمرت قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية كل ما هو متحرك وجامد في بلاد الرافدين، وفعلاً استطاعت أمريكا إرجاع العراق إلى ما قبل العصور الوسطى ،ويوم 14/11/2008 ،قال البريجادير هاميش مكنينش وهو مهندس كبير في سلاح المهندسين بالجيش البريطاني يعمل في قطاع الكهرباء في العراق في حديث لرويترز "السؤال التقليدي الذي يسأله الناس هو عن الفائدة من وراء وجود أقوى دولة على وجه البسيطة هنا في العراق لمدة 5 سنوات بينما الإنارة لا تدوم". مضيفا "إعادة بناء البنية التحتية بالكامل يجب أن تأتي من العراق. المهمة في صعوبة الهبوط على سطح القمر. لأنها دولة مترامية الأطراف وتحتاج إلى كثير من الطاقة".
 ويعطل نقص الكهرباء الاقتصاد ،كما يعطل الحياة الطبيعية، وقطاع  الكهرباء  هو نموذج بسيط مقابل القطاعات الأخرى التي خربها الاحتلال .

بوش يبدي أسفه
* وفي يوم ،12-11-2008 ومع قرب انتهاء رئاسته، التي امتدت لولايتين، أبدى الرئيس جورج بوش، في حديث لـ CNN الامريكية، أسفه عن تصريحات "غير ملائمة" أدلى بها خلال الحرب ،التي استهلتها إدارته على الإرهاب".
وتقول السي ان ان الامريكية "وتعرض بوش لانتقادات شديدة مجدداً ،عام 2003 ،إزاء رده على سؤال بشأن العناصر المسلحة في العراق".
ومن التصريحات التي أبدى اعتذاره عنها ، تصريح "المهمة اكتملت" على متن البارجة "أبراهام لينكولن" في الأول من مايو عام 2003، ليعلن به انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق.
وبرر تصريحه قائلاً: "كانت هناك لافتة عني بها البحارة على السفينة تقول "المهمة اكتملت"؛إلا أن البعض نقلها بمعنى أوسع، وظن البعض أن بوش يعتقد أن حرب العراق اكتملت مع أن ذلك يخالف اعتقادي، في نهاية المطاف نقلت الرسالة بشكل خاطئ."

كتاب بوش
* وحول خططه المستقبلية، قال بوش في حديثه للسي ان ان الامريكية ،إنه سيتوجه إلى تكساس فور مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الأول المقبل، وأنه ربما يؤلف كتاباً، وأضاف: لا شك بأنني سأتوجه مباشرة إلى مسقط رأسي؛ أفتقد وأعشق تكساس، لدي الكثير من الأصدقاء هناك."
وحول الكتاب الذي ربما يؤلفه"أريد أن يعرف الشعب المشاعر التي اعترتني أثناء إصدار بعض القرارات التي اتخذتها، وأنا واحد من الرؤساء ممن توجب عليهم اتخاذ قرارات صعبة، أريد أن يعرف الشعب حقيقية ما وراء الجلوس في المكتب البيضاوي".
نعم ؛قرارات دموية دفع ثمنها الابرياء من العراقيين ؟!!

وداع بوش على الطريقة العراقية
وفي يوم 14/12/2008 وأثناء المؤتمر الصحفي الذي ضم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش  نعت صحفي عراقي الرئيس الأمريكي الزائر بأنه "كلب" وألقى حذاءه عليه خلال مؤتمر صحفي في بغداد.
وأخطأ الحذاء هدفه بنحو 4.5 سم. وطاش أحد الأحذية فوق رأس بوش وأصاب العلم الأمريكي خلفه فيما كان يقف المالكي بجانبه. وابتسم بوش بامتعاض فيما بدا المالكي متوترا.
ولدى سؤاله عن الحادث بعد ذلك قلل بوش من شأنه وقال "لم أشعر بأدنى تهديد."
بهذا الأسلوب الساخر التافه تقبل رئيس أعظم دول في العالم الإهانة العراقية ؟!!
الحادثة أثبتت للعالم أن الرفض العراقي للتواجد الأمريكي هو من جميع الأطياف العراقية ، ولا يقتصر على طائفة معينة ،كما يدعي الاحتلال وأعوانه ؛وها هو منتظر الزيدي ،وهو شيعي من مدينة الصدر ،لم يتحمل أن يرى الرئيس المدمر والمخرب للعراق ،وهو يتكلم بكل جراءة وبلا حياء عن الديمقراطية والرفاهية في العراق ،بعدما دمر الاحتلال البلاد والعباد ، فكانت الضربة "المنتظرية" رداً قويا ومناسباً .
والحق أن الحادثة هي رد فعل طبيعي لأكثر من ست سنوات من الظلم والاستهتار الأمريكي، وسيأتي اليوم الذي يودع فيه العراقيون جميعاً جيوش الاحتلال والعملاء الذين جاءوا معه بالأحذية.

وأخيراً " النصر قادم"
وهكذا ستبقى هذه الصورة المتوحشة المخيفة القذرة للـ(رئيس) بوش في ذاكرة أجيال العراق والأمة ،مثلما بقيت صور السفاحين على مر العصور.
ولا ندري ،هل ستفتخر الأمة الأمريكية، بالسنوات الثماني من حكم الرئيس بوش ، أم أنها ستعمل على طي هذه الحقبة المظلمة من التاريخ الأمريكي،حتى لا تعرفها الأجيال الأمريكية القادمة؟
لكن الشيء المؤكد،هو أن التاريخ سيكتب بماء الذهب صور البطولة والفداء للشعب العراقي ،الذي هزم القطب الأوحد في العالم،وستعود البلاد "العراق" إلى أهلها، ونحتفل حينها بالنصر الكبير على ارض الرافدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى