المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٨

العراقيون بين سيول الأمطار والسياسة!

صورة
من جديد تُثبت الأحداث أنّ حكومة بغداد غير واعية لحقيقة الدور الذي ينبغي أن تقوم به الحكومات الحريصة على شعبها، وهذه المرّة كانت بسبب تراخيها، وتقصيرها في التعامل مع السيول التي ضربت بعض المدن العراقيّة، وبالذات تلك التي تضمّ معسكرات النزوح الداخليّ من ضحايا العمليات العسكريّة التي خرّبت بيوتهم، وفرّقت شملهم وصاروا في مهبّ الرّيح. اليوم - ومع التطور العلميّ- صار من الممكن التنبؤ بحدوث السيول، عبر استخدام تقنيّة الاستشعار عن بُعد, وأيضاً يمكن للصور الفضائيّة أن تُبيّن   اتجاهات حركة السُحُب وأنواعها، والأماكن المعرّضة لخطر السيول، لتحذير المواطنين منها، وبالذات أولئك الذين يقطنون في السهول والوديان، ومنازلهم من الطين، أو الخيام لأنّها أماكن، أو مدن يمكن أن تُمحى في مثل هذه الظروف المُهلكة. وفي فجر الجمعة والسبت الماضيين ضربت السيول قرى الحورية والخضرانية المحيطة بمدينة الشرقاط في محافظة صلاح الدين، والتي لم تحذّر منها حكومة بغداد المواطنين، وكأنّها في القرون الوسطى ولا تمتلك هيئة للأنواء الجوّيّة! السيول خلّفت ثمانية قتلى على الأقل، وثمانية مفقودين، وعشرات المصابين، ونحو ثلاثة

الحكومات الدينية العراقية وسحق اليتامى!

صورة
في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالميّ للطفل، الذي أسّسته الأمم المتّحدة عام 1954، لتعزيز الترابط الدوليّ، والتوعية بين الأطفال في العالم، وتحسين رفاهيتهم. الطفولة الكاملة – بعيداً عن اليُتم- من اضعف المراحل التي يمر بها الإنسان، أما حينما يكون الطفل يتيماً فهذا يعني أنّ الضعف يكون مركّباً لأنّ اليتيم لا يجد من يهتمّ به ويرعاه – وربما- سينشأ في بيئة غير صحّيّة. في أوقات الأزمات الإنسانيّة والحروب وتفشّي الإرهاب الواضح والخفيّ تزداد جرائم القتل، وبالذات للرجال، وبالمحصّلة يكون المجتمع أمام ملايين الأطفال اليتامى، تماماً كما هو حال ملايين اليتامى في العراق. وقبل اقل من أسبوع كشف عضو   البرلمان العراقيّ عبد الأمير المياحي " أنّ عدد الأيتام في العراق بلغ خمسة ملايين يتيماً، وأنّ عدداً من النواب قدموا مقترح قانون لضمان حقوق الأيتام، كون العدد كبير جداً". وسبق لمنظّمات دوليّة أن حذّرت من تحوّل العراق إلى بلد الأرامل والأيتام، فيما أشارت درّاسة سابقة لمنظّمة الأمم المتّحدة للطفولة "يونيسيف" أنّ عدد الأيتام في العراق يقدّر بأ

الحكومات الدينية العراقية وسحق اليتامى!

صورة
في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالميّ للطفل، الذي أسّسته الأمم المتّحدة عام 1954، لتعزيز الترابط الدوليّ، والتوعية بين الأطفال في العالم، وتحسين رفاهيتهم. الطفولة الكاملة – بعيداً عن اليُتم- من اضعف المراحل التي يمر بها الإنسان، أما حينما يكون الطفل يتيماً فهذا يعني أنّ الضعف يكون مركّباً لأنّ اليتيم لا يجد من يهتمّ به ويرعاه – وربما- سينشأ في بيئة غير صحّيّة. في أوقات الأزمات الإنسانيّة والحروب وتفشّي الإرهاب الواضح والخفيّ تزداد جرائم القتل، وبالذات للرجال، وبالمحصّلة يكون المجتمع أمام ملايين الأطفال اليتامى، تماماً كما هو حال ملايين اليتامى في العراق. وقبل اقل من أسبوع كشف عضو   البرلمان العراقيّ عبد الأمير المياحي " أنّ عدد الأيتام في العراق بلغ خمسة ملايين يتيماً، وأنّ عدداً من النواب قدموا مقترح قانون لضمان حقوق الأيتام، كون العدد كبير جداً". وسبق لمنظّمات دوليّة أن حذّرت من تحوّل العراق إلى بلد الأرامل والأيتام، فيما أشارت درّاسة سابقة لمنظّمة الأمم المتّحدة للطفولة "يونيسيف" أنّ عدد الأيتام في العراق يقدّر بأ

غرائب البنك المركزي العراقي

صورة
الحوادث الغَريبة في عراق ما بعد 2003 متكرّرة ومتنوعة، وآخرها ما كشفه محافظ البنك المركزيّ (علي العلاق) في أروقة مجلس النواب الاثنين الماضي، حيث أقرّ بأنّ " مياه الأمطار قد دخلت إلى خزائن بنك الرافدين وأغرقتها، وتسببت بتلف سبعة مليارات دينار (حوالي 6 ملايين دولار)"! النقود الورقية يعتمد في صناعتها على مادة اللينين، أو القُطن، التي يتم تفكيكها إلى ألياف لا تتشرّب بالماء، وهو ما يُفسر عدم تأثر الأوراق النقديّة به! وبحسب الموقع الرسميّ للبنك فإنه – وبعد الاحتلال - " أصدرت سلطة الائتلاف المؤقّتة عُملة عراقيّة ورقية جديدة، وتمّت طباعتها وفقاً للمعايير الدوليّة"؛ وعليه كيف يمكن أن تكون العملة العراقيّة طُبعت وفقاً للمعايير النقديّة الدوليّة، وتضررت بمياه الأمطار، ألا يُعدّ ذلك تناقضاً مع مقاييس العلوم والصناعة والمنطق؟ حادثة غرق الأموال لم تقع في تاريخ المصارف العراقيّة، لأنّ تلك الأموال ودائع يفترض حفظها في خزائن مُحْكَمة الإغلاق، ومقاومة للحرق والكسر والغرق، ولا يمكن تصوّر أنّ الأموال توضع بشكل عشوائيّ في المخازن المصرفيّة لأنّ هذا خلاف المنطق والقانون والعم

بيع وتهريب تاريخ العراق!

صورة
الآثار ليست أحْجاراً رخيصة نحتتها أيادي هُواة، أو فنّانين من هذا الزمن   أو ذاك، ولكنّها مَخْطوطات لسلسلة تاريخيّة ذهبيّة يُربط بها الماضي والحاضر، وتَكْتمل عبرها حضارات الأمم الحيّة، التي قدّمت للإنسانيّة العلوم والفنون والقوانين ومن هنا جاء الاهتمام بالتراث والتاريخ والآثار لأنها روابط متينة بين الماضي والحاضر، وبين الأجداد والأحفاد! حضارة الرافدين من الحضارات العريقة بين أمم الأرض، بدءًا من العصور السومريّة، مروراً بالعصور البابليّة، وحمورابي ومسلّته، والمملكة الآشوريّة، وآشور ناصر بال الثاني، وسرجون الثاني، وآشور بانيبال، ونبو خذ نصر الثاني، وهارون الرشيد، وبغداد ومدارسها، والبصرة وعلومها، وغيرها من منارات الحضارة التي أضاءت للإنسانيّة دروب العلم والتطور والإبداع، وخطّت على الحجر والورق تاريخاً مجيداً لأمة حيّة رفيعة. في منتصف العام 2016 أكدت عالمة الآثار العراقيّة ومستشارة المتحف البريطانيّ الدكتورة لمياء الكيلاني، أنّ " عدد القطع الأثريّة المسروقة من المتحف الوطنيّ العراقيّ بعد العام 2003 بحدود (200) ألف قطعة أثريّة"، فضلاً عن جرائم تدمير مئات المواقع الأثريّة

صحفيو العراق يكتوون بنيران الديمقراطية

صورة
في وقت الأزمات (السياسية والأمنية والاجتماعية) تتجه الأنظار إلى شاشات التلفاز، بانتظار ما يكشف حقيقة الأحداث الساخنة، ولهذا كان الإعلام – وسيبقى- الشمس المضيئة الكاشفة لظلام الحوادث الجيدة والسيئة، الواضحة والغامضة. الأنظمة غير الإنسانية تعرف أهمية الإعلام ودوره في إيصال رسائل النور للجماهير، ولهذا نلاحظ أنها تحاول تكميم أفواه رجال الإعلام من أجل بقاء الخراب والفوضى وعدم تنمية الفكر الرافض للباطل والمنكر. الأزمات منذ بداياتها وحتى نهاياتها – وبالذات الأمنية منها- تعد من أخطر الأماكن على سلامة الصحفيين، الذين يكتبون الخبر الصادق والمعلومة النقية بعروق أرواحهم، ونبضات قلوبهم، ولهذا صرنا نسمع أن الصحفيين يكتوون بنيران الحقيقة التي يحاولون نقلها، وربما يدفعون ثمن ذلك أرواحهم النقية، وحرياتهم. في العراق صارت الصحافة مهنة المخاطرة أو الموت أو الصراع مع الأشرار، وربما هي – عند من باعوا أقلامهم ومواقفهم وقيمهم- من مصادر الاسترزاق التي تُقلب فيها الحقائق وتُنحر فيها المفاهيم النبيلة! في بلاد الرافدين وجهت قوى الشر والإرهاب نيرانها نحور أجساد الصحفيين وكاميراتهم، ويقول المحللون إن&q

مُهَجَّرون عراقيون سحقتهم الغُرْبة!

صورة
الهِجْرَة بحسب تعريف وزارة الهجرة و المُهَجَّرين العراقية هي " انتقال الفرد، أو الأسرة كاملة من تجمع سكّانيّ إلى آخر، أو من دولة إلى أخرى بشرط أن يجتاز الفرد حدود هذا التجمع، أو الدولة, وأقام، أو ينوي الإقامة في مكان الوصول". وهذا التعريف ينطبق على ملايين العراقيين المتواجدين في عشرات الدول بمشارق الأرض ومغاربها، ومع هذا فإنّ الوزارة - وبحسب موقعها الرسميّ- لا تمتلك مسحاً لأعداد الذين اضطروا للهجرة بعد أن فُقِدت البوصلة في البلاد، وضاعت فيها قيمة الإنسان، وبالذات بعد تفجير المرقدين في سامراء عام 2006. سبق للمؤلفة (فيوليت داغر) أن ذكرت، في كتابها ( الهجرة.. إشكاليّات وتحدّيات)، أنّ نحو " ثلاثة ملايين عراقي نزحوا، وهو ما يُعدّ أكبر حركة لجوء بعد نكبة فلسطين عام 1967 "! ورغم هذه الأرقام المليونية فإنّ نشاطات وزارة الهجرة مُقْتصِر ة على ترتيب عودة اللاجئين الطوعيّة للعراق، وكذلك تقديم مساعدات بسيطة للعوائل العراقية والسورية في مخيّمات النزوح، فهل هذا هو الدور المطلوب من الوزارة فقط؟ إنّ نشاطات الوزارة مُنْحَسِر ة على جانب واحد من المأساة، وهم المُهَجَّرون