العراقيون بين سيول الأمطار والسياسة!
من جديد تُثبت الأحداث أنّ حكومة بغداد غير واعية لحقيقة الدور الذي ينبغي أن تقوم به الحكومات الحريصة على شعبها، وهذه المرّة كانت بسبب تراخيها، وتقصيرها في التعامل مع السيول التي ضربت بعض المدن العراقيّة، وبالذات تلك التي تضمّ معسكرات النزوح الداخليّ من ضحايا العمليات العسكريّة التي خرّبت بيوتهم، وفرّقت شملهم وصاروا في مهبّ الرّيح. اليوم - ومع التطور العلميّ- صار من الممكن التنبؤ بحدوث السيول، عبر استخدام تقنيّة الاستشعار عن بُعد, وأيضاً يمكن للصور الفضائيّة أن تُبيّن اتجاهات حركة السُحُب وأنواعها، والأماكن المعرّضة لخطر السيول، لتحذير المواطنين منها، وبالذات أولئك الذين يقطنون في السهول والوديان، ومنازلهم من الطين، أو الخيام لأنّها أماكن، أو مدن يمكن أن تُمحى في مثل هذه الظروف المُهلكة. وفي فجر الجمعة والسبت الماضيين ضربت السيول قرى الحورية والخضرانية المحيطة بمدينة الشرقاط في محافظة صلاح الدين، والتي لم تحذّر منها حكومة بغداد المواطنين، وكأنّها في القرون الوسطى ولا تمتلك هيئة للأنواء الجوّيّة! السيول خلّفت ثمانية قتلى على الأقل، وثمانية مفقودين، وعشرات المصابين، ونحو ثلاثة