الموصل وصراع المصالح والإرادات!
" الموصل تحتضر ، و الناس متّهمة دون أيّ جُرم، وغالبيّة القوى الأمنيّة تنظر للمواطنين على أنّهم من الإرهابيّين، وبعض المعاملات في دوائر الدولة لابد أن يرفق معها التصريح الأمنيّ ، و الناس خائفة رغم أنّهم من تعرّضوا للأذى ، و هدّمت منازلهم ووسائل معاشهم . و الحشود الشعبيّة والمتنفّذين يستغلّون الحالة المُربكة، ويحلبون بقرة تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وغالبيّة مسؤوليها يعيشون خارجها ويجاملون منْ ينهبها لأسباب عديدة ، ولا أحد يستطيع الكلام"! بهذه الكلمات المؤلمة المرعبة والمليئة بالظلم والخوف والسوداويّة اختصر لي أحد وجهاء مدينة الموصل الحدباء وضعيّة المدينة منذ انتهاء المعارك فيها قبل أكثر من عامين، وحتّى اليوم. معادلة غريبة، المواطن متّهم، والمسؤول – في الغالب- متواطئ مع القوى المالكة للسلاح ضدّ أبناء مدينته، وكأنّنا أمام أحد مشاهد القرون الوسطى، ومنْ يعترض مصيره إمّا التصفية الجسديّة، أو الاعتقال بتهمة الإرهاب، أو غيرها من صور الابتزاز والترهيب الجاهزة! الموصل قصّة مدينة نحرها الإرهاب، وتذبح بحجّة مكافحته، وتُباع وتُشترى من القوى المالكة للسلاح، وتتناحر فيها المشاريع الم