المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

ملآذات كانت آمنة!

صورة
لكل مواطن الحق في أن يمتلك منزلاً يقيه من حر الصيف وبرد الشتاء، ويكون ملاذه الآمن آخر النهار، وهذا مما لا خلاف عليه بين القوانين السماوية والوضعية. وبموجب الدستور العراقي المادة (30) أولاً، الذي كتب خلال مرحلة الاحتلال ينبغي أن تتكفل الدولة: " للفرد وللأسرة الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ كريمة، تؤمّن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم"، وخلافاً للدستور يبدو أن العراقيين صاروا أمام كفالة حكومية من نوع آخر، حيث تعاني نسبة ليست قليلة من المواطنين من فقدان السكن الملائم، نتيجة العمليات العسكرية والنيران القاسية التي لا تفرق بين المقاتل وغير المقاتل، والإرهابي وغير الإرهابي، والعمليات الانتقامية التي تمّ فيها تسوية عشرات الآلاف المنازل بالأرض بحجة مكافحة الإرهاب. تدمير المنازل في العراق هو العلامة الفارقة للمحافظات الشرقية والغربية والشمالية من البلاد، والتي شهدت عمليات عسكرية مستمرة منذ عدة سنوات وحتى اليوم، ومنها مناطق حزام بغداد والأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين وغيرها.  محافظة الأنبار كانت صاحبة حصة الأسد من الدمار، وزادت نسبة دمار ب

الأخوة "الأعداء"!

صورة
منذ نهاية الشهر الماضي وحتى الساعة وإقليم كردستان عبارة عن بركان يغلي وتتساقط حممه على العراق ودول الجوار، نتيجة قرار الاستفتاء على استقلال الإقليم الذي أصرّ عليه رئيس الإقليم مسعود البرزاني، وأيدته غالبية الأحزاب الكردية. بعد الإصرار الكردي على الاستفتاء دخلت العلاقات بين بغداد وأربيل مرحلة الاقتتال بعد توقع البرزاني وغالبية الأحزاب بأن "الاستفتاء" سيكون ورقة ضغط ضد حكومة العبادي إلا أن الضوء الأخضر الأميركي للعبادي غيّر المعادلة- حيث إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن" الولايات المتحدة لا تنحاز إلى أي طرف في العراق"- وخلال عدة أيام سيطرت قوات حكومة بغداد المدعومة من الحشد الشعبي وعناصر قاسم سليماني على كافة "المناطق المتنازع عليها"، بما فيها كركوك - المدينة الغنية بالنفط والمسيطر عليها من قبل الاتحاد الوطني- وسيطروا كذلك على سهل نينوى وسنجار ومناطق في محافظتي ديالى صلاح الدين. اليوم - وبعد اقتراب قوات حكومة بغداد من أربيل عاصمة الإقليم على مسافة 50 كم فقط- انعكست نتيجة هذه المعارك على الداخل الكردي، وأدخل الإقليم بمرحلة جديدة من الاتهامات

وأخيرا أُدخلوا في قائمة "العار"!

صورة
يؤكد علماء التربية والاجتماع على أن الأطفال مرآة المجتمع، وأن تربيتهم من الفنون الخطيرة التي تحتاج لإتقان وعناية فائقة من قبل المجتمع والأسرة والمدرسة، وأنه ينبغي تفعيل دور اللعب التربوي والإبداعي في تربية الطفل، ولهذا نجد أن المتخصصين في علم النفس المرضي يركزون على دراسة نمو الشخصية والعوامل المؤثرة فيها خلال مرحلة الطفولة لأنها تحدد نمط الشخصية المستقبلية للكائن البشري. الدول المتحضرة هي التي تولي الطفولة الاهتمام الكبير والمستمر لأنهم في ميزان المنطق والواقع قادة الغد، والاهتمام بهم يعني العناية بالرجال الذين سيحافظون على الوطن في المستقبل. العراقيون منذ العام 2003 مروا بمرحلة سحق الطفولة. ووجد الأطفال أنفسهم أمام حروب دموية، نشرت الرعب في نفوسهم وأفكارهم، ثم نتيجة التهجير والغربة عاش الكثير منهم ببلدان أجنبية، وتربوا على ثقافات غير مألوفة.  أطفال العراق الذين ولدوا بعد العام 1991م لم يعرفوا الطفولة، وفقد البلد الكثير منهم في مرحلة الحصار الدولي، والحروب المتوالية التي طحنت الصغار والكبار والشيوخ والنساء. قبل أيام نشرت صحيفة ديلي تلغراف في عددها الصادر الجمعة الماضي مقالا

كوتاهيا، عروسة الخزف، وفسيفساء السياحة التركية!

صورة
على مسافة أكثر من 300 كم من اسطنبول تقع مدينة كوتاهيا، وهي مدينة عريقة ذاع صيتها وعرفت بالمزج بين الأصالة والتطور. بعد منتصف الليل حطت أقدامنا في تلك المدينة العريقة، ومن أولى اللحظات رأينا وفي كل ما حولنا التداخل بين الأصالة والإبداع، بين الماضي والحاضر، بين الأمس واليوم والغد، إنها مدينة التزاوج المبهر بين الماضي التليد والحاضر المميز السعيد ، ومدينة الجمال الطبيعي الخلاب، والأصالة والتاريخ والكرم والإنتاج. في الجانب الغربي من الجمهورية التركية تقع ولاية كوتاهيا، بإطلالة على نهر "بورسوك" ( Porsuk )، ويقدر عدد سكانها بحوالي 170 ألف نسمة، وتمتاز المدينة بالمحافظة على الطراز العثماني رغم مرور هذه الحقبة التاريخية،. جولتنا في مدينة كوتاهيا كانت عبارة عن رحلة عبر التاريخ، وكانت انطلاقتنا في اليوم التالي نحو بعض مصانع السيراميك، التي تعد الأضخم في العالم والتي امتازت بإنتاج أحجام كبيرة من السيراميك وقياسات نادرة ومنها القياس الأكبر في العالم( 120* 240). في أثناء جولتنا في المصنع شاهدتنا التقنيات التي تحول الرمال إلى لوحات فنية بأروع الأشكال، ولاحظنا الحفاوة الواضح

متاهات مركبة!

صورة
التشابك في الملفات العراقية المتداخلة جعلني في حيرة، كمن ضلّ سبيله في صحراء ولا يعرف إلى أي ناحية يتجه، ولذلك لم أعد أعرف عن ماذا سأكتب، وهل سأعود للكتابة عن تداعيات استفتاء إقليم كردستان، أم أركز على تصريحات أحد أعضاء التحالف الوطني من "الشيعة"، قبل أسبوع، والذي أكد أن هنالك اتفاقات سابقة وسرية بين رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي وزعيم كردستان مسعود البرزاني اتفقا خلالها على تقاسم السلطة والبلد بين الفريقين، ولو "كشفت وأُعلنت لحدث ما حدث لأنها تتضمن أموراً خطيرة جداً"، وهذا يعني إخراج "السنة" من "المولد بلا حمص"! حيرتي دفعتني لمناقشة بعض أصدقائي على (الفيس بوك) حول الموضوع الذي يمكن أن أكتبه هذا الأسبوع، وطلبت منهم أن يقترحوا عليّ موضوعاً محدداً لأكتب عنه، وإذا بمقترحاتهم تزيديني حيرة ويقيناً أن المشهد العراقي بحاجة لعشرات المقالات يومياً، نتيجة لتراكم الأحداث ومخلفات السياسات غير الدقيقة والارتجالية. كانت مقترحات الأصدقاء متنوعة، وشملت المشهد السياسي والحياتي القائم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهنا سأنقل بعض تلك المقترحات دون ا