المشاركات

عرض المشاركات من 2011

من المتهم..القضاء، أم المالكي، أم الهاشمي؟

صورة
القضاء هو الملجأ للجميع، من أجل إحقاق الحق، وما من حضارة في الكون إلاّ وازدهرت عبر العدل والمساواة بين المواطنين، وما من أمة من الأمم أو دولة من الدول إلاّ وانهارت بسبب الظلم، ولهذا ورد في الأثر: أنّ الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، وإن الله ليخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. والعراق، مع الأسف الشديد، اختلفت فيه الكثير من المعايير والثوابت بعد عام 2003، ومنها كارثة تسييس القضاء، التي ضربت المؤسسة القضائية العراقية، والتي هي محط احترام الجميع، في الصميم. وأغلب ساسة العراق اليوم إذا قلت له: السلام عليكم، يقول لك: سأرى هل هنالك فقرة في الدستور تسمح لي أن أرد عليك، أم لا؟! وعند مراجعة الدستور العراقي، الذي كتب عام 2005 تحت مظلة الاحتلال الأمريكي، نلاحظ التركيز على مبدأ فصل السلطات، حيث أكّدت المادة (47) على: أنّ السلطات الاتحادية تتكون من السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية تمارس اختصاصاتها، ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين السلطات. وحددت المادة (87) طبيعة السلطة القضائية بوصفها مؤسسة مستقلة، وتتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، فيما أكدت الم

الخلايا النائمة ستفتك بالعراقيين من جديد

صورة
الأمن نعمة لا يعرف قدرها ألا من فقدها، وهي نعمة تشابه إلى حد كبير الصحة والعافية، لكن الأولى" الأمن والأمان" هي نعمة عامة قبل أن تكون خاصة، بينما الصحة هي نعمة خاصة، ولها مردودات عامة. ونحن في العراق نتمنى أن يسود الأمن في بلادنا؛ لأن الاستقرار صحة عامة تعود بالخير والبركة على حاضر ومستقبل البلاد؛ ولأنه بدون الأمن لا يمكن أن تتطور البلدان، ولا يمكن أن تستمر الحياة في أي قطاع من قطاعاتها. الأوضاع السائدة في العراق اليوم يظن البعض أنها هادئة ومستقرة، وأن الحكومة وأجهزتها الأمنية قد نجحت في ترتيب الأوضاع العامة في البلاد. ونحن نتمنى أن نرى العراق اليوم مستقراً آمناً، بغض النظر عن كوننا مع هذه الحكومة، أو ضدها؛ لأن الدم العراقي خط احمر لا يمكن الاقتراب منه، وجميع العراقيين من شيعة، وسنة، وعرب، وأكراد، ومسيحيين، وتركمان، ويزيديين هم أهلنا، نتمنى لهم السلامة والأمان، ولا يمكن أن نقف مع كل من يؤذيهم، مهما كانت هويته، أو دينه. واليوم وبعد أن رحلت أغلب قوات الاحتلال الأمريكية من غالبية المدن، والقواعد، والأماكن الحساسة، فان الأجهزة الأمنية الحكومية العراقية أمام ا

الغدر بشهداء العراق

صورة
البلدان التي تقع ضحية المؤامرات الدولية، والخيانات الداخلية تدفع الكثير من دماء أبناءها ثمناً لتحريرها، ولخلاصها من المحتل المخرب، وأعوانه الأشرار. وما حصل في العراق يشبه تماما ما تعرضت له فلسطين من مؤامرة دولية، وعلى الرغم من ذلك، ومنذ 2003 شمر العراقيون عن سواعدهم ليقفوا بالمرصاد لجنود الاحتلال وأعوانه، وقدموا نتيجة لذلك مئات الآلاف من الشهداء، الذين تشهد لهم مدن الفلوجة، والموصل، وبغداد، وأم قصر، والديوانية، وبعقوبة، وغيرها من مدن العراق التي أقسم أهلها أنهم لن يدعو المحتل الحاقد ينعم بشمس الرافدين الجميلة، ولا بخيرات العراق الوفيرة، وكانت ثمرة هذا الجهد المقاوم المبارك أن وُقعت الاتفاقية الأمنية بين حكومة المالكي وقوات الاحتلال؛ لتتخلص أمريكا بموجب هذا الاتفاق مما وقع لها من إحراج دولي بسبب هزيمتها النكراء في العراق، وللهروب من قساوة ضربات المقاومة الباسلة. ووفقاً للاتفاقية، التي تم التوقيع عليها نهاية عام 2008، فإن الجنود الأمريكيين، وعددهم (131) ألفاً – حينها - أقاموا في قواعد عسكرية خارج المدن العراقية، على أن يتدخلوا في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق

صور مؤلمة في بغداد " المحررة"

صورة
تطالعنا الأخبار العالمية والعربية والمحلية هذه الأيام بكم هائل من الأخبار التي تحدثت عن نهاية التواجد الأمريكي على أرض العراق، وذلك وفقاً للاتفاق الأمني الذي وقع في نهاية عام 2008، بين حكومة نوري المالكي وإدارة البيت الأبيض. وبغض النظر عن حقيقة الانسحاب، والذي يمثّل في الواقع حقبة جديدة من الاحتلال، إلاّ أنني سأتكلم عن بعض الصور المؤلمة التي رُسمت في المشهد العراقي على يد القوات الأمريكية «المُحررة»، وذلك بمناسبة رحيلها الرسمي المعلن، حتى يعرف العالم حقيقة الإجرام الأمريكي بحق العراقيين. حجج سخيفة، تخبئ وراءها أهدافاً إستراتيجية، وعليه انطلقت حرب التخريب عام 2003، قاذفات للموت ترسل صواريخها العابرة للقارات لتهلك الأبرياء، وكأن التقنية الأمريكية جُربت بأبهى صورها في العراق، ونشرت القتل والخراب في كل البلاد من أقصاها إلى أقصاها، منْ يعوّض تلك الأم الثكلى بأولادها الأربعة أو الثلاثة أو ابنها الوحيد، منْ؟ الديمقراطية الكاذبة، أم الحرية المزيفة؟! لعنة الله على الديمقراطية والحرية التي تنشر الموت بين الناس بلا سبب يذكر! منْ يعوّض العراقيين عن الذل والهوان الذي تجرّعوه في

دستور العراق آكلة الوحدة الوطنية

صورة
الدستور في كل بلدان الدنيا هو الضمانة الأكيدة للوحدة الوطنية والمصالح العامة، ويتم وضعه بعناية فائقة من أجل تنظيم شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتحقيق طموحات المواطنين، إلاّ في العراق فإنّ دستور الدولة بعد عام 2003، وضعت فيه عشرات القنابل الموقوتة التي نسمع بانفجارها بين حين وآخر، ومنها المادة (140) المتعلقة بما يسمى «المناطق المتنازع» عليها، وهي بعبارة بسيطة مناطق يقول الساسة الكرد أنّها تابعة لهم، بينما الوقائع التاريخية تؤكّد أنّها جزء من العراق الواحد. وكذلك المواد الدستورية المتعلقة بما يسمى تكوين الأقاليم، ومنها المواد (119)، (117)، والمادة (121)، وكل هذه المواد تمنح السلطات المحلية في المحافظات الحق في إعلان الأقاليم، وعلى هذا الأساس الدستوري يجري هذا التفتيت للعراق اليوم، فالمادة (119) تنص على أنّه يحق لكل محافظة، أو أكثر تكوين إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه، يُقدم إما بطلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو بطلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تشكيل الإقليم. ولم يقف الدستور عند هذا الحد من التخريب ل

اتقوا الله بالمهجرين العراقيين

صورة
تنقلات الإنسان بين الدول يُعد من السياحة الممتعة للأرواح؛ لأنها تزيد من ثقافته وإطلاعه على عادات، وتقاليد، وأنماط حياة الشعوب الأخرى، وهنالك فرق واضح بين أن تكون هذه الجولة في بلدان العالم اختيارية، وبين أن تكون إجبارية، مرغم عليها الإنسان، فالأولى ممتعة وتبعث البهجة، والثانية مؤلمة، ومن أسباب الألم والتعاسة. وما جرى في العراق بعد عام 2003، يحمل في طياته صوراً بائسة، لا يمكن نكرانها حتى من قبل الأعداء أنفسهم، معاناة متمثلة بالقتل العشوائي، والاعتقالات المنظمة والعشوائية، والاغتيالات، والاختطاف، والاغتصاب، كل هذه الأنفاق المظلمة دفعت أكثر من خمسة ملايين عراقي للنزوح داخل الوطن وخارجه، بينهم أربعة ملايين توزعوا في أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية. الغربة، والتهجير ليست رحلة استجمام من بلد إلى آخر، بل هي اقتلاع للروح من منبتها، وللذكريات من أصولها، هي ولادة جديدة ربما، تكون عسيرة وهذا هو الغالب، وربما تكون يسيرة سلسة، وهذا هو النادر. والملايين من العراقيين أًجبروا على ترك بلادهم بعد عام 2004، بسبب ما جلبته جبال الحديد الأمريكية، وغربان الشر التي قتلت الابتسامة من شفاه ال

ديمقراتورية العراق الجديد

صورة
عنوان المقال" ديمقراتورية"، منحوت من كلمتي "الديمقراطية والدكتاتورية"، حيث كان عنوان المقالة في بداية الأمر "ديمقراطية، أم دكتاتورية العراق الجديد"، فرأيت أن أنحت منهما هذه التسمية، والتي أظن أنّها أقرب للواقع العراقي من العنوان الأول. الديمقراطية العراقية من أفضل الديمقراطيات في المنطقة، هذا ما قاله رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي يوم 30 تشرين الثاني 2011، حيث نقل تلفزيون "العراقية" الحكومي عن المالكي قوله في الاجتماع الذي جمعه مع نائب الرئيس الأميركي جون بايدن بحضور عدد من المسؤولين والوزراء: "بدأنا مرحلة جديدة في بناء الدولة، والتجربة العراقية الديمقراطية من أفضل الديمقراطيات في المنطقة". طبعا، شهادة كل من يكتب ضد العملية السياسية السقيمة الجارية في بلاد القهرين هي شهادة، إن لم تكن مردودة، فهي على الأقل مجروحة، ويقال إنّكم تكتبون، وتتكلمون بهذا الأسلوب، أو ذاك لأنّكم ضد العملية السياسية، ونتائجها أفرزتها صناديق الاقتراع. ومن أجل إجهاض هذه الحجة، سأنقل هنا شهادات رجال من داخل اللعبة السياسية، ففي يوم 7/12/2

نصف مليون مفقود عراقي!

صورة
أحلام الإنسان لا تقف عند حد معين، بل هي واسعة كامتداد السماء والأرض، وكل إنسان حينما يرزق بمولود جديد يعمل على تهيئة كافة المستلزمات المادية والمعنوية لتحقيق طموحاته، وتأمين مستقبله، ويجتهد في تربيته، وتغذيته حتى يقطف ثمرة هذا المخلوق الجديد في يوم من الأيام، وفي وسط هذه الآمال تحدث الكارثة ويقع المحظور، وتجد العائلة، في لحظة مخيفة من الزمن في العراق « الجديد»، أن ابنها في عداد المفقودين!!! وهنا تبدأ عملية البحث عن القشة، التي نقلتها رياح الغدر والحقد إلى مكان بعيد، وبعد أن تُشبع العائلة فضولها في البحث والتقصي تستسلم لقدرها، وتتيقن أنها تبحث عن المعلوم في زمن المجهول، وأن ابنهم المفقود أصبح في خبر كان. ولإثبات هذه الحقيقة أظهرت منظمة المدافعين عن حقوق الإنسان، وبالتعاون مع مركز بابل لحقوق الإنسان والتطوير المدني في محافظة بابل، في يوم 3/11/2011، أن عدد المفقودين في العراق تجاوز الــ(500) ألف شخص، معظمهم تم اختطافهم بدوافع طائفية، من قبل مليشيات فرق الموت، وتصفيات سياسية على يد ميليشيات بعض الأحزاب المشاركة في العملية السياسية في ظل الاحتلال، وهذه العمليات لم تكن عشوائية، ب

مليون أرملة في العراق الجديد

صورة
مما لاشك فيه أن الحروب هي آكلة البشر والمال، بغض النظر عن كون هذه الحروب هي حروب ظالمة،  أو شريفة، وكلما طال عمر الحرب، كلما زادت الخسائر الناجمة عنها، والواقع أن هذا الكلام لم يعد ينطبق على الحروب التي تقع في السنوات الأخيرة؛ لأنها حروب تستخدم فيها أسلحة فتاكة لها قابليات لم تكن متوفرة في الأسلحة القديمة، وبالتالي فان الخسائر البشرية والمادية قد تكون أضعاف نسبتها في الحروب التقليدية السابقة. والعراقيون في العصر الحديث تعرضوا لأكثر من آكلة للبشر، فحرب الثمان سنوات مع إيران ذبحت مئات الآلاف، وخلفت أكثر من مليون أرملة ويتيم، واستمرت تداعياتها حتى اليوم حيث نسمع بوجود العشرات من أسرى تلك الحرب من العراقيين في المعتقلات الإيرانية، وهذه المعلومة أكدها النائب إحسان العوادي في يوم 23/8/2011، حيث أكد وجود حوالي (6000) أسير عراقي منذ الحرب العراقية - الإيرانية مازالوا محتجزين في السجون الإيرانية، منذ أكثر من (23) سنة، وحتى الآن !!! وبعد انتهاء حرب الثمان سنوات، دخل العراق في حروب مستمرة منذ دخوله الكويت في آب/ 1990، وحتى اليوم، ومازلت آلة الحرب، وما يسمى " القض

ساسة العراق والمناصب والهجرة النبوية

صورة
مما لا شك فيه أن  ديننا الإسلامي الحنيف دين عالمي، وتشريعاته قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، ومن المصادر المهمة للتشريع، بل هي المصدر الثاني الذي لا خلاف عليه بعد القران الكريم، هي السنة النبوية المطهرة، والسنة النبوية تتضمن الأفعال، والأقوال، والتقريرات الصادرة عن شخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره رسولاً من رب العالمين ومشرعاً لخير الدنيا والآخرة. ونحن اليوم كبلدان عربية وإسلامية نواجه حملات شرسة شُنت على الأمة بدعاوى مكافحة الإرهاب، ومع الأسف الشديد يقصد بها من قبل غالبية الدول الغربية وأمريكا، " الإرهاب الإسلامي"، لكنهم لم يصرحوا بهذا التعبير بوضوح تام، إلا أن تداعيات ما وقع من أحداث في العالم تثبت هذه الحقيقة، والرئيس الأمريكي سيئ الصيت جورج بوش الابن قالها - وبلا خجل - لقد بدأت الآن الحرب الصليبية، وهو القائل إن الرب أمرني بضرب العراق. ومن نتائج الحرب الانتقامية التي سميت الحرب على الإرهاب احتل كل من أفغانستان والعراق،  ولازال كل من البلدين، حتى اليوم يعانيان من تداعيات هذا الاحتلال، الذي قتل، وهجر،  واغتصب، وخرب، ودمر اغلب القيم والمعالم الإنسانية

الانتربول ودوره في العراق اليوم

صورة
الإنتربول (Interpol‏)، هي اختصار لكلمة الشرطة الدولية (International Police‏)، وهي أكبر منظمة شرطة دولية، أُنشأت عام 1923، مكوّنة من قوات الشرطة لـ190 دولة، ومقرّها الرئيسي في مدينة ليون الفرنسية. والعراق، كما يذكر موقع المنظمة الرسمي، عضو فيها منذ عام 1967. ويتمثّل دور المنظمة في تمكين أجهزة الشرطة في العالم أجمع من العمل معا، لجعل العالم أكثر أمانا. وتساعد بنيته التحتية التكنولوجية المتطورة للدعم الفني والميداني على مواجهة التحديات الإجرامية المتنامية التي يشهدها القرن الحالي. والعراق بعد عام 2003، انهارت فيه كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية بسبب قساوة الضربات الأمريكية البريطانية تجاه البنى التحتية والفوقية، وكل ما يتحرّك على الأرض، وكذلك بسبب قرارات (بريمر) التي قادت إلى حل الجيش والأجهزة الأمنية السابقة، وعلى هذا الأساس دخلت البلاد في حالة فوضى لم يشهد لها العراق مثيلاً إلاّ في أيام غزو التتار. الأجهزة الأمنية التي تكوّنت بعد عام 2003، مع الأسف الشديد، هي أجهزة طائفية، ومشكلتها أنّها في غالبيتها لا تنتمي للعراق، وقادتها يدّعون أنّهم يعملون من أجل فرض النظام والقانون، وعلى ه

الإنسان ..ذلك المجهول!

صورة
سبحان الذي كتب على عباده الموت في الدنيا، ليكون هذا الغائب الحاضر" الموت" حقيقة من الحقائق الثابتة التي لا يمكن لا للملحدين ولا للمؤمنين نكرانها، فالجميع يؤمنون أنهم ميتون، وأنهم سينتقلون في لحظة من اللحظات إلى عالم آخر، عالم لم نألفه، وليس لدينا تصور كامل عنه، بل عالم آخر بكل معنى هذه الكلمة، والانتقال إلى هذا العالم سيكون بلحظة انفصال الروح عن الجسد، إذاً الكل ميت، والدنيا فانية شئنا أم أبينا. العالم الآخر، الذي سننتقل إليه لا نستطيع مع ما بلغنا من أخبار صحيحة بخصوصه تصوره والوصول إلى حقيقته؛ لأنه جزء من عالم الغيب الذي لا يمكن أن نفهمه إلا بالرؤية، وهذه الرؤية بالنسبة لنا في الدنيا اليوم غير متحصلة، وبالنتيجة نحن لا نعرف حقيقة هذا العالم، رغم إننا مؤمنون به، لانه ركن من أركان الإيمان في الإسلام، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " إني أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون؛ أطت السماء وحق لها أن تئط؛ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله " , " والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا, ولبكيتم كثيرا " قال أبو الدرداء : .."وما تلذذتم ب

متى ستستقيل حكومة المالكي؟!!

صورة
أغلب الحكومات في العالم المتحضر وغير المتحضر، تحترم نفسها وشعبها، وتقدم استقالتها حينما تقتنع أنها فشلت، أو أخفقت في مهمتها المرسومة، أو لم تحقق أغلب الشعارات والبرامج التي وعدت الجماهير بها. وهذا الأمر يقع في البلدان الأجنبية والعربية، وهنالك العشرات من صور الاستقالة في دنيا السياسة في عموم بلدان العالم، وهنا سأذكر بعض الاستقالات القريبة، خلال الستة اشهر الماضية فقط، حيث قدمت حكومة رئيس الوزراء اليوناني ( غيورغيوس باباندريو)، قبل أسبوع تقريباً، استقالتها التي أُعلن عنها خلال اجتماع مع رئيس الدولة ( كارولوس بابولياس). وقبل خمسة أشهر ، وفي خطوة مفاجأة قدم الرئيس الألماني، هورست كولر، استقالته من منصبه، وذلك على خلفية تصريحات كان قد أدلى بها حول مهمة قوات بلاده في أفغانستان، وأكد كولر، أنه أبلغ رئيس المجلس الاتحادي( ينز بورنزن) بتقديمه استقالته، وسيتولى الأخير طبقا للدستور منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد. وفي ذات الفترة قدم رئيس الوزراء الموريتاني ( زين ولد زيدان) استقالته من منصبه، بعد اقل من عام على توليه منصبه، وأن استقالته كانت متوقعة بعد اتها

أيها العيدُ ، كنْ سعيداً، وعُدْ لي

صورة
كنت في حيرة من أمري كيف اعبر عما يجول في خاطري من تناقضات بين فرحة العيد وألم الغربة، بين الحاضر والماضي، بين اليوم والأمس، وهكذا، وبينما كنت اقلب صفحات الموسوعة العالمية للأدب العربي، وجدت قصيدة بعنوان" أيها العيد كن سعيداً"، للشاعر الفلسطيني" خميس لطفي" حيث يقول في مطلعها:- آسِفٌ! ، إنْ طرقتَ يا عيدُ بابي  آيباً، بعد فترةٍ من غيابِ.  فتعجَّبتَ من سلوكي كثيراً  وتساءلتَ:  ما جرى لي؟ وما بي؟  ولماذا أبدو حزيناً كئيباً  غير مستبشرٍ بهذا الإيابِ.  لم أقابلْكَ مثلما كنتَ ترجو. والكلام بهذه الروحية الحزينة ليس من باب التشاؤم واليأس، بل هو على العكس من ذلك تماماً، هو من باب الأمل وحب الحياة وانتظار الغد، غد العراق الجميل، غد الأحبة ولقاؤهم في بلادنا المحتلة، هو الأمل بكل ما تحمل هذه الكلمة من إيحاءات تبعث الحب، والصبر للغد القادم. العيد يعني الفرح يعني الناس والأهل والأحبة، يعني لمة الأهل ولقاء الأصدقاء وتناسي الزعل، وزرع الطيبة والوئام لعام جديد بين كل الأحباب. لا تلوموني لو قلت لكم: إن تكبيرات العيد في وطني لها طعم آخر، وإن الخبز والماء و

عيد وانسحاب وغربة .

صورة
تتداخل في عقل الإنسان، أحياناً، العديد من الأفكار الطيبة والمؤلمة، والذكريات الجميلة والقاسية؛ وبسبب الخوف من الشماتة والتشفّي من بعض الحاقدين، نجد أنّ الإنسان يتحامل على جراحات نفسه، ويظهر جلادة كبيرة في مواجهة تقلّبات الحياة المؤلمة، وخصوصاً في ديار الغربة القاتلة. والغربة لمن لم يجرّبها هي منبع الآهات والأنين، وهي روضة مليئة بالشوك والخراب، وهي ضياع الروح وحرمانها من نسمات الوطن العليلة، وهي وحشة الفكر عن التمتّع ببركات الأهل والأصدقاء، وهي بعبارة بسيطة اغتيال للإنسان، أو كما يقال هي صورة من صور الموت بين الأحياء. قد يظن بعض الناس أنّ في هذه الصورة شيء من المبالغة والسوداوية والظلامية، لكن الحقيقة أنّ هذه الأمور هي من الأمور الذوقية التي لا يمكن أن يعبّر عنها أكبر الأدباء براعة ومهارة في تنميق الكلمات؛ لأنّها مرتبطة بالإنسان وروحه، وهذه أسرار إلهية لا يمكن الوقوف على حقيقتها إلاّ بالتذوّق. وفي العراق اليوم، مع الأسف الشديد، تتداخل الأفراح والأتراح؛ لأنّ الحياة مرتبكة، ولا تستقر على حال، والمنظر العام المألوف هو القتل والاغتيال بدم بارد من قبل عصابات إجرامية تحتمي بالقانو