المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٢

مظاهرات إيران وتداعياتها على الساحة العراقيّة!

صورة
  يعود تاريخ العلاقات العراقيّة الإيرانيّة الحديثة إلى سبعينيّات القرن الماضي حيث وقّع البلدان اتّفاقيّة الجزائر في العام 1975، واتّفقا فيها على تحديد خطوط الحدود البرّيّة والبحريّة وفقا لبرتوكول القسطنطينيّة لعام 1913 وخطّ التالوك. وبعد الانقلاب على شاه إيران محمد بهلوي ومجي نظام الحكم الجمهوريّ الحاليّ في العام 1979 عاد التشنّج مُجدّدا بين البلدين، وفي العام 1980 ألغى الرئيس العراقيّ الأسبق صدام حسين اتّفاقيّة الجزائر، وكانت بداية لمرحلة مُتشابكة انتهت بحرب الثمان سنوات والتي سحقت مئات الآلاف من الشعبين. وبَقِيَت نار الكراهية المُتبادلة مُستعرة، حتّى مرحلة الاحتلال الأمريكيّ للعراق في العام 2003، وقد صرّح أكثر من مسؤول إيرانيّ بأنّه" لو لا إيران لما استطاعت واشنطن احتلال العراق"! وهكذا صار العراق الحديقة الخلفيّة لإيران التي تدخّلت في كلّ شاردة وواردة، بحيث إنّ علي يونسي، مُستشار الرئيس الإيرانيّ الأسبق حسن روحاني أكّد في 8 آذار/ مارس 2015 أنّ" إيران أصبحت إمبراطوريّة كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا"! وهنالك منذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي غليان

السلام العالميّ والعراقيّ والحروب النوويّة!

صورة
  كثيرة هي الأحلام التي تركض وراءها البشريّة لنيلها والظفر بها، وأهمّها الاكتفاء الغذائيّ والمائيّ والدوائيّ والأمن والسلام والإعمار والرفاهية، وأتصوّر أنّ من أكثرها تأثيرا هو السلام الذي بدأت منابعه تجفّ شيئا فشيئا حول العالم. ونلاحظ حاليّا أنّ العالم يغلي، وهنالك اليوم معارك ضارية بين روسيا وأوكرانيا، ومناوشات واضحة بين أرمينيا وأذربيجان، وبين قيرغيزستان وطاجيكستان ، فضلا عن التطاحن في ليبيا وفلسطين وسوريا واليمن وغيرها. وهذه المؤشّرات تُربك السلام العالميّ، وفي منتصف آب/ أغسطس 2022 حذّرت دراسة لجامعة "روتجرز" الأمريكيّة، مِن موت أكثر مِن خمسة مليارات شخص جوعا إن اندلعت أيّ حرب نوويّة واسعة النطاق بين روسيا وأمريكا، وأنّ نقص الغذاء سيؤدّي لموت 75 بالمئة من سكّان العالم جوعا خلال عامين! ولا ندري كم سيموتون أصلا من جراء تلك الحرب النوويّة؟ والمُخيف أنّ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين أعلن الأربعاء، 21/9/2022 "التعبئة الجزئيّة، ولوّح باستخدام أسلحة الدمار الشامل"، فيما أكّد وزير دفاعه سيرغي شويغو، بعده بدقائق، أنّ "كلّ أسلحة جيشنا بما فيها النوويّة ستُست

مذابح (تحرير) العراق أبشع من هجمات 11 سبتمبر!

صورة
  التاريخ المُظلم للبشريّة حافل بمئات الجرائم الكبرى التي سحقت الناس بدوافع ومبرّرات سياسيّة ودينيّة وثقافيّة وربّما أنانيّة وشخصيّة! وعَرفت البشريّة جُملة من المجازر التاريخيّة، ومنها، وبحسب دمويّتها، الحرب العالميّة الثانية ثمّ الأولى، و الاستعمار الأوروبّيّ للأمريكيّتين، والحروب الأهليّة في الصين وروسيا وأمريكا وغيرها، والغزو الفرنسيّ للجزائر، وحرب فيتنام، ثمّ الغزو الأمريكيّ لأفغانستان والعراق، وأخيرا الثورة السوريّة! وبدأت هجمات الحادي عشر من 11 سبتمبر/ أيلول في العام 2001 باستيلاء بعض الانتحاريّين، وبذات التوقيت، على طائرات ركاب أمريكيّة وهاجموا بها مبان ضخمة في نيويورك وواشنطن، وقد دمّرت طائرتان مركز التجارة العالميّ في نيويورك، وهاجمت الثالثة وزارة الدفاع (البنتاغون)، وتحطّمت الطائرة الرابعة بمزرعة في ولاية بنسلفانيا بعد مقاومة الركاب للخاطفين والسيطرة عليهم، وقيل بأنّهم كانوا يعتزمون مهاجمة (مقرّ مجلسيّ النوّاب والشيوخ) بواشنطن. وكانت حصيلة تلك الهجمات الدمويّة التي تبنّاها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، ما لا يقلّ عن ألفين ومئة قتيل، ومن يومها يحتفل العالم، بألم و

العراق... مستقبل غامض بين الاقتتال والانقلاب!

صورة
  تتنامى الحيرة الفكريّة، النخبويّة والشعبيّة، في العراق بسبب حالة التداخل والتمازج والانقسام والتراخي في المشاهد السياسيّة والأمنيّة والقانونيّة والثقافيّة والإعلاميّة، وقد وصلت الضبابيّة لمراحل مُتقدّمة جعلت الجميع في دهشة واضحة حول مآلات المستقبل! وقد وصلني، قبل أيّام، سؤال مُحدّد من مركز عراقيّ مهتمّ بالدراسات الاستشرافيّة، وقد كان السؤال واضحا جدا: إلى أين يقودنا مشهد العراق وفق المُعطيات الراهنة؟ وقد طلبوا أن تكون الإجابة مُكثّفة ومُختصرة ما بين (100 – 150) كلمة. ومثل هذه الأسئلة بحاجة لعشرات الحوارات والنقاشات للردّ عليها، وبالذات في الحالة العراقيّة المليئة بالغموض والضبابيّة السياسيّة والمبدئيّة والثقافيّة والولائيةّ والإعلاميّة والمجتمعيّة. وأعتقد أنّ الضبابيّة التي تلفّ المشهد العراقيّ ليست جديدة بل هي مُعضلة تتنامى منذ مرحلة ما قبل الاحتلال ثمّ المرحلة المُهلكة التي تلت كارثة الاحتلال وحتّى اليوم. والضبابيّة تتمثّل في عدّة محطّات ولكنّها تبرز تماما بغياب السلطة الوطنيّة الحريصة على مصالح الوطن، وبضياع الانتماء السياسيّ الوطنيّ، والفشل ببناء الدولة، وهذه الحقيقة مل

الحائري والصدر.. (مؤامرة مذهبيّة) ومعارك طاحنة!

صورة
  أصعب المواقف والأزمنة والأيّام والساعات والدقائق والثواني في حياة الشعوب المغلوب على أمرها تلك التي يكون فيها السلاح غير الرسميّ منتشرا بعشوائيّة، ويكون القتل في البلاد أسهل الفعّاليات، وشوارعها مليئة بالفوضى والرعب والموت وبلا رادع من قانون أو ضمير، أو سلطة جبّارة يُمكنها أن تُخضع الجميع لسلطانها! ولقد كان العراق ومنذ منتصف الأسبوع الماضي يغلي وبلا هوادة وذلك بعد أن أصْدَر المرجع (الشيعيّ) العراقيّ المُقيم في مدينة قُم الإيرانيّة كاظم الحائري بياناً مليئا بالألغاز، وأعلن فيه الاعتزال الدينيّ كمرجع بسبب وضعه الصحّيّ، وموصيا أتباعه باتّباع مرجعيّة علي خامئني في إيران.   وبعدها وجّه الحائري كلمة طويلة للعراقيّين، وكأنّ البيان ليس للاعتزال الدينيّ وإنّما رسائل (غير بريئة) لـ(شيعة العراق). وقد نظر مقتدى الصدر لاعتزال الحائري بأنّها القشّة (المؤامرة) التي قصمت ظهره، وذلك لأنّ الصدر من مُقلدي الحائري، وقد استهدف مباشرة في الفقرة (هـ) من بيان الحائري والذي أكّد فيه بأنّه " مَنْ يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدريّين، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو