المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٢

شباب العراق والأمل الموعود

صورة
الحياة بلا أمل لا معنى، ولا قيمة لها، ولولا الأمل ما وجدنا عاملاً يعمل، أو فلاحاً يزرع، أو مبدعاً يبدع، ولا إنساناً يضحك، والحياة بلا أمل هي كالشجرة التي لا تحمل الثمر، والإنسان- أي إنسان- مليء بالأمل حتى آخر يوم من عمره، وإذا هرم ابن آدم هرم معه حب الدنيا وطول الأمل، وهذا ليس من العيوب، بل هي مسألة فطرية جُبل عليها الإنسان، ولا يمكن الانفكاك عنها بسهولة. ومرحلة الشباب هي من أروع مراحل العمر البشري؛ لأنها مليئة بالأمل والطموح والمثابرة والجد، وبالتالي إذا فُقد الأمل من هذه المرحلة، فذلك يعني أن مستقبل الأمة، التي فقد شبابها الأمل، مُهدد بالخراب والدمار، وهذا ما حصل– ويحصل، مع الأسف الشديد- لشباب العراق اليوم، حيث أعلن مركز المعلومة للبحث والتطوير البحثي التابع لمنظمات المجتمع المدني يوم 21/12/2012، أن 87% من الشباب العراقيين يشعرون بالإحباط من الواقع الحالي، وبدرجة كبيرة؛ بسبب توالي الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد. وأكد المركز أنه أجرى استطلاعاً لأكثر من (2148) طالباً جامعياً في عدد من المحافظات العراقية بالتعاون مع مؤسسة (فريدريش ايبرت) ال

كلنا مع الانتفاضة الشعبية العراقية

صورة
يمكن تعريف الانتفاضة الشعبية بعبارة بسيطة بأنها تلك الثورة المنطلقة من صفوف الشعب المضطهد، الهادفة إلى تغيير الأوضاع الشاذة والقضاء على الظلم والاستبداد، وهذه الثورات -في غالبها- لا تقف وراءها أجندات داخلية أو خارجية. ما يجري في العراق اليوم من مظاهرات واعتصامات مفتوحة، وخصوصاً في محافظة الانبار، هي واحدة من أكبر الانتفاضات الشعبية الكبرى في تأريخ العراق الحديث، وهي لم تكن من أجل شخص السيد رافع العيساوي وزير المالية في حكومة المالكي، واعتقال حمايته من قبل أجهزة الحكومة القمعية، وإنما هي تراكمات لسنوات طويلة من الظلم والطغيان والتهميش والغربة في داخل الوطن وخارجه! وبهذه المناسبة لابد من بيان حقيقة غائبة حالياً، وهي أن مصير السيد العيساوي سيكون مشابهاً لمصير نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي؛ حيث إن الأيام ستظهر ذات السيناريو الذي نُفذ ضد الهاشمي وحمايته، وسيطل علينا العقيد محمود العيساوي آمر فوج حماية وزير المالية رافع العيساوي، ليعترف أمام الملأ، عبر فضائية العراقية الحكومية المختطفة، أن السيد الوزير قد أمره بتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات عراقية، وهذا ما بدأت بتسريبه بعض وسائل ا

كوميديا مليئة بالألم في شوارع العراق

صورة
يُعرف المختصون الكوميديا أو الملهاة بأنها شكل من أشكال العمل المسرحي يتناول الجوانب الهزلية المضحكة، أو الساخرة من السلوك الإنساني. ومعظم الأعمال الكوميدية ذات طابع مازح فكاهي، وتنتهي دائماً نهاية سعيدة. والكوميديا لا تهدف إلى إثارة الضحك فقط، فربما يقصد بها، وهو الغالب، تحقيق مجموعة من الأهداف الفاضحة للأحوال والأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية في الدول الدكتاتورية. وفي زمن الظلم والدكتاتورية تزداد وتنتشر الكوميديا بين الطبقات المظلومة كأحد أساليب التنفيس عن الهموم، وأيضاً كطريقة من الطرق الذكية الخفية للتشهير بالدولة الظالمة وحكامها، أو بالحاكم الدكتاتور. ونقص الخدمات في العراق الحالي، صار السمة الأبرز في المشهد الحياتي، بل تُعد المطالبة بتحسين الخدمات من المطالب الجماهيرية الأولية بعد الأمن والأمان، المفقود في عموم الوطن. وفي فصل الشتاء تظهر المدن على حقيقتها، فهنالك مدن يكسوها المطر حلة زاهية من النظافة والبهجة، وهنالك مدن أخرى تغرق من أول الغيث، وهذا هو حال أغلب مدن العراق، وخصوصاً العاصمة الحبيبة بغداد!  والعراق منذ سبعينيات القرن الماضي بنى واحدة من أكبر شبكا

عجيب أمرك يا عراق!

صورة
الوطن هو البيت والأهل والراحة والأمان والمتعة البريئة والحب والسلام، وليس هو مجرد مساحة من الأرض ولدنا على ثراها، وترعرعنا عليها، ثم في لحظة من الزمن هجرناها، أو هُجرنا منها. والإنسان العاشق لوطنه حريص عليه، أكثر من كل ما يملك، فمثلما يحرص الإنسان على أبنائه أن يكونوا من المتميزين، إلا أن الوطن أعز من النفس والأبناء والأموال، ولا يَعرف قيمة الوطن وقدره إلا من أُجبر على فراقه، رغماً عن أنفه. وعليه، ورغم كل مواقفنا الرافضة لما يجري في العراق: من نهب وتخريب وتدمير وسفك للدماء وهتك للأعراض، وفساد مالي وإداري، رغم كل هذه البلايا، فإننا لا نفرح، ولا نُفاخر حينما ننشر، أو نكتب عن دمار العراق؛ لأن المصيبة هي مصيبتنا، وبالتالي، فإننا نهدف لبيان الحقيقة ونشرها للعالم، وليس التنكيل بعراقنا الغالي، الذي لولا حبنا له ما هُجرنا. ولابد من بيان أن الفرق شاسع وواضح وكبير بين العراق، وبين منْ يدعون تمثيله من غالبية السياسيين وغيرهم. نحن نتمنى أن تكون بغداد أجمل مدن المعمورة، وأن يكون العراق في صدارة دول العالم المتميزة، ولكن- للأسف الشديد- الواقع مخيف، والأمنيات التي نحلم بها مخال

التسقيط السياسي في العراق... الدايني نموذجًا

صورة
 الحراك السياسي الجاري في أرجاء المنطقة الخضراء، منذ الأشهر الأولى للاحتلال وحتى اليوم، مليء بالاحتقانات الطائفية والحزبية والقومية الضيقة. ولم نلمس حتى اليوم عملًا وطنيًا جامعًا يمكن أن يطلق عليه لفظ الخيار الوطني العراقي، وهذا مما يؤكد الحقيقة التي طالما رددها الوطنيون العراقيون التي قالوا فيها إن غالبية الأحزاب والشخصيات العاملة في المنطقة الخضراء هم نفعيون إقطاعيون، لا همّ لهم إلا الثراء على حساب الشعب العراقي. وفي عام 2006، حينما تفشت ظاهرة القتل العشوائي على يد المليشيات الحكومية وغير الحكومية، وبعلم ومباركة قوات الاحتلال الأمريكية. وانتشرت -حينها أيضًا- ظاهرة القتل الرسمي في المعتقلات الحكومية السرية والعلنية، وفي مخابئ المليشيات غير الرسمية، والنتيجة مئات الجثث الملقاة على قارعة الطريق، وعلى إثر ذلك حاول بعض المشاركين في العملية السياسية إبراز هذه الحقائق للحد منها، وإنقاذ من تبقى من المعتقلين، ومن هؤلاء النائب (محمد الدايني)، الذي حاول فضح الإجرام الحكومي في المعتقلات، وخصوصًا في مدينة بعقوبة (45 كم، شمال شرق بغداد)، وعلى إثر هذا النشاط الإنساني والوطني تعرض (الدايني)

من سيستضيف مؤتمر المعتقلين العراقيين؟!

صورة
تقييد الحريات له العديد من الصور، منها صور ظاهرة، وأخرى خفية. أما الظاهرة فهي السجون والمعتقلات، فهي نوع من الأدوات الكابحة شرور ذوي النفوس الخبيثة؛ من أجل سلامة المجتمع والأمة، وهذا لا خلاف على ضرورته بين العقلاء. والنوع الثاني هو التقييد الخفي، وهذا يكون عبر التهديدات المباشرة، وغير المباشرة، وأيضاً من خلال سن القوانين التعسفية التي تجرم من ينتهكها، وهذا النوع هو المخجل والمليء بالإرهاب والرعب. وكل حر في عالم لا يتمنى إلا الحرية لأصحاب المبادئ والقيم، ولكن المؤلم أن تستخدم قضية الحرية سبيلاً لتزيين الصور البشعة، وهذا ما حصل في العراق قبل أيام، ففي يوم 12/12/2012 اختتمت أعمال مؤتمر الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني، الذي عقد في بغداد، بإطلاق حملة دولية وإنسانية وإعلامية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والتوجه للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها بتدويل قضيتهم. والواقع أننا جميعاً مع هذا القرار، بل هو جزء من القضية الفلسطينية، حيث إن الاحتلال الصهيوني يعتقل حتى الساعة 8000 أسيراً، وذلك وفقاً لإحصائية رسمية صدرت عن مركز الإعلام والمعلومات الوطني الفلس

منْ يفك هذا اللغز العراقي؟!

صورة
ما من مناسبة تمر إلا ويطل علينا مسؤول حكومي عراقي يؤكد خلالها أن الأوضاع في البلاد جيدة، وأن «الظلاميين والإرهابيين» هم الذين يروجون للدعايات التي تقول: «إن البلاد تعاني من انهيار لمنظومة حقوق الإنسان، وخراب وتدمير شبه تام للبنى التحتية، وإن الفساد المالي وصلت مدياته لدرجات لم يبلغها التأريخ العراقي، لا قديماً، ولا حديثاً»! والحق الذي لا يمكن أن يُغلف بالتطبيل الإعلامي، أن العراق اليوم غابة لا يوجد فيها أي قانون، والحق للأقوى، والضعيف هو الحلقة المظلومة في المعادلة، وهم عموم الشعب العراقي!  وأن الظلم لم يتوقف عند القتل والتهجير، بل وصل إلى أعراض الناس وشرفهم، وهذا ما تمارسه بعض الأجهزة الأمنية الحكومية! وخلال الشهرين الماضيين تناقلت العديد من وسائل الاعلام المرئية، وخصوصاً فضائية الشرقية العراقية، شهادات حية أكدت أن النساء في داخل المعتقلات الحكومية يتعرضنَّ لأنواع من الاهانات والتعذيب، ووصل الأمر إلى اغتصاب بعضهنَّ داخل السجون، وكذلك أثناء نقلهنَّ من معتقل إلى آخر! وهذا الفعل يمثل قمة الانحطاط الخُلقي؛ لأن المرأة، في أي مجتمع يَحْتًرم نفسه، هي رمز للعفة، والطه

حقيقة صراع الساسة الكرد والعرب في العراق

صورة
طالعتنا بعض المواقع الرسمية وغير الرسمية العراقية خلال الاسبوعين الماضيين بمجموعة من العناوين المثيرة للخوف والهلع، بين المواطنين من سكان مناطق التماس، أو ما تسمى المناطق المتنازع عليها، ومن هذه الأخبار: - رئيس البرلمان العراقي: الأزمة بين المركز والإقليم وصلت إلى مرحلة المواجهة العسكرية. - عاجل.. عاجل.. بعد دخول قوات كردية اليها المالكي يرسل قوات التدخل السريع إلى كركوك!! - عناصر من الجيش «العراقي» تدخل إلى محافظة كركوك بملابس مدنية! وغيرها الكثير من الأخبار التي تظهر حجم التوترات المتصاعدة  بين بغداد واربيل. ما يجري في العراق اليوم من صراع بين ما تسمى حكومة المركز، المتمثلة بحكومة المنطقة الخضراء التي يترأسها نوري المالكي، وبين حكومة ما يسمى اقليم كردستان التي يتزعمها مسعود البرزاني، يدخل ضمن اللعب السياسية الكثيرة المخجلة التي تدور أحداثها على الساحة العراقية، فبعد أن تسبب أغلب هؤلاء الساسة باحتلال العراق على يد الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها، وأعادت أمريكا العراق -وكما وعدت- إلى القرون الوسطى، نجد أن غالبية هؤلاء الساسة لم يكتفوا بالدمار والخراب والقتل والتهجير والكوار

عراقيـون ضاعوا بين الاعاقة والإهمال

صورة
“ اليوم هو اليوم العالمي للمعوَّقين، نأسف إننا في هذا البلد” العراق” لا نأخذ حقوقنا كمعوَّقين، فقط نريد وظيفة؛ لنصرف على أنفسنا بلا ذل، وإهانة”. بهذه التغريدة المليئة بالحزن والألم والمعاناة الدفينة بالروح والقلب، ابتدأ أحد المعوَّقين في العراق يومه، وهو يتواصل مع أصدقائه على التويتر! ظلم الإنسان لأخيه الإنسان نراه شاخصاً أمامنا في أغلب المجالات الحياتية اليومية، وأغلب صور الظلم هذه؛ سببها الجهل والحقد والغيرة والاستهتار! والغريب أن بعض البشر يقتلون الآخرين، ثم يتفقون على أن يجعلوا يوماً لضحاياهم، فجعلوا يوماً للشهيد، وآخر لضحايا العنف، ولغيرها من صور الظلم والتجاوزات، والانتهاكات. وهكذا، صرنا نسمع في كل يوم يوماً للمساكين الذين يدفعون ثمن جنون واستهتار بعض التصرفات والسياسات التي لا توقفها مبادئ، أو قيم، أو حتى جزء من الاخلاق! وكنتيجة لكل هذا الجنون المتمثل بالحروب والتفجيرات نجد ملايين المعوَّقين في العالم! وبعد أن نُفذت الجريمة بحقهم، نجعل لهم يوماً هو: اليوم العالمي للمعوَّقين!  الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، هو اليوم العالمي للمعوَّقين في

فقراء فوق بحيرات النفط والغاز

صورة
لا يُذكر "العراق الجديد" اليوم إلا ويتبادر إلى الذهن، مئات المليارات التي تسرق في وضح النهار من قبل أغلب ساسة المنطقة الخضراء، الذين نجحوا نجاحاً باهراً في سياسة الصفقات الاقتصادية الخاصة، وبالتالي هم  يملكون اليوم ملايين الدولارات، في البنوك العالمية، ومنهم من وصلت ثروته إلى المليارات. وفي الاتجاه المعاكس لهذا المعدل المستمر بالصعود في ثروة أغلب هؤلاء الساسة، نلاحظ انحداراً كبيراً في مستويات المعيشة لعموم الشعب العراقي، بل تردياً في كافة القطاعات الحياتية الأخرى! الحالة المميزة للمشهد العراقي بعد عام 2003، ليس الاحتلال والتفجيرات اليومية والاغتيالات والاعتقالات فقط، بل الميزانيات الهائلة للـ" دولة"، حيث وصلت في عام 2012، إلى أكثر من مائة مليار دولار! وعلى الرغم من هذه الأموال الطائلة يعاني العراقيون اليوم من فقر قاتل خيم على حياتهم اليومية، وهذه الحقيقة أكدها النائب عن القائمة العراقية، وعضو لجنة الاقتصاد في مجلس النواب ، خالد العلواني الذي أعلن في يوم 25/11/2012 أن "هناك فئات عراقية تعاني من فقر مدقع، خاصة في المحافظات الجنوبية، إذ تتراوح نسبة ا