المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

الجهل البسيط والمركّب وقتل التعليم في العراق!

صورة
  هنالك العديد من العوامل التي شجّعت الإنسان في حقبة ما قبل التاريخ على الاستيطان في العراق، ومن أهمّ تلك العوامل وفرة المياه (دجلة والفرات) وخصوبة الأرض وسهولتها، والموقع الجغرافيّ المميّز الرابط بين العديد من الحضارات الإنسانيّة القديمة. هذا الاستيطان القديم القائم على الاستقرار شجّع على البناء والعلم والتفكير فكانت ثمرة تلك الجهود ابتكار اللغة المسماريّة على يد السومريّين بين عامي 3500 – و3000 قبل الميلاد، وكذلك ابتداع العجلة، وملحمة كلكامش، وشريعة أورنمو وحمورابي، وعلم الخرائط وغير ذلك من الإسهامات العلميّة! وأشهر حضارات وادي الرافدين القديمة هي الحضارات السومريّة والأكديّة والبابليّة والآشوريّة والكلدانيّة. وبعد الفتوحات الإسلاميّة بدأت حقبة جديدة من الاهتمام بالعلوم الإنسانيّة بكافّة صنوفها الشرعيّة والعقليّة، وحفلت بغداد منذ أواسط القرن الخامس الهجريّ بعدد كبير من المدارس والمعاهد، وقد وصلت مدارسها إلى حوالي 30 مدرسة، وأشهرها المدرسة النظاميّة، والتتشيّة، والشاطئيّة، والمستنصريّة، والمسعوديّة، وغيرها، و توافد عليها طلبة العلم من مشارق الأرض ومغاربها . واستمرّت الحركة الع

شَكْل الحكومة العراقيّة المقبلة!

صورة
  هنالك العديد من التعريفات للديمقراطيّة في الأدبيات السياسيّة، والتي يقصد بها، ببساطة، حكم الشعب (عبر المجالس البرلمانيّة، أو البلديّة) أو حكم الأغلبيّة، أو الفائزين في الانتخابات! وبموجب تطبيق الديمقراطيّة على أرض الواقع يمكن القول بأنّ هنالك العديد من أشْكال الديمقراطيّات، ومنها الديمقراطيّات الحقيقيّة والواضحة والعمليّة والمتحرّكة والنقيّة والسلميّة والإيجابيّة، ويقابلها الديمقراطيّات المزيّفة والغامضة والمعطّلة والجامدة والملوّثة والدمويّة والسلبيّة، وقد أثبتت التجارب التاريخيّة أنّ غالبيّة ديمقراطيّات الشرق الأوسط سلبيّة أو وهميّة! وقد كتب العالم السياسيّ الأمريكيّ (الهولنديّ الأصل) آرنت ليبهارت عن (الديمقراطيّة التوافقيّة في مجتمع متعدّد)، وبأنّها نموذج من نماذج المحاولات السياسيّة لمعالجة الأزمات في الديمقراطيّات المتعدّدة. والديمقراطيّة التوافقيّة لا تتّفق مع الديمقراطيّة التمثيليّة القائمة على التنافس وعدد المقاعد البرلمانيّة ومدى قوى وجدّيّة مشاريع الفائزين. وبحسب (ليبهارت) فإنّ المجتمع التعدّدي هو: "المجتمع المجزأ بفعل الانقسامات الدينيّة أو الأيديولوجيّة أو ال

المعارضة العراقيّة... بين الحنانة ودول المهجر!

صورة
  تتواصل الاجتماعات المتوقّعة وغير المتوقّعة بين القوى الفائزة والخاسرة في الانتخابات البرلمانيّة العراقيّة الأخيرة. وتهدف الاجتماعات المكّوكيّة بين النجف وبغداد وأربيل لإيقاف تفجير القنبلة المرتقبة من الانفراد بتشكيل الحكومة وتسمية رئيسها كما يريد مقتدى الصدر الفائز الأوّل بالانتخابات، وبما يتناسب مع برنامجه (الإصلاحيّ) الذي يؤكّد على تطبيقه في المرحلة المقبلة. ولم تقتصر تلك الاجتماعات على العراقيّين بل لاحظنا أنّ إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيرانيّ قد اجتمع الاثنين الماضي، لأكثر من مرّة خلال 24 ساعة، مع زعيم التيّار الصدريّ في الحنانة بالنجف! ولم تتسرّب حتّى الآن أيّ تفاصيل حول لقاء الصدر بقاآني، ولكن يبدو أنّ بعض المؤشّرات السلبيّة المسرّبة هي التي دفعت قاآني للتعجيل بزيارة العراق، ومن بينها فشل لقاء الصدر مع هادي العامري ثاني أقوى شخصيّات الإطار التنسيقيّ، والذي لم يقنع الصدر بالعدول عن فكرة حكومة الأغلبيّة الوطنيّة بدليل أنّ الصدر أكّد بعد لقاء العامري مضيّه بتشكيل حكومة أغلبيّة وطنيّة! ويقاتل الصدر بشكل واضح جدّا لتمزيق الإطار التنسيقيّ الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الأسب

برلمان وأكفان ومخالفات قانونيّة!

صورة
  توافق علماء السياسة على أنّ البرلمان هو المكان الرسميّ الذي تنطلق منه القرارات التي تنشر الخير والسلام، والأمل والحياة في ربوع الوطن وحياة الناس. وتوافق العقلاء على أنّ الكفن يعني الموت ونهاية الحياة، والانتقال من الدنيا (النهاية) إلى الآخرة! ولا شكّ في أنّ البرلمان والأكفان صورتان متناقضتان، من حيث الشكل والمآلات المنطقيّة والحياتيّة، وذلك لأنّه لا يمكن الجمع بين الحياة والموت، والأمل واليأس، والربيع والخريف، والسلام والحرب في صعيد واحد! وقد كانت هذه التناقضات جزءً من فعّاليّات الجلسة الأولى لمجلس النوّاب العراقيّ الجديد في دورته الخامسة والتي عقدت يوم الأحد الماضي! وتمثّلت تلك التناقضات بدخول نوّاب التيّار الصدريّ للمجلس وهم يرتدون الأكفان، وكذلك بوصول نوّاب حركة امتداد بعربات التوك توك. وقد تابعنا مع هذه التناقضات كيف أنّ مقتدى الصدر أرسل رسائل تهديد مباشرة ليلة انعقاد جلسة البرلمان باستعراض قوّته بعشرات السيّارات المحمّلة بالمسلّحين من "سرايا السلام" ببغداد! وتؤكّد الأعراف السياسيّة على عدم إرسال "الرسائل السياسيّة" السقيمة بمثل ارتداء الأكفان، أو

عام جديد وأمنيّات مواطن مُغترب![1]

    قبل أقلّ من (24) ساعة ودّعنا سَنة 2020، سَنة الصعوبات المُركّبة، وفيروس كورونا 19 المدهش، والحروب الساحقة، والطائرات المسيّرة، والموت، والاغتيالات، والهجرة نحو المجهول وغيرها من المآسي التي أذهلت الناس في عموم القارّات! قبل ساعات استقبلنا عاماً جديداً نأمل أن نستعيد فيه بعض السعادة، ونعيش فيه دون أن نبتعد عن الأصدقاء والأحباب ما لا يقلّ عن مترين، وبلا هجران لواحات التلاقح الفكريّ، والتعايش المجتمعيّ خوفاً من وباء قاتل! احتفل الناس بقدوم العام الجديد، وملأت الأضواء والألعاب الناريّة سماء أغلب مدن العالم، وكلّهم يأملون أن تكون أيّامهم خاليّة من الشوائب والفايروسات، وأصوات المدافع، وغدر الأسلحة الكاتمة، وأنين الغُربة! هنالك، في مدن الهِجرة، وفي عشرات الدول، ملايين المهجّرين الذين يحلُمون بوطن يحميهم، وبيت يظلّهم، وحكومة تدافع عنهم، ولمّة عائليّة يتطلّعون إليها! لا شكّ أنّه ليس من الهيّن الكتابة عن أحلام المُغتربين وسط أمواج النزوح المظلمة والقاتلة لأنّ من الصعوبة عَصر سنوات التغرُّب وحصرها بكلمات معدودة، ولأنّ المحاولة ستفشل حتماً في ترجمة حدود آلام الترحيل، وفي نقل حرارة الدم

سياسة الشعارات المُزيّفة![1]

كلّ الأحزاب والكيانات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والتجمّعات الشعبيّة (المظاهرات) في العالم ترفع شعارات خاصّة بها. والشعارات عبارة عن كلمات معدودة تُترجم أهداف الحزب، أو الكيان، وربّما يُقصد بها لفت الانتباه، أو محاولة (إغراء) الآخرين لقبول أفكارهم والعمل من أجلها، أو على الأقلّ عدم محاربتها! وتظهر الشعارات بصورة جليّة في الميدان السياسيّ، وربّما لا تُسلّط عليها الأضواء في بقيّة الميادين بسبب التركيز العامّ على الأحزاب، وبالذات الحاكمة منها، لأنّها بسياساتها الناجحة ستقود لترتيب أكثريّة الميادين، وأيضاً بسياساتها الفاشلة ستنشر الخراب في عموم البلاد! وفي العراق اليوم هنالك أكثر من (265) حزباً رسميّاً، وجميعها ترفع شعارات كبيرة، وعريضة، وتدور حول: الوطن والمواطن، والكرامة، والحرّيّة، والرفاهية، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد، ونشر الديمقراطيّة، والعراق أولاً، والمواطن أولاً، والوفاء، والتغيير، والغد، والأمل وغير ذلك من الشعارات البرّاقة المنمّقة التي صيغت بعناية فائقة، وربّما صُرفت على صياغتها وترويجها ملايين الدولارات! المتابع لتصنيفات الأحزاب العراقيّة، وال

تهريب النفط والعوائل من سوريا إلى العراق![1]

  التهريب وسيلة من وسائل نقل البضائع والأشخاص بطريقة غير رسمية، وغير شرعية، يقوم بها مجموعة من المُهربين للاستفادة المادية من خلال التبادل التجاري المتنوع مع مُهربين آخرين في ما وراء الحدود! ويبدو اليوم أن التهريب قد تطور بشكل مقلوب لتمارسه بعض الدول عبر عمليات تهريب من دول ضعيفة لدول أخرى، وهذا نكوص غريب في المعاملات الدولية، ولا يمكن أن يكون إلا في مراحل الحروب، وهشاشة الطرف (المنهوب، أو المسروق، أو المهرب منه)! تعدّ الحدود العراقية السورية من أضعف الحدود الدولية العراقية، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات يتمّ عبرها أخطر جرائم تهريب النفط والبضائع والأشخاص والأموال والآثار من وإلى العراق وربما عبره لدول أخرى! وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2020 بحث مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، مع السفير الروسي في بغداد، ماكسيم ماكسيموف، عدة ملفات أمنية، وفي مقدمتها ملف الحدود العراقية - السورية، وأهمية العمل على تبادل المعلومات لتأمين الحدود العراقية، ومنع تسلل الإرهابيين، إضافة إلى التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب. والحدود السورية مع العراق مُسيطر عليها من عشرات الميليشيات المؤيدة

اللاعبون على الحدود العراقيّة – السوريّة![1]

  تمثّل الحدود العراقيّة السوريّة واحدة من أخطر المناطق الحدوديّة؛ وذلك بسبب رخاوتها، وعدم القدرة الفعليّة على ضبطها لأسباب حقيقيّة ووهميّة. وقد لوحظ خلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد منذ بداية العام 2019، أنّ مقاتلي (داعش) عادوا ثانية لتنفيذ عمليّات اغتيالات وكمائن في سوريّا والعراق، وقد راح ضحيّتها العديد من الضبّاط والجنود والمليشيات الروس والسوريّين والعراقيّين، وهذا يؤكّد أنّ التنظيم عاد ثانية لحرب الكرّ والفرّ، وتنازله على حرب السيطرة على المدن! وفي اليوم الأخير من العام 2020 شنّ تنظيم (داعش)، هجومًا بالأسلحة الثقيلة على حافلة عسكريّة في محافظة دير الزور شرقيّ سوريّا تقلّ عناصر من جيش النظام   بعد أن فجّروا عددًا من العبوات الناسفة في طريقها، مما أدّى لتدميرها، ومقتل 40 عنصرًا وإصابة آخرين! وعلى ذات المنوال، ولكن بشكل اغتيالات فرديّة، تستمر عمليّات التنظيم في العراق، لينسحب مقاتلوه بعدها إلى عمق الصحراء المتداخلة بين البلدين! وتمتد الحدود بين العراق وسوريّا لأكثر من 600 كلم إلا أنّ هنالك ثلث هذه المناطق قرابة (200) كم تعدّ الأهم والأخطر والمتمثّلة بمناطق خطّ التنف – البو كما