المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٠

(الشرعيّة الدوليّة) وقمع شباب العراق!

صورة
في منتصف كانون الأوّل/ ديسمبر 2019، ذَكرتُ خلال ندوة عقدها المركز العربيّ التركيّ للدراسات الإستراتيجيّة في مركز اتّحاد الكتاب الأتراك بمدينة إسطنبول، بعنوان "انتفاضة العراق.. الآفاق والتحدّيات"، أنّ "الحكومة العراقيّة القائمة تستمدّ قوّتها، رغم كلّ الجرائم التي ترتكبها، من الاعتراف الدوليّ بشرعيّتها". ومعلوم في القانون الدوليّ أنّ هنالك ثلاث عناصر لشرعية الدول والاعتراف بها قانونيّاً وسياسيّاً، وهي (الشعب والإقليم والسيادة)، وبتوافرها تكون الدولة ذات شخصيّة اعتباريّة شرعيّة على المستوى الداخليّ، وهذه الشرعيّة الداخليّة بحاجة إلى شرعيّة، أو اعتراف من المجتمع الدوليّ ليكتمل موقف الدولة القانونيّ! ويشترط للاعتراف بالحكومة، في أيّ دولة، جملة من الشروط العمليّة والقانونيّة، ومنها قدرة الحكومة التامّة في السيطرة على الإقليم الواقع ضمن مناطق نفوذها، وأن تكون حكومة دستوريّة، أيّ تعمل بموجب دستور حقيقيّ ، وتلبية الشعب لقراراتها، وأخيراً قدرتها على تنفيذ التزاماتها الدوليّة ! واقع حال العراق يشير إلى أنّ هذه الشروط الجوهريّة غير متوفرة في حكومة بغداد، حيث إنّ غال

تهديدات ومظاهرات مليونية (سقيمة) وفوضى!

صورة
تسلّط المادّة (67) من الدستور العراقيّ الضوء على رمزيّة وأهمّيّة منصب رئيس الجمهوريّة، وبأنّه " يمثّل سيادة العراق، واستقلاله، ووحدته، وسلامة أراضيه". ورغم هذه المظلّة (الدستوريّة) نجد أنّ هنالك من وجه خطاباً مليئاً بالتهديد والوعيد لرئيس جمهوريّة العراق برهم صالح! كتائب "حزب الله" العراقي، هدّدت الثلاثاء، بطرد الرئيس صالح من بغداد، إذا التقى نظيره الأمريكيّ دونالد ترامب، على هامش منتدى "دافوس" بسويسرا. وقال المسؤول الأمنيّ للكتائب أبو علي العسكريّ، في تغريدة على "تويتر": "نشدّد على ضرورة التزام برهم صالح في عدم اللقاء بالأحمق ترامب، وزمرة القتلة التي ترافقه، وبخلاف ذلك سيكون هناك موقف للعراقيّين تجاهه، لمخالفته إرادة الشعب، وتجاهل الدماء الزكيّة التي أراقتها هذه العصابة، وسنقول حينها لا أهلاً ولا سهلاً بك، وسيعمل الأحرار من أبنائنا على طرده من بغداد"! وبعد عدّة ساعات وجّهت مليشيا "النجباء"، تهديداً مماثلاً لصالح في حال التقى ترامب، وهذا ما قاله أيضاً قيس الخزعلي، زعيم مليشيا (العصائب)! وسط هذه الأجواء المليئ

هل انتهى (شهر العسل) بين واشنطن وبغداد؟

صورة
بعد أكثر من عقدين من العلاقات والتنسيق والتلاحم بين واشنطن وما تسمّى، حينها، المعارضة العراقيّة، وهم أنفسهم حكّام العراق اليوم بدأت تتنامى هذه الأيّام خيوط فصل جديد من الحكاية بين الفريقين لكنّه فصل مليء بالجفاء والتهديدات والتعقيدات السياسيّة والعسكريّة والماليّة والإداريّة. مع واقعة مقتل (قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس)، وقصف العديد من مقرّات الحشد الشعبيّ، ومقتل وجرح المئات منهم على يد القوّات الأمريكيّة وغيرها بدأت تتعالى بعض الأصوات البرلمانيّة، وهي في حقيقتها مليشياويّة، المطالبة برحيل القوّات الأجنبيّة من العراق، وفي مقدّمتها الأمريكيّة! معلوم أنّ واشنطن هي التي حرست النظام العراقيّ القائم منذ مرحلة تشكيل مجلس الحكم في العام 2004، وأنفقت تكاليف حرب الاحتلال، والمعارك اللاحقة التي أبقت نظام بغداد على قيد الحياة حتّى الساعة! الإدارة الأمريكيّة لم تغزُ العراق من أجل عيون ( المعارضة) كما قد يتوهّمون، وإنّما نحن نتحدّث عن دولة مؤسّسات كبرى، لا تتحرّك فيها قطعة عسكريّة واحدة إلا بموجب القانون والمصلحة الوطنيّة والإستراتيجيّة الأمريكيّة! المُذهل أنّ برلمان بغداد صادق خل

الانسحاب الأجنبي وجدلية الفراغات ومظاهرات العراقيين!

صورة
عادت هذه الأيّام، وبقوّة، قضيّة الفراغ الدستوريّ للظهور في المشهد العراقيّ، بعد أن برزت لأوّل مرّة حينما تشبّث رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بالمنصب، وخلافاً للدستور، رغم إتمامه لدورتين في رئاسة الكابينة الوزاريّة منتصف العام 2014! اليوم هنالك تخوّف من ذهاب العراق إلى فراغ دستوريّ بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي وتحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال يوميّة، وكذلك فشل الكتل السياسيّة الفاعلة في التوصّل لشخصيّة بديلة مقبولة من قبل المتظاهرين ومن عموم السياسيّين! وبعيداً عن جدليّة الفراغ الدستوريّ، فإنّ المادّة 76 من الدستور نصّت على تكليف" رئيس الجمهوريّة مرشّح الكتلة النيابية الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة"، وهذا ما لم يتمّ حتّى الساعة؛ وبقيت الأمور معلّقة، وعاد عبد المهدي يتحكّم بمصير البلاد عبر تفويض غريب وغير دستوريّ من البرلمان بالطلب من القوّات الأجنبيّة مغادرة العراق (فوراً)، وكأنّ حكومته غير مستقيلة! واليوم الجمعة طلب عبد المهدي من واشنطن "إرسال مندوبين لوضع آليّات انسحاب القوّات الأميركيّة"! وهذه أزمة دستوريّة كبيرة، وصورة غريبة تتناقض مع الدستور لأنّ

العراقيّون وترامب و(وقت الحرّيّة)

صورة
(لملايين المواطنين العراقيّين الذين يرغبون في الحرّيّة، ولا يريدون الهيمنة والسيطرة عليهم من قبل إيران: هذا هو وقتكم)! بهذه الكلمات خاطب الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب العراقيّين في الساعات الأخيرة من العام 2019 عبر موقع (تويتر)، فما هي غايات هذه التغريدة الانقلابيّة التي وجّهت للعراقيّين؟ التغريدة جاءت بعد ساعات من اقتحام عناصر الحشد الشعبيّ للمنطقة الخضراء، ومحاولتهم لدخول السفارة الأمريكيّة المحصّنة، وأيضاً بعد (24) ساعة من هجوم أمريكيّ على معسكرات لـ(حزب الله العراقيّ) في العراق وسوريا خلّفت عشرات القتلى والجرحى، وأيضاً بعد ثلاثة أشهر من المظاهرات الشعبيّة التي تعمّ كافّة مدن الجنوب والعاصمة بغداد، والمطالبة بتغيير النظام القائم في العراق! الأحداث المتسارعة في العراق خلال الساعات الأخيرة من العام 2019 لا ندري كيف ستجعل شكل الوطن في العام 2020، وهل ستدخل العراق في أُتون محرقة جديدة ستحرقه بلهيب أحداثها الملتهبة، وستقود لتغيير مرتقب، أم ستبقي البلاد على وضعها غير السليم القائم؟ وفي ساعة مبكرة من فجر اليوم الجمعة ظهرت أولى نتائج تغريدة الرئيس ترامب وذلك باستهداف ومقتل قاسم