المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

كل عام وشباب العراق بخير

صورة
الشباب نبع الطاقة التي تمد الأمة بالكوادر المنتجة، وهم أمل الأوطان في البناء والعمران، والرافد الذي لا ينضب في التضحية، وهم الذين يمدون الحياة بالطاقات المتجددة. والقيادات الناجحة هي التي تتفهم مطالب الشباب وتحترمها، وإلاّ فإنّ تجاهُل آمال وطموحات هذه الفئة سيجعل منهم براكين يمكن أن تثور في أيّ لحظة. شباب العراق عُرفوا عبر التاريخ بقدراتهم التغييرية، وهم اليوم، بعد عام من انطلاق الربيع العراقي في 25 شباط 2011، متحرقون لأنّهم متيقنون أنّهم مخدوعون، ومهمشون، وسائرون إلى المجهول، وأيضاً لانكشاف زيف الشعارات البراقة الخاوية التي رفعت منذ مرحلة ما قبل احتلال العراق عام 2003، وحتى اليوم، وكذلك بسبب تدني مكانة بلادهم في المنطقة والعالم. في مثل هذه الأيام، من العام الماضي انطلقت ثورة الشباب العراقي في ساحة التحرير، لتعلن للعالم أجمع أنّ العراقيين رافضون للمهازل المستمرة في بلادهم، وهم لا يحلمون إلاّ بالعيش كبقية شعوب العالم "الفقيرة"، على الرغم من الثروات الطبيعية والبشرية الموجودة في بلاد الرافدين. مظاهرات العراقيين انطلقت بكفالة الدستور الذي كتبه ساسة العملية السي

آمال العراقيين بين الأحلام والواقع

صورة
بينما كنت ذاهباً إلى عملي الصحفي في بغداد توقفت سيارتي فجأة، وأنا من الذين لا يعرفون إلا الجلوس خلف مقود السيارة، ولا اعرف شيئاً عن ميكانيك السيارة، وخلال دقيقة واحدة وقفت بجانبي سيارة شرطة حديثة، نزل منها مجموعة من الشباب المبتسمين وهم يحملون باقة ورد جميلة، وقدموها لي، وقالوا: نحن آسفون لهذا العطل الذي أصاب سيارتك، وبعد بضع دقائق أصلحوا سيارتي، وتمنوا لي السلامة، وحينما حاولت أن أقدم لهم مكافأة «إكرامية» انزعجوا جداً، وقالوا: نحن لا نعرف في عملنا الوظيفي شيئاً اسمه الإكرامية، وشعارنا «إننا في خدمة الشعب»! وحينما وصلت إلى مكان عملي، وجدت على مكتبي كتاباً من رئاسة الوزراء يشكرني فيه « دولة الرئيس» على مقالي الأخير؛ لأنني وجهت فيه نقداً لشخصه ولحكومته، معتبرا أن ذلك يصب في مصلحة البلاد، ومسيرة الإعمار الجارية في زمن «الديمقراطية المميزة في العراق الجديد»! وفي الصباح ذاته قرأت خبراً في إحدى الصحف مفاده أن مدعي عام محكمة الرصافة ببغداد قد أمر بالتحقيق مع أحد كبار المسؤولين الحكوميين؛ وذلك لاتهامه بعرقلة معاملة تعيين مواطن في القطاع العام؛ وأيضاً لأن هذه الحالة نادرة الحصول، وهذه

الملف الامني العراقي بيد منْ؟

صورة
منذ أن «انسحبت القوات الأمريكية» من العراق نهاية العام الماضي، ونحن نسمع بتصريحات، شبه يومية، مفادها أنّ الأجهزة الأمنية الحكومية مُسيطرة على الأمن في البلاد، والمتابع للمشهد العراقي يَعرف أنّ أمريكا لم تنسحب نهائياً، والدليل الهبوط الاضطراري للطائرة المروحية الأمريكية في إحدى مناطق بغداد يوم 27 كانون الثاني 2012، وهذا الخبر أكّده المتحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد (مايكل ماكليلان) في ذات اليوم، حيث أكّد أنّ إحدى طائراتهم المروحية اضطرت للهبوط قرب نهر دجلة بسبب عطل فني، والغريب أنّ المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد (الفريق قاسم عطا) نفى هبوط الطائرة الأمريكية قبل ساعات من تأكيد السفارة الأمريكية! وهذا يعني أنّ قيادة عمليات بغداد لا تعرف من يُحلّق في سماء العراق، من الأعداء والأصدقاء! الشارع العراقي تجتاحه اليوم مئات السيارات المظللة، وفيها رجال يحملون أسلحة فتاكة، ويملكون صلاحيات «قانونية» بالرد على أيّ مخاطر محتملة، وهذا الكلام ليس من جعبتي بل هو من حكومة المنطقة الخضراء التي اعترفت يوم 9/2/2012، وعلى لسان الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي بوجود (36) ألف متعاقد أم

المعتقلات العراقية ادفع يفرج عنك

صورة
اتخاذ السجون في الحالة الطبيعية يكون لغايات إصلاحية واحترازية، فهي تهدف لإصلاح المتجاوزين على القانون، وردع العابثين بالأمن والنظام العام، وليست غاياتها انتقامية ثأرية مزاجية. والسجون هي أداة من أدوات البناء والإصلاح والتأهيل في المجتمع، وذلك حينما تكون الأحكام الصادرة بحق المتجاوزين على القانون هي أحكام عادلة، منضبطة بالعدل والإنصاف، وبعيدة عن الأهواء الإنسانية، الشاذة والمتناحرة مع القانون، وكذلك ينبغي أن لا تكون تلك الأحكام القضائية متأثرة بالسياسية، وإلاّ فإنّ تلك السجون ستكون معولاً للتخريب والتدمير في المجتمع. والسجون، أو المعتقلات في العراق بعد عام 2003، مليئة بالقصص التي تصلح لأن تكوّن منها أورع الأفلام والروايات التراجيدية المؤلمة. ولطالما كتب الكُتّاب، وصرخ الأخيار بخصوص الانتهاكات القاسية لحقوق الإنسان في المعتقلات الحكومية العلنية والسرية، إلاّ أنّ المشكلة هي في كون بعض المراقبين يعتقدون أنّ هذه الأطراف تكتب وتصرخ من أجل تشويه صورة حكومة المنطقة الخضراء فقط، وأنّ هنالك مبالغة في تصوير المشهد العراقي، والأوضاع العامة في المعتقلات الحكومية. والواقع أنّ المهازل الج

إيران وقيام الحكومة الإسلامية في العراق

صورة
ختلفت تعريفات السياسة بين الإسلاميين والعلمانيين، وكل فريق منهم ينظر للمسألة من زاوية الأسس والمبادئ التي على ضوءها حُدد مفهوم السياسة عنده، إلا أنهم جميعا متفقون على أن السياسة هي فن حكم الدول، وجلب المصالح للمواطنين، وتنظيم السياسة الداخلية والخارجية للبلاد. والعراق ابتلي منذ ثمانينات القرن الماضي بالعديد من الكوارث، ومنها حرب الثمان سنوات مع إيران، أو حرب الخليج الأولى، ثم حرب الكويت، أو حرب الخليج الثانية، وبعد ذلك الحصار القاتل الذي استمر منذ عام 1991، ولغاية يوم الاحتلال، عام 2003، ثم غزو العراق واحتلاله، أو حرب الخليج الثالثة. ومنذ ثمانينات القرن الماضي والحرب الباردة والساخنة مستمرة بين العراق وإيران، حيث كان لإيران الدور الأبرز في تدريب وتمويل ما يسمى(المعارضة العراقية ) حينها، الذين يجلسون اليوم على سدة الحكم في المنطقة الخضراء، وبموازاة ذلك اعترفت إيران بالتعاون مع أمريكا لاحتلال العراق، وهذا ما صرح به أبطحي سكرتير خاتمي الرئيس الإيراني السابق حيث قال:( لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق)!!! التغلغل الإيراني كان واضحاً منذ الأيام الأولى للا

موسوعة الحرب الامريكية على العراق 1-2

صورة
أعجبتني كثيرا (موسوعة الحرب على غزة) التي صدرت مؤخراً، التي تناولت أحداث الحرب الهمجية الصهيونية على أهلنا الصابرين في غزة هاشم، غزة الصمود والتحدي، وذلك حينما انطلقت الوحشية الصهيونية بهمجية وحقد كبيرين لتضرب يوم السبت 27 ديسمبر 2008، الأبرياء في كل مكان طالته، هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد تلك التي شنتها القوات الإسرائيلية بكل عنجهيتها، بكل صلفها وطغيانها.. حشدت الطائرات، وجمعت جنودها ودباباتها؛ لتحصد أرواح آلاف من الأبرياء، قصف وتدمير، دك وتفجير، كل الأسلحة اليوم تحت الاختبار، المحرمِ منها والمحظور.. وتقول الموسوعة في زاوية إحصاءات وأرقام وتضمنت بيانات وأسماء كافة الشهداء، والبالغ عددهم (1464) شهيداً، فيما كان عدد الجرحى (5330) جريحاً، وبينت الموسوعة توزيع الشهداء والجرحى وكافة الخسائر المادية الأخرى جغرافياً في قطاع غزة، بالإضافة إلى نوع الإصابة، ووقت الاستشهاد في ملف من (135) صفحة، وكذلك تضمنت الموسوعة الخسائر المادية التي تجاوزت وفق التقديرات المبدئية ثلاثة مليارات دولارات، وتقول الموسوعة أن العدوان الصهيوني الهمجي قد دمر:- - أكثر من (20) ألف منزل - و (60) مد

«العراقية» تعود للبرلمان.. أبشروا أيها المواطنون

صورة
جاسم الشمري - العراق السياسة هي فن يتطلّب القدرة على إدارة الأزمات والمفاوضات، وبها تدار المفاوضات الموصلة للحقوق المشروعة وغير المشروعة، وهي ببساطة القدرة على تحقيق أكبر قدر من المكاسب وبأقل التكاليف، وهذا الكلام يكون بين الدول بعضها مع البعض الآخر. اللعبة السياسية الجارية في عراق ما بعد عام 2003، يمكن تفهمها بسهولة، فهي لعبة بسيطة وغير مركّبة، لكنها في ذات الوقت معقّدة من جهة الحرب الباردة بين أطرافها، وجامدة في مكانها، ولم، ولن، تقدّم شيئاً لا للعراق ولا للعراقيين، وأسباب فشلها عديدة، ومنها أنّها فُصِّلت في خارج البلاد، ثم أرادوا إقحامها على المقاس العراقي، وهي للأسف الشديد غريبة عن التركيبة الوطنية، ثم برزت معالمها النهائية في ظل الاحتلال الأمريكي المسيطر على الأوضاع العامة في السابق والحاضر على الرغم من ادّعاءات الانسحاب، ومن أهم أسباب فشلها أنّها طائفية للبعض، وعرقية بالنسبة للبعض الآخر. انتخابات آذار 2010 أفرزت كتلتين كبيرتين، الأولى بقيادة أياد علاوي وتسمى القائمة العراقية، والثانية هي دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة الرابعة السابقة نوري المالكي، وبمجرد إعلان نتا