المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

ساسة العراق والمناصب والهجرة النبوية

صورة
مما لا شك فيه أن  ديننا الإسلامي الحنيف دين عالمي، وتشريعاته قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، ومن المصادر المهمة للتشريع، بل هي المصدر الثاني الذي لا خلاف عليه بعد القران الكريم، هي السنة النبوية المطهرة، والسنة النبوية تتضمن الأفعال، والأقوال، والتقريرات الصادرة عن شخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره رسولاً من رب العالمين ومشرعاً لخير الدنيا والآخرة. ونحن اليوم كبلدان عربية وإسلامية نواجه حملات شرسة شُنت على الأمة بدعاوى مكافحة الإرهاب، ومع الأسف الشديد يقصد بها من قبل غالبية الدول الغربية وأمريكا، " الإرهاب الإسلامي"، لكنهم لم يصرحوا بهذا التعبير بوضوح تام، إلا أن تداعيات ما وقع من أحداث في العالم تثبت هذه الحقيقة، والرئيس الأمريكي سيئ الصيت جورج بوش الابن قالها - وبلا خجل - لقد بدأت الآن الحرب الصليبية، وهو القائل إن الرب أمرني بضرب العراق. ومن نتائج الحرب الانتقامية التي سميت الحرب على الإرهاب احتل كل من أفغانستان والعراق،  ولازال كل من البلدين، حتى اليوم يعانيان من تداعيات هذا الاحتلال، الذي قتل، وهجر،  واغتصب، وخرب، ودمر اغلب القيم والمعالم الإنسانية

الانتربول ودوره في العراق اليوم

صورة
الإنتربول (Interpol‏)، هي اختصار لكلمة الشرطة الدولية (International Police‏)، وهي أكبر منظمة شرطة دولية، أُنشأت عام 1923، مكوّنة من قوات الشرطة لـ190 دولة، ومقرّها الرئيسي في مدينة ليون الفرنسية. والعراق، كما يذكر موقع المنظمة الرسمي، عضو فيها منذ عام 1967. ويتمثّل دور المنظمة في تمكين أجهزة الشرطة في العالم أجمع من العمل معا، لجعل العالم أكثر أمانا. وتساعد بنيته التحتية التكنولوجية المتطورة للدعم الفني والميداني على مواجهة التحديات الإجرامية المتنامية التي يشهدها القرن الحالي. والعراق بعد عام 2003، انهارت فيه كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية بسبب قساوة الضربات الأمريكية البريطانية تجاه البنى التحتية والفوقية، وكل ما يتحرّك على الأرض، وكذلك بسبب قرارات (بريمر) التي قادت إلى حل الجيش والأجهزة الأمنية السابقة، وعلى هذا الأساس دخلت البلاد في حالة فوضى لم يشهد لها العراق مثيلاً إلاّ في أيام غزو التتار. الأجهزة الأمنية التي تكوّنت بعد عام 2003، مع الأسف الشديد، هي أجهزة طائفية، ومشكلتها أنّها في غالبيتها لا تنتمي للعراق، وقادتها يدّعون أنّهم يعملون من أجل فرض النظام والقانون، وعلى ه

الإنسان ..ذلك المجهول!

صورة
سبحان الذي كتب على عباده الموت في الدنيا، ليكون هذا الغائب الحاضر" الموت" حقيقة من الحقائق الثابتة التي لا يمكن لا للملحدين ولا للمؤمنين نكرانها، فالجميع يؤمنون أنهم ميتون، وأنهم سينتقلون في لحظة من اللحظات إلى عالم آخر، عالم لم نألفه، وليس لدينا تصور كامل عنه، بل عالم آخر بكل معنى هذه الكلمة، والانتقال إلى هذا العالم سيكون بلحظة انفصال الروح عن الجسد، إذاً الكل ميت، والدنيا فانية شئنا أم أبينا. العالم الآخر، الذي سننتقل إليه لا نستطيع مع ما بلغنا من أخبار صحيحة بخصوصه تصوره والوصول إلى حقيقته؛ لأنه جزء من عالم الغيب الذي لا يمكن أن نفهمه إلا بالرؤية، وهذه الرؤية بالنسبة لنا في الدنيا اليوم غير متحصلة، وبالنتيجة نحن لا نعرف حقيقة هذا العالم، رغم إننا مؤمنون به، لانه ركن من أركان الإيمان في الإسلام، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " إني أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون؛ أطت السماء وحق لها أن تئط؛ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله " , " والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا, ولبكيتم كثيرا " قال أبو الدرداء : .."وما تلذذتم ب

متى ستستقيل حكومة المالكي؟!!

صورة
أغلب الحكومات في العالم المتحضر وغير المتحضر، تحترم نفسها وشعبها، وتقدم استقالتها حينما تقتنع أنها فشلت، أو أخفقت في مهمتها المرسومة، أو لم تحقق أغلب الشعارات والبرامج التي وعدت الجماهير بها. وهذا الأمر يقع في البلدان الأجنبية والعربية، وهنالك العشرات من صور الاستقالة في دنيا السياسة في عموم بلدان العالم، وهنا سأذكر بعض الاستقالات القريبة، خلال الستة اشهر الماضية فقط، حيث قدمت حكومة رئيس الوزراء اليوناني ( غيورغيوس باباندريو)، قبل أسبوع تقريباً، استقالتها التي أُعلن عنها خلال اجتماع مع رئيس الدولة ( كارولوس بابولياس). وقبل خمسة أشهر ، وفي خطوة مفاجأة قدم الرئيس الألماني، هورست كولر، استقالته من منصبه، وذلك على خلفية تصريحات كان قد أدلى بها حول مهمة قوات بلاده في أفغانستان، وأكد كولر، أنه أبلغ رئيس المجلس الاتحادي( ينز بورنزن) بتقديمه استقالته، وسيتولى الأخير طبقا للدستور منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد. وفي ذات الفترة قدم رئيس الوزراء الموريتاني ( زين ولد زيدان) استقالته من منصبه، بعد اقل من عام على توليه منصبه، وأن استقالته كانت متوقعة بعد اتها

أيها العيدُ ، كنْ سعيداً، وعُدْ لي

صورة
كنت في حيرة من أمري كيف اعبر عما يجول في خاطري من تناقضات بين فرحة العيد وألم الغربة، بين الحاضر والماضي، بين اليوم والأمس، وهكذا، وبينما كنت اقلب صفحات الموسوعة العالمية للأدب العربي، وجدت قصيدة بعنوان" أيها العيد كن سعيداً"، للشاعر الفلسطيني" خميس لطفي" حيث يقول في مطلعها:- آسِفٌ! ، إنْ طرقتَ يا عيدُ بابي  آيباً، بعد فترةٍ من غيابِ.  فتعجَّبتَ من سلوكي كثيراً  وتساءلتَ:  ما جرى لي؟ وما بي؟  ولماذا أبدو حزيناً كئيباً  غير مستبشرٍ بهذا الإيابِ.  لم أقابلْكَ مثلما كنتَ ترجو. والكلام بهذه الروحية الحزينة ليس من باب التشاؤم واليأس، بل هو على العكس من ذلك تماماً، هو من باب الأمل وحب الحياة وانتظار الغد، غد العراق الجميل، غد الأحبة ولقاؤهم في بلادنا المحتلة، هو الأمل بكل ما تحمل هذه الكلمة من إيحاءات تبعث الحب، والصبر للغد القادم. العيد يعني الفرح يعني الناس والأهل والأحبة، يعني لمة الأهل ولقاء الأصدقاء وتناسي الزعل، وزرع الطيبة والوئام لعام جديد بين كل الأحباب. لا تلوموني لو قلت لكم: إن تكبيرات العيد في وطني لها طعم آخر، وإن الخبز والماء و

عيد وانسحاب وغربة .

صورة
تتداخل في عقل الإنسان، أحياناً، العديد من الأفكار الطيبة والمؤلمة، والذكريات الجميلة والقاسية؛ وبسبب الخوف من الشماتة والتشفّي من بعض الحاقدين، نجد أنّ الإنسان يتحامل على جراحات نفسه، ويظهر جلادة كبيرة في مواجهة تقلّبات الحياة المؤلمة، وخصوصاً في ديار الغربة القاتلة. والغربة لمن لم يجرّبها هي منبع الآهات والأنين، وهي روضة مليئة بالشوك والخراب، وهي ضياع الروح وحرمانها من نسمات الوطن العليلة، وهي وحشة الفكر عن التمتّع ببركات الأهل والأصدقاء، وهي بعبارة بسيطة اغتيال للإنسان، أو كما يقال هي صورة من صور الموت بين الأحياء. قد يظن بعض الناس أنّ في هذه الصورة شيء من المبالغة والسوداوية والظلامية، لكن الحقيقة أنّ هذه الأمور هي من الأمور الذوقية التي لا يمكن أن يعبّر عنها أكبر الأدباء براعة ومهارة في تنميق الكلمات؛ لأنّها مرتبطة بالإنسان وروحه، وهذه أسرار إلهية لا يمكن الوقوف على حقيقتها إلاّ بالتذوّق. وفي العراق اليوم، مع الأسف الشديد، تتداخل الأفراح والأتراح؛ لأنّ الحياة مرتبكة، ولا تستقر على حال، والمنظر العام المألوف هو القتل والاغتيال بدم بارد من قبل عصابات إجرامية تحتمي بالقانو