فتنة المناصب في العراق اليوم
تقلبات الإنسان في هذه الحياة بين الفقر والغنى، والصحة والمرض، والقوة والضعف، والأفراح والأتراح، والعلم والجهل، والسلام والحرب، والحياة والموت، كل هذه التقلبات هي في حقيقتها فتن لابتلاء الناس وامتحانهم هل يفلحون، أم يفشلون؟! معاجم اللغة العربية ذكرت العديد من المعاني لكلمة (الفتن)، حيث ورد في (تاج العروس) للزَبيدي (35/489): الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. والفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ)، وهي (الضَّلالُ)، و(الإِثْمُ والمَعْصيَةُ)، وهي (العَذَابُ). وهي أيضاً: (الجُنونُ كالفُتُونِ، والمالُ، والأوْلادُ، واخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ). والعراقيون فُتنوا بعد عام 2003 بمئات الفتن الظاهرة والباطنة، فمنهم من اجتاز هذه الابتلاءات بنجاح وسلام، وهم الغالبية العظمى من الناس، ومنهم من فشل أمامها، وهم القلة القليلة، وهذه تشمل بعض المواطنين، وغالبية الذين دخلوا في ما يسمى «العملية السياسية». والفتن السياسية برزت في جانبين رئيسيين هما: المظاهر والسلوك. والمظاهر كانت كثيرة وبرّاقة، ومنها الرواتب الخيالية، والجواز الدبلوماسي الأحمر، والسجاد ا