المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٧

مذكرات المجرمين!

صورة
من المؤلم أن تكون الشعوب ضحية للسياسات، وأن يُسحق آلاف الأبرياء بحجج هزيلة لا تقوى على الصمود أمام الواقع المليء بالحقائق المخالفة لتلك الادعاءات.  تعلمنا في عالم السياسة أن الأقوال أكثر من الأفعال، وأن الادعاءات كثيرة- وأحياناً بعيدة المنال- وتطبيقها على ارض الواقع نادر جداً، وكأن غالبية قوانين عالم السياسة تُشجع على التملص من الالتزامات والإبقاء عليها في إطار الإعلام فقط. الشعب العراقي وقع ضحية للكثير من الدعايات السياسية، ومنها الخطاب الكبير الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بتاريخ 19 آذار (مارس) 2003، عن انطلاق "الحرب على العراق"، حيث قال مخاطباً جنوده: "إلى جميع الرجال والنساء في القوات المسلحة الأميركية المنتشرين الآن في الشرق الأوسط، أقول: إن سلام العالم المضطرب، وآمال شعب مقموع تعتمد الآن عليكم. وهذه الثقة هي في محلها تماماً. وسيدرك الأعداء الذين تواجهون عمق خبرتكم وشجاعتكم في الحال. وسيشاهد الناس الذين ستحررون روح الشرف والطيبة التي تتسم بها القوات المسلحة الأميركية. وفي هذا النزاع تواجه أميركا عدواً لا يحترم أعراف الحرب، أو القواعد الأخل

لعبة الأقوياء!

صورة
لا خلاف أن العملية السياسية الصحيحة الخالية من المجرمين والقتلة هي السبيل الأمثل لتحقيق أحلام العراقيين، وأن صناديق الاقتراع هي البوابة الآمنة والضامنة لتحقيق طموحات الجماهير والانتقال بهم إلى مرحلة بناء دولة المواطنة والإنسان وتحقيق الحياة الكريمة. وسأحاول هنا تناول واقع مشاركة "سنة" العراق في العملية السياسية، وما هي الثمار التي جنوها من وراء هذه المشاركة؟ العملية السياسية بُنيت في تموز (يوليو) 2003 على أسس طائفية وعرقية، وصُممت لتقسيم العراقيين إلى سنة وشيعة ومسيحيين، ولأعراق متنوعة عربية وكردية وغيرها من المكونات المجتمعية. وقد امتازت مجمل تلك العملية بميزات آكلة وساحقة ومنها تسلط بعض الأطراف العراقية على الأخرى بحجة الأكثرية، وكان من أكبر نتائجها جريمة التهميش الذي مُورس في جميع مفاصل الدولة المدنية والعسكرية بحق "سنة" العراق على اعتبار أنهم أقلية، وهذا الكلام لا يوجد عليه أي دليل إحصائي، وكذلك لوحظ غياب "هيبة الدولة" وانتشار السلاح خارج إطار القوات المسلحة وغيرها من الحقائق التي تؤكد هشاشة العملية السياسية والدولة معاً.  الحديث عن الم

إرهاب الجوازات!

صورة
معلوم للجميع أن الأنظمة والقوانين تمنع السفر، أو التنقل الرسمي بين البلدان دون وثيقة رسمية، ثابتة أو مؤقتة للسفر، ولهذا فان أهمية وثيقة السفر، الجواز، كبيرة جداً بالنسبة للمستقرين خارج بلدانهم، أو الراغبين في السفر. وفي العراق هناك اليوم جملة من القضايا الشائكة غير المسلط عليها الضوء إعلامياً، رغم أنها تمثل مأساة عوائل بأكملها، ومنها قضية تجديد جوازات السفر بالنسبة للعراقيين غير المؤيدين لسياسات الحكومة، أو الذين لا يجاملون، أو حتى أولئك الذين خدموا الدولة العراقية سابقاً ولا يملكون الآن أي ميول سياسية. وسبق للبرلمان العراقي أن أقر في منتصف آب 2015 قانون جوازات السفر. والمادة -4- من القانون تذكر" على الموظف المختص إصدار جوازات السفر للعراقيين الموجودين خارج العراق، أو تجديدها، بصرف النظر عن أسباب وجودهم وفقاً لأحكام هذا القانون".  فيما جاء في المادة ثانياً:" على وزير الداخلية سحب جواز السفر العراقي من العراقي الذي تثبت إدانته بجريمة إرهابية، أو بفعل ماسّ بأمن الدولة". أما الأسباب الموجبة للقرار فهي " لضمان حرية التنقل وتماشياً مع النهج الديمقراطي الجد

المنهج الإرهابي!

صورة
هنالك قضايا في الملف العراقي شائكة ومحيرة، وتناولها يجعلك تسير على حبل رفيع لأنك في أي لحظة ستكون في خانة العملاء للوطن، أو المتعاطفين مع الإرهاب، ومنها مسألة التركيز على الكوارث التي لحقت بالمناطق التي سيطر عليها مقاتلوا "داعش"، وجعلوا أهلها بين مطرقتهم من جهة وسندان المليشيات والقوات الحكومية والدولية من جهة أخرى. الكاتب والصحفي والإعلامي الذي لا ينقل الحقيقية خائن لمبادئه، وقيمه، لأن نقل الحقيقة هي الأصل في العمل الصحفي والإعلامي، ولا يمكن تصور بناء الأمم والأوطان عبر بوابات التملق والتزلف وخداع الجماهير، لأن توصيف الحالة الايجابية، أو السلبية بدون رتوش هو جزء من الإنصاف ونصف العلاج. لنتفق بداية على أننا جميعاً ضد الإرهاب، المتمثل بقتل المدنيين العزل وتهجيرهم وتخويفهم وسرقة أموالهم، وكل من يقوم بهذا الفعل فهو إرهابي لا يمكن التعاطف معه، أو الوقوف معه. ما حصل في الموصل والرمادي والفلوجة وديالى وصلاح الدين ومناطق حزام بغداد من قتل وتهجير وتدمير وتخويف بحجة مقاتلة "داعش" لا يختلف كثيراً عن إرهاب أي منظمة إرهابية في العالم، وهذا يؤكد أن المنهج الإرهابي متش

العيد وقضايا أخرى!

صورة
العيد يوم التسامح، يوم اللقاء والمحبة، والتسامي على الجراح، ومحاولة - في بعض البلدان- لتناسي نكد الدنيا وهمومها، ولو لأيام أو لساعات معدودات، وهو يوم السلام والأمن وفرحة الأطفال بالثياب الزاهية وبالعيدية (عطايا الأهل). العيد في بعض دول منطقتنا لم يعد كما كان يوماً فيه معاني البهجة والسرور والمرح، بل صار يوماً للألم والبكاء والذكريات الجارحة، وبات مناسبة لتذكر ملايين اليتامى والأرامل والمهجرين الذين – ربما- لا يملكون قوت يومهم، أو سقفاً يحفظ كرامتهم بعد أن سحقتهم آلات الحروب القاسية وأفقدتهم - في لحظات- طعم الحياة بكل أيامها سواء في الأعياد أم غيرها. العيد في العراق صار بالنسبة لغالبية الناس – وهنا أتحدث عن الأماكن الآمنة- مجرد احتفال تقليدي بأيام مباركات، أما في المناطق النازِفة فالعيد بالنسبة لسكانها يوم للحسرة المضاعفة، والشعور بالضياع في داخل الوطن، وهو كبقية أيامهم مليء بالقتل والدمار والقصف العشوائي، كما هو الحال في ما تبقى من أحياء مدينة الموصل التي تشهد قتالاً لا تمييز فيه بين المدنيين والإرهابيين. تقع اليوم على عاتق الدولة والمجتمع مسؤولية كبرى في ضرورة إدخال السعادة