المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

الأزمة الماليّة العراقية متى تنتهي؟

صورة
مع كلّ يوم تتكاثر وتتنوّع الأزمات الضاربة لبُنية الوطن والمواطن العراقيّ. فبعد الأزمات الأمنيّة الخانقة التي حرقت الأخضر واليابس، وكادت أن تُشعل حرباً أهليّة بين المواطنين، تستمرّ في البلاد حالياً جملة من الأزمات الأخرى القاتلة! ويمكن أن نُشير لبعض تلك الأزمات الخطيرة قبل التطرّق لأخطرها: أ. الأزمات السياسيّة: وهذه أزمة متكرّرة ومتشعّبة، وهي عبارة عن عدّة أزمات، وتبدأ بأزمة تشكيل مفوّضيّة الانتخابات والإشراف عليها، ثمّ أزمة ظهور نتائج الانتخابات والتشكيك فيها، وبعدها مرحلة تشكيل الحكومة والمساومات على الوزارات والمناصب، وصولاً إلى الأزمة النهاية وهي أزمة توزيع المكاسب بعد التوافق على تشكيل الحكومة! ب. أزمة بناء الدولة: وهذه من أبرز الأزمات المُتنامية والظاهرة عبر دوامة الفشل في بناء دولة المؤسّسات الجامعة لكلّ الناس رغم توفّر كلّ أشكال الدعم السياسيّ والماليّ الداخليّ والخارجيّ! ومن أبرز صور فشل بناء الدولة هو العجز عن بناء منظومة أمنيّة موالية للوطن والمواطن، بعيداً عن الحزبيّة والمذهبيّة والطائفيّة، بل أنّ غالبيّة مؤسّسات الأمن تُعاني من اختراق كبير للمليشيات من أعلى اله

الكاظمي والحشد الشعبي!

صورة
منذ أن قتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس (هيئة الحشد الشعبي) هو (وضيفه) قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية أمريكية بداية العام الحالي أثناء خروجهما من مطار بغداد الدولي دخلت فصائل الحشد الشعبي في دوامة المناصب سواء رئاسة الحشد أو المناصب الحساسة الأخرى ومنها رئاسة الحشد والأركان! الغريب أن المهندس ليس الرئيس الرسمي للحشد بل أن الرئيس هو فالح الفياض ورغم ذلك بدأت بوادر صراع محموم على الزعامة بين (قادة) الحشد! فماذا يعني ذلك الخلاف على منصب الرئيس على الرغم من أن المقتول هو نائب الرئيس(المهندس) وليس الرئيس (الفياض)؟ قبل كل شيء يجب إثبات أن الأحداث كشفت بأن القائد الفعلي للحشد هو المهندس وليس الفياض بدليل عدم ظهور مثل هذه الخلافات قبل مقتل المهندس، أو ربما، يمكن القول، وبعبارة أدق، إن غياب سليماني هو السبب الأبرز على اعتبار أنه هو القائد الآمر لهم جميعا، ودون أي نقاش لأوامره! وخلال الأشهر التي تلت مقتل سليماني والمهندس سمعنا بالكثير من الشخصيات التي رشحت لمنصب رئيس هيئة الحشد على الرغم من وجود الفياض، ومن أبرزهم أبو فدك المحمداوي، وهادي العامري، زعيم مليشيا بدر

محنة العراق والأودية المهلكة!

صورة
صدق الرئيس الأمريكيّ السادس عشر أبراهام لنكولن ( اغتيل في 15 نيسان/ أبريل 1865) حينما قال: ( إنّ البيت المُنقسم على نفسه لا يستطيع النهوض)! الانقسام في عراق اليوم هو انقسام فكريّ وعقائديّ ومجتمعيّ وأمنيّ وسياسيّ، فكيف يمكن أن تنهض البلاد وسط هذه الانشقاقات العميقة؟ ثمّ لماذا تترنّح الدولة العراقيّة في أودية الفشل والضياع، وأين الخلل، ومنْ المسؤول عن هذا التشرذم في غالبيّة المجالات؟ ما يجري يَأخذ ألباب الحكماء، ويُذهل العقلاء، ويحيّر العلماء ويضيّع الدهماء، أو عامّة الناس! هل يعقل أنّ العراق ليس فيه شخصيّة واحدة يمكنها أن تُعدّل المركب، وتُلملم شتات البلد، وتُنقذه من الغرق؟ هل يعقل أنّ كلّ ما يُقال في المحطّات التلفزيونيّة ووسائل الإعلام المتنوّعة من المقالات والدراسات والتحليلات، وبينها آراء دقيقة وحكيمة، هي مجرّد صرخات في أودية سحيقة مهلكة لا أثر لها على الأرض، وأنّ السياسيّين يتجاهلونها كأنّهم في برج عاجي لا يهمهم ما يدور حولهم؟ هذا الحال المتآكِل جعل اليأس يدبّ في نفوس بعض (الوطنيّين والمثقّفين)، بينما يرى البعض الآخر بأنّها بداية التغيير المرتقب في العراق، رغم ظلم

حكومة الكاظمي بين المأمول والمحذور!

صورة
الأمل هو البلسم الفعّال للكثير من حالات الضعف التي تعيشها الدول والشعوب على حدّ سواء. والأمل هو الضوء الذي يبدّد الظلام، والمفتاح الذي يفتح كلّ أبواب العمل والعطاء رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الدول وشعوبها في مراحل الكوارث والأمراض والحروب والفقر ومراحل الصعوبات التي تواجههم، " ولو لا الأمل لبطل العمل"، كما يُقال في المأثور الشعبيّ! يأمل العراقيّون منذ عدّة سنوات بأن يجدوا من بينهم قائداً منقذاً محباً لهم، ويمتلك القدرة على ضبط البلاد، وبالذات في الملفّات الأمنيّة والاقتصاديّة والخدميّة! وقبل عدّة أيّام حسم البرلمان العراقيّ معضلة رئاسة الوزراء، وتمّت تسمية مصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة، وساعتها رأينا كمّاً عجيباً من التفاؤل في الكثير من الصحف والوكالات، وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعيّ! ولا ندري ما هي مبرّرات هذا التفاؤل، وهل هنالك أرضيّة ورديّة حقيقيّة يمكن الارتكاز عليها للتعايش مع هذا الأمل، أو التفاؤل؟ والغريب أنّه ومنذ الساعات الأولى لتسنّم الكاظمي لمنصبه انطلقت بعض الأغاني المعدّة سلفاً، والتي تتغنّى بمرحلة جديدة من العمل في العراق! ولا ندري مَنْ كا

حكومات العراق وثِمار أسوأ قرار أمريكيّ!

صورة
بعد منتصف ليلة العشرين من آذار/ مارس 2003 أطلق الرئيس الأمريكيّ جورج بوش الابن صافرته معلناً بداية حرب (محو العراق) وليس (تحريره)! وخلال عدّة ساعات سقطت على مدن العراق مئات الصواريخ من البحار والطائرات، وتمكّنت، لغزارتها وكثافتها، من تهشيم "الدولة المريضة" أصلاً بسبب الحصار الدوليّ الذي استمرّ لأكثر من (13) عاماً! وبعد إلقاء مئات الأطنان من الأسلحة الجديدة والقديمة والممنوعة أعلن الرئيس الأمريكيّ في الثاني من مايو/ أيّار 2003، في خطاب على متن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن، أنّ" الحرب شُنّت بهدف تحرير شعب العراق وتحقيق السلام للعالم، وأنّ دكتاتور العراق قد سقط، وأنّ العراق قد حُرّر، وأنّ القوّات الأمريكيّة تقوم الآن فيه بعمليّات حفظ الأمن وإعادة البناء"! والحقيقة أنّ بوش لم يخلّص العراقيّين من الدكتاتوريّة كما قال في خطابه، بل دمّر حياتهم، وسحق بلدهم، وأخرجهم من دوائر النموّ والتطوّر والتنميّة! أبادت "حرب التحرير" في عامها الأوّل أكثر من 13 ألف مدنيّ، ثمّ تفاوتت إحصائيات الخسائر المذهلة ما بين مليون ضحيّة وفقاً لدراسة معهد الاستطلاعات البريطانيّ

(جسم) مليشيا إيرانية جديدة في العراق!

صورة
تطورات سياسية وأمنية خطيرة في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، وهي ترتيبات ليست عبثية بل مدروسة، ومنظمة، ويقصد بها الترتيب لمرحلة قادمة غير واضحة المعالم حتى اللحظة. نهاية الأسبوع الماضي نقل موقع قناة الحرة الأمريكية عن مصادر لم يُسمها تفاصيل خطيرة عن تشكيل عسكري مليشياوي مختلط أسس مؤخرا في العراق. التشكيل الجديد يتكون من مقاتلين تم توزيعهم كالتالي:( " (500) من " منظمة بدر " و(500) من "كتائب حزب الله" و(500) من "عصائب أهل الحق" و(250) من "النجباء"، و(250) من "كتائب سيد الشهداء" ومثلهم من " جند الإمام" ومثلهم أيضا من "الأبدال") ! وهذا التشكيل الجديد تنظيم مرتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني ويفرض على أعضائه الانفصال عن الجهات التي ينتمون إليها، ويسمى الجيش الإسلامي للمقاومة (جسم)! والتشكيل اقترحه القائد الأسبق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ديسمبر الماضي، وتمّ إعلان تأسيسه في ذكرى مرور 100 يوم على مقتله. يرتبط الكيان الجديد تنظيميًا وإداريًا وماليًا بالحرس الثو

حكومات العراق.. الملكيّة والجمهوريّة!

صورة
توالى على كرسيّ رئاسة وزراء العراق منذ العهد الملكيّ وحتّى الساعة عشرات الرؤساء، واختلفوا من حيث قدرتهم على إدارة البلاد ما بين المميّز، والجيّد، والضعيف، والهشّ، والفاشل. وبعد الاحتلال البريطانيّ للعراق، وتحديداً في   19 تشرين الأوّل 1922م أصدر الملك فيصل الأوّل أمراً بتشكيل المجلس التأسيسيّ، واختير عبد الرحمن النقيب كأوّل رئيس للوزراء في المملكة ! ثمّ توالت حكومات عبد المحسن السعدون، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي، وتوفيق السويدي، وناجي السويدي، ثمّ نوري السعيد. وبعد العام 1932 وتخلص العراق من الانتداب البريطانيّ، شكّل ناجي شوكت أوّل حكومة في زمن الاستقلال، ثمّ خلفه رشيد عالي الكيلاني، وجميل المدفعي، وبعدهما أكثر من (30) رئيساً إلى أن وصلت لحكومة أحمد مختار بابان التي استمرّت لأقلّ من شهرين لسقوطها بالانقلاب العسكريّ لعبد الكريم قاسم في 14 تمّوز 1958، ويومها تمّ قتل الملك فيصل الثاني، والأمير عبد الإله، ومعهما نوري السعيد، و تمّ إعلان قيام الجمهوريّة العراقيّة وانتهاء الملكي ّة. بقي قاسم رئيساً للوزراء حتّى مقتله في شباط 1963، بانقلاب عسكريّ، ونُفِّذ حكم الإعدام به في مبن