المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

العيد وسياسات التغريب عن الأوطان!

صورة
  مَن يُطالع كتب الأدب العربيّ القديم والحديث يجد من النادر ألا يتطرّق الأدباء والشعراء للتغني بالعيد وأفراحه ومعانيه الجميلة والأجواء الرقيقة التي تُحيط به! وبين تلك النصوص الأدبيّة العذبة تَشْخَص أمامنا بين نصّ وآخر مقالات وقصائد ونصوص تتناول العيد بأقلام وعقول وقلوب مليئة بالألم والشكوى من الفقر والحرمان وظلمات السجون ومجاهل المهجر! والواقع أنّ هذا هو حال الدنيا فهي تتنقّل بالإنسان بين الخير والشرّ، والأمان والخوف، والصحّة والمرض، والسعادة والتعاسة، والحرّيّة والقيود، والنور والظلمات، والنوم في أحضان الوطن، والضياع في طرقات المهجر، والأفراح والأتراح، والحياة والموت! ومعلوم أنّ الأيّام الجميلة والمُريحة للإنسان على هذا الكوكب قليلة، وربّما، نادرة، وقد تكون من أروعها أيّام العيدين المباركين، الفطر والأضحى! والعيد بالنسبة لما يقرب من ثلاثة ملايين عراقيّ مهجّر خارج الوطن مناسبة مُتكرّرة تُجَدِّد الحنين إلى الديار والأحبّة؛ ومناسبة لإشعال مشاعر التعاطف والأمل، والمهجرون يعانون، ومنذ سنوات، من نيران هذه الأحاسيس التي لا يمكن أن تنطفئ إلا باللقاء والاتّصال. وربّما هنالك مَن ينتقد التباكي ع

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

صورة
  تستند الدول القوية بموجب الدراسات والتخطيطات العلميّة الدقيقة على أعمدة ثابتة للحافظ على كيانها، ويعتبر الأمن والقضاء والتعليم أهمّ تلك الأعمدة ! وهذه الأركان الأساسيّة تحفظ أمن الوطن والناس وتجعلهم يشعرون بالعدالة المانعة للظلم، فيما يسعى التعليم لبناء عقول المواطنين وحاضرهم ومستقبلهم، وأيّ خلل في واحدة منها سيؤدّي، قطعا، إلى الانهيار التدريجيّ للدولة! وحينما نحاول المفاضلة بين هذه الأسّس المتلاحمة يمكن تقديم الأمن على القضاء والانتهاء بالتعليم، وهذا يعني أنّ الأمن هو الركن الركين لاستمرار الحياة في كلّ بقعة في العالم. وأثبتت التجارب أنّه حيثما وجد الخلل في ركن الأمن، دون السعي لمعالجته، تبدأ مرحلة تآكل الدولة وضياعها. وقد لاحظنا أنّ الحالة العراقيّة منذ العام 2003 تعاني من إشكاليّات أمنيّة خطيرة، وأنّ القوى الشريرة، وغالبيّتها متّهمة بجرائم قتل وسلب وتهجير، تَسرح وتَمرح في أرجاء البلاد. وحدّثني صديق وزميل سابق في الدراسة الإعدادية ببغداد أنّ العصابات المنفلتة قتلت عمّه (صديقنا) الضابط برتبة رائد في الجيش العراقيّ السابق، وهم يعرفون الأشخاص الذين نفّذوا الجريمة أمام أعينهم، وقدّموا

الموازنة بين الناخب والنائب في العراق!

صورة
  يُمكن اعتبار الناخِب والمنتخَّب والبرنامج الانتخابيّ وإدارة الانتخابات من أهمّ أركان العمليّة الانتخابيّة. وتُعرِّف (الموسوعة السياسيّة) الانتخاب بأنّه اختيار شخص من بين عدد من المرشّحين ليكون نائباً يُمَثِّل الجماعة التي ينتمي إليها، والانتخـاب من الحقوق العامّة للمواطن ما دام مستوفياً لشروط الانتخاب. والانتخابات عمليّة تنقية وتوكيل جماعيّ لشخص ليكون ممثّلا عن مجموعة أشخاص، وهذا التوكيل يتمّ بموجب قوانين ثابتة، دستوريّة عامّة وانتخابيّة خاصّة، وفقا لنوع الانتخابات سواء أكانت برلمانيّة أو رئاسيّة أو لمجالس بلديّة أو لنقابات مهنيّة. ومن أهمّ خصائص: الانتخابات النزاهة والسرّيّة والعموميّة والدوريّة، والتي يفترض تأمينها للحفاظ على أصوات الناخبين وحقوقهم! وبالتزامن مع انطلاق الترتيبات الأوّليّة لانتخابات المجالس المحلّيّة العراقيّة نهاية العام الحالي ، وبغض النظر عن الموقف من العمليّة السياسيّة، نريد أن نتحدّث عن أهمّ ركنين من أركان العمليّة الانتخابيّة وهما الناخب (المُنْتَخِّب) والمرشّح (المُنْتَخَّب)، حيث نلاحظ أنّه، ومع كلّ موسم انتخابيّ، تتكرّر جدليّة مَن يَخْتار مَن؟ وتقد