المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٢

مقابر السجناء، والتلاعب السياسي بالقضاء!

صورة
  اتّفق العقلاء عبر العصور على أن السجون وضعت لتكبيل الأشرار، وتقليل ضررهم على المجتمع، والسعي لإصلاحهم ليعودوا ثانية، بعد أن ينالوا جزاءهم العادل، ليساهموا في بناء المجتمعات! ومن هنا تُعتبر السجون حالة صحّيّة لتصفية المجتمعات من المجرمين والمخرّبين والإرهابيّين والمرضى النفسيّين، لكن بالمقابل تعتبر تلك السجون حالة مرضيّة حينما تكون مقبرة لدفن الأبرياء، ومحجرا لكلّ من يُراد التخلّص من دورهم الإيجابيّ من قبل قوى الدولة واللادولة!   وتُعتبر حكاية سجون العراق قصّة لها أوّل وليس لها آخر، وبدايتها كانت بعد الاحتلال الأمريكيّ، أما نهايتها فلا يمكن تحديدها بسهولة لأنّها حتّى الآن مستمرّة بمآسيها وأحداثها التراجيديّة والمأساويّة السوداء! وقبل يومين حدّثني صديق عراقيّ بأنّه اعتقل في الشهر الرابع من العام 2017، دون مذكّرة اعتقال، وبعد شهرين من الاعتقال تمّ ترتيب مذكّرة الاعتقال، وفي الشهر العاشر من ذات العام قدّمت أوراقه للقضاء، وقد أخبر القاضي بأنّ مذكّرة الاعتقال مؤرّخة بتاريخ حزيران بينما الاعتقال تمّ بشهر نيسان، وحينها أخبره القاضي بأنّ (الأمور تسير بأوامر عُليا)! وخلال تواجد صاحبنا

الصرخي.. صرخة تغيير أم زوبعة في فنجان!

صورة
  يذكر الموقع الرسمي للمرجع (الشيعي) محمود الصرخي بأنه من مواليد 1964 في مدينة الكاظمية شمالي بغداد، وتخرج من كلية الهندسة في جامعة بغداد عام (1987م) بتفوق. وتربّى الحسني في كنف والديه، وكان من عائلة بسيطة معروفة بالنزاهة وبالتقدير بين الناس، وكان هذا واضحًا جداً عند دخوله الحوزة حيث الجميع يشيدون بأخلاقه العالية. والتزم الصرخي، منذ العام (1990م)، بالدراسة الحوزوية المنهجية؛ فبدأ قراءة المنطق لنفسه، والرسالة العمليَّة وأصول الفقه وعلوم العربيَّة لنفسه، وشارك في الامتحانات التي كانت تتمُّ في المكاتب والبرَّانيَّات مِنْ قبل الحوزات وتجاوزها. وتفرغ الصرخي في العام 1994 للتعلم تماماً، وكان جلّ حضوره عند السيد محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر) الذي انتدبه للعمل معه في إجابة الاستفتاءات في مكتبه، وبتكليف من الصدر (الأب) صار الصرخي خطيبًا وإمام جمعة في مدينة الحلة. وللصرخي العديد من المؤلفات، منها "فلسفتنا "، و البحوث الأصولية و الفقهية والأخلاقية والتاريخية والعقدية والتفسيرية ، والرسالة العملية ، و المنطق وأصول الفقه . وتميز الصرخي مبكرا بالعديد من المواقف، ومنها إصرار

مشاكل متنامية في مجتمع حائر!

صورة
  لا يُمكن تصوّر دولة قويّة منسجمة ومتطوّرة دون وجود مجتمع متماسك ومتلاحم ومتقدّم، أو دون إنسان (مجتمع) متعلّم وفاهم يحبّ الحياة والأرض، ويسعى لعمارتها ونشر الأمن والخير في ربوعها! وهنالك تصاهر عميق بين الإنسان والمجتمع، لأنّ المجتمع هو عبارة عن مجاميع من الناس يتعايشون في مكان ما، والإنسان الصالح المعطاء الباني يؤسّس، مع غيره، مجتمعا صالحا ورصينا وعامرا، والعكس صحيح تماما، ولهذا اهتمّ علماء الاجتماع والسياسة والأديان بدراسة المجتمعات لأنّها أساس نهضة الأمم! ويعاني المجتمع العراقيّ منذ سنوات من تركيبة معضلات متنوّعة، وهي إشكاليّات لم تكن سابقا موجودة في المجتمع بهذا الحجم والبشاعة ولكنّها، ومع الفوضى السياسيّة والأمنيّة والقانونيّة، صارت حالة مُتنامية؛ وصرنا نسمع بحوادث منزليّة ومجتمعيّة بشعة في كلّ ساعة تقريبا، والعجيب أنّ الناس يمرّون عليها مرور الكرام الذين لا يعنيهم الأمر! فكيف يمكن تفسير تنامي هذه الظواهر المجتمعيّة القاسية، ومنها القتل والانتحار، والاختطاف، والسرقات العلنيّة، والخمول في العلاقات الإنسانيّة، وغير ذلك، من الظواهر السلبيّة، التي تركت عموم المجتمع في حَيرة، وده

تزوير التاريخ واجْتِثاث جماعة الصرخي!

صورة
  يُنظر لعلم التاريخ بأنّه كنز وخزينة الحوادث والأخبار والعقول والأفكار للأمم والشعوب، وهو المُعلّم القديم الجديد الذي ينشر الحكمة، ويمنح الدروس والعبر للساعين لبناء الكون وخدمة الإنسان! وتأتي أهمّيّة قراءة التاريخ كونها تتقصّى وتستنبط الدروس السياسيّة والإنسانيّة، وتتجاوز أسباب فشل التجارب الأخرى ونقاط ضعفها، والابتعاد عن المنزلقات القاتلة والخطيرة؛ ولتؤطّر بذلك الحياة الإنسانيّة بالحكمة، وحبّ الأرض وعمارتها! وتفتخر الأمم الواعية بتاريخها، وبالذات حينما يكون مليئا بالملاحم وصور النضال والتحدي والبطولات المُسطّرة في الدفاع عن الوطن بوجه القوى الشرّيرة، الداخليّة والخارجيّة . وحينما يُكتب ‌التاريخ بنقاء وصدق، بعيدا عن المتملّقين والمزوّرين والمزيّفين، سيكون بذلك المرآة الصافية الناقلة لتجارب الشعوب في كلّ زمان ومكان، والمصباح الذي يُنير طريق البشريّة للاستفادة من تجارب الآخرين، وتجاوز مواطن الخلل والخطأ التي وقعوا فيها! وكتابة التاريخ بحاجة لمؤرّخين وباحثين وإعلاميّين ونُخَب فكريّة لا يقدّمون شهوة المال على الحقيقة، ويمتلكون القدرة على تناول الأحداث والأشخاص والأفكار بحياديّة ون

قانون مكافحة الإرهاب... مِعوَل الانتقام!

صورة
  يتفق الحكماء على أن الإرهاب لا ينمو في البيئة القائمة على تطبيق القانون والنظام والعدالة الاجتماعية وإنما ينتعش في المستنقعات المشبعة بالفوضى والخراب والظلم والفقر! وحينما هبّت ريح السموم على العراق بعد مرحلة الاحتلال الأمريكي في العام 2003 تبدلت الكثير من المفاهيم، وصارت هنالك حالة من التداخل المفاهيمي والفكري ما بين الواجب والمطلوب عقلا وديانة، وما بين المفروض بواسطة القوة والتخويف، حيث مثّل الفريق الأول ثلة من العراقيين الرافضين للاحتلال، وقابلهم فريق من الراكبين على أمواج الأزمات، الذين صاروا في لحظة ما من (الكبار) المالكين لقدرات هائلة للتحكم بأدوات الدولة ومن بينها السلاح والقانون والإعلام. ومن بين أهم صور التحكم بالقانون التلاعب بمفهوم الإرهاب! وهنالك الكثير من المفكرين والكتاب والسياسيين الذين حاولوا تعريف مصطلح الإرهاب، ولكن يبدو أن هذا المصطلح من المصطلحات المطاطة التي يمكن أن تُعرّف على حسب الحالة التي تُريدها الجهة الساعية لإقرار قانون ما أو لتسليط الضوء على قضية الإرهاب! وقد أصدرت القوى الحاكمة في العراق، في وقت مبكر، بعض القوانين غير الناضجة، بل والشريرة، ومنها

مفاوضات بناء الدولة أم المكوّن!

صورة
  التفاوض مهارة وعلم تحكمه قواعد وأدوات ووسائل واضحة تسعى؛ لتحقيق جملة من الأهداف النهائيّة بطرق علميّة وعبر مراحل مدروسة ودقيقة وواقعيّة بعيدة عن العبثيّة والفوضى والتخبّط. وتقوم المفاوضات الناجحة على أساس تحقيق أغلب رغبات ومقاصد الأطراف المتفاوضة (سواء على مستوى الدول والأحزاب والجماعات وحتّى الشركات والأفراد) وبدرجات مقبولة تجعلهم جميعا يقتنعون بما حقّقوه في تلك المفاوضات. وتعوّدنا في العراق أن نكون بعد كلّ انتخابات برلمانيّة أمام مارثون من المفاوضات الطويلة والعريضة، حيث تدخل القوى الفاعلة في مُناحرات، وليس مفاوضات، لتقسيم كعكة المكاسب، ومَنْ يظفر بالرئاسات الثلاث، وكيف تُقسّم الوزارات السياديّة وغيرها من أدوات النفوذ الرسميّ، والقائمة على حساب مصلحة الوطن والمواطن! ومنذ نهاية انتخابات العام 2021 والقوى الكبرى تدور في دائرة مفرغة بسبب عدم التوافق على منصب رئاسة الوزراء وبالذات بعد فوز تيّار مقتدى الصدر بالمركز الأوّل، وسعي خصومه من ذات المكوّن للظفر بالمنصب بكافّة الطرق الدبلوماسيّة وغير الدبلوماسيّة. عُقدة الخلاف بين الصدر والإطار التنسيقيّ برئاسة نوري المالكي، والتي انسحب