مقابر السجناء، والتلاعب السياسي بالقضاء!
اتّفق العقلاء عبر العصور على أن السجون وضعت لتكبيل الأشرار، وتقليل ضررهم على المجتمع، والسعي لإصلاحهم ليعودوا ثانية، بعد أن ينالوا جزاءهم العادل، ليساهموا في بناء المجتمعات! ومن هنا تُعتبر السجون حالة صحّيّة لتصفية المجتمعات من المجرمين والمخرّبين والإرهابيّين والمرضى النفسيّين، لكن بالمقابل تعتبر تلك السجون حالة مرضيّة حينما تكون مقبرة لدفن الأبرياء، ومحجرا لكلّ من يُراد التخلّص من دورهم الإيجابيّ من قبل قوى الدولة واللادولة! وتُعتبر حكاية سجون العراق قصّة لها أوّل وليس لها آخر، وبدايتها كانت بعد الاحتلال الأمريكيّ، أما نهايتها فلا يمكن تحديدها بسهولة لأنّها حتّى الآن مستمرّة بمآسيها وأحداثها التراجيديّة والمأساويّة السوداء! وقبل يومين حدّثني صديق عراقيّ بأنّه اعتقل في الشهر الرابع من العام 2017، دون مذكّرة اعتقال، وبعد شهرين من الاعتقال تمّ ترتيب مذكّرة الاعتقال، وفي الشهر العاشر من ذات العام قدّمت أوراقه للقضاء، وقد أخبر القاضي بأنّ مذكّرة الاعتقال مؤرّخة بتاريخ حزيران بينما الاعتقال تمّ بشهر نيسان، وحينها أخبره القاضي بأنّ (الأمور تسير بأوامر عُليا)! وخلال تواجد صاحبنا