المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٦

الحجم الحقيقي لتقرير تشيلكوت!

صورة
التقرير البريطاني حول مشاركة المملكة المتحدة في حرب احتلال العراق العام 2003، أخذ حيزاً إعلامياً كبيراً على اعتبار أنه -ربما- يحمل اعترافاً بريطانياً بخطأ المشاركة في تلك الحرب غير العادلة وغير المبررة والتدميرية لبلاد الرافدين. وهذا التصور غير صحيح، لأن التقرير لم يتطرق لهذا الجانب. قبل أيام، أعلن جون تشيلكوت، رئيس اللجنة التي شكلت قبل سبع سنوات، أن اجتياح بريطانيا للعراق تم بشكل سابق لأوانه في العام 2003، من دون محاولة "استنفاد كل الفرص" السلمية، وأن "المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق كانت غير مناسبة على الإطلاق". ومضمون هذا التقرير يعتبر قاسياً بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير الذي قالت اللجنة إنه "وعد في 2002 الرئيس الأميركي السابق جورج بوش باتباع خطواته مهما حصل" حتى قبل حرب العراق، وأن القرار بغزو العراق لم يكن صائباً، وأن الأسس القانونية للتدخل العسكري البريطاني ليست مرضية، وأن بلير لم يقدم مبررات على وجود تهديدات من أسلحة الدمار الشامل لدى العراق، و"قد قُدمت له معلومات خاطئة عن أن العراق لديه قدرات عس

الدولة الخائفة!

صورة
                                         لا شك أن لكل دولة من دول العالم توصيفا ملائما لوضعها؛ فهناك دول ديمقراطية ومستقلة وقوية وشجاعة، ومقابل ذلك هناك دول دكتاتورية ومحتلة وضعيفة وخائفة. قبل أيام، طلب مني أحد الأصدقاء توصيف "الدولة العراقية" بعد مرحلة الغزو الأميركي وحتى اليوم. حينها وجدتني في حيرة من أمري؛ فلا هي دولة ديمقراطية، ولا ذات سيادة، ولا دولة قوية، ولا شجاعة، ولا دولة مواطنة. ولعلي وجدت أن أفضل توصيف للدولة في العراق اليوم هو "الدولة الخائفة"، وذلك للأسباب الآتية: - الدولة العراقية الآن تتحرك وفقاً لمبدأ ردود الأفعال، ولم نلحظ لها وجوداً قوياً مهاباً في الشارع العراقي. والدول التي تعمل بردود الأفعال لا تمتلك أجهزة استخباراتية قوية، يمكنها أن تجهض غالبية المؤامرات في مهدها، وأن توقف الدمار قبل وقوعه. ولهذا، نحن أمام دولة مهمتها الأولى أن تتواجد في مكان الجريمة أو الحادث وكأنها منظومة دفاع مدني وليست دولة تتفهم مسؤولياتها، وأن أولى مهامها هو حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم. - الدولة الشجاعة هي التي تمتلك الإمكانات الأخلاقية والمادية القادرة بموجبها

مخططات خفية!

صورة
قبل عيد الفطر بيومين، وبعد أن أشعلت جريمة الكرادة الإرهابية مشاعر العراقيين كافة، سمعنا العديد من زعماء المليشيات الرسمية وغير الرسمية يطلقون تصريحات تحذيرية، وأخرى -وهي الأغلبية- تهديدية، للأطراف "المتهمة بالخراب الأمني" في البيت العراقي. أحد زعماء المليشيات حذر من فتنة -لم يُحدد صفتها- في مرحلة ما بعد العيد. وآخر أكد على ضرورة إشراك "الحشد الشعبي" في حماية المواطنين في بغداد، بعد أن عجزت الأجهزة الأمنية عن حمايتهم. وثالث طالب بتطهير مناطق محيط بغداد من الإرهاب. ورابع هدد باقتحام سجن الناصرية المركزي وإعدام عشرات المعتقلين، على أن تتم عمليات الإعدام في الكرادة. وهكذا استمرت التصريحات التحريضية، وكأنهم يريدون أن يصبوا الزيت على النار، في وقت كان الشارع العراقي ملتهباً؛ فكأنهم يريدون ركوب الموجة والضرب على الحديد وهو حار. وهذا أسلوب يراد به إحداث فتن طائفية بين العراقيين، وتحقيق مكاسب سياسية، وأهداف استراتيجية. هنا يبرز سؤال مهم: ما هي الغايات البعيدة لتصريحات زعماء المليشيات أولئك؟ وبقراءة متأنية لتلك التصريحات، يمكن أن ننظر لها على النحو الآتي: - بداية نسأل: م

موسوعة الحرب الأمريكية على العراق 2-2

صورة
حاولت في الجزء الأول من هذا الموضوع تحفيز الآخرين للكتابة في هذا الملف الخطير، الذي ربما يحاول بعض المنتفعين تغييبه عن الساحة، إلا إنني للأسف الشديد لم أر أية مواضيع بهذا الخصوص على حد اطلاعي. على العموم، واستكملاً للأمانة التي حاولت عرضها للعالم، انقل لكم بقية ما توفر لدي من ملفات بخصوص الحال المأساوي في العراق، وكما وقع في الجزء الأول، فان دوري هو الجمع فقط، مع بعض التعليقات البسيطة، وكذلك فان ما جمعته يمثل الفترة الممتدة من بداية العام الحالي، إلى النصف الأول من شهر شباط/ فبراير من هذا العام 2012، حتى لا يقال إن أمريكا رحلت، وإنكم تتحدثون عن الماضي. إجرام الشركات الأمنية  البداية مع اعتراف الفريق ( حسين كمال ) وكيل وزارة الداخلية الحالية لشؤون الاستخبارات في العراق، في يوم 4/2/2012، بتورط عدد من الشركات الأمنية الأجنبية في نشاطات غير شرعية لمصلحة أمريكا والكيان الصهيوني، وأن حملة التفتيش التي طالت عدداً من مكاتب الشركات الأمنية الأجنبية العاملة في العراق، أسفرت عن ضبط أسلحة ومعدات محظورة، وأن التقرير الاستخباري السري الذي تلقته الحكومة عن عمل الشركات الأمنية والمكون من أ

عيد وفتن!

صورة
منذ أكثر من 20 عيداً والعراقيون يحلمون أن تتبدل أحوالهم وأن يجدوا أنفسهم -كالغالبية العظمى من شعوب الأرض- يُعيدون ويفرحون ويعانقون أهلهم وأحبابهم في أيام العيد المباركات. لكن يبدو أن قدر العراقيين أن يظلوا في حالة من التعايش الإجباري مع الآهات والآلام والغربة والفتن. فأعياد العراقيين تمضي بلا أفراح، وسنوات عمرهم وأحلامهم تُدفن في خارج البلاد وداخلها، والجميع لا يعرفون متى تنتهي هذه المآسي! اليوم -وقبل العيد بساعات- وبدلاً من زرع السلام والمحبة والأمن في ربوع العراق، لاحظنا أن البلاد اشتعلت بين تفجيرات إرهابية، وفلتان أمني مخيف، وعمليات عسكرية طاحنة في الفلوجة التي دُمّرت وهُجّر أهلها وضُيّع شبابها، وعمليات مماثلة على حدود الموصل التي ترتقب المأساة، والمصير المرعب ذاته. كارثة الخروقات الأمنية، أو التفجيرات المدروسة بدقة وصلت لبغداد، التي غرقت قبل يومين بدماء أكثر من 400 مدني بين شهيد وجريح في منطقة الكرادة وسط العاصمة. ومع أمواج هذه النيران المتلاطمة، نلاحظ أن الحكومة تُهدد وتُندد وتتوعد ولا تغير أي شي، بل إن البلاد تزداد غرقاً في الظلام والنيران، وتضمحل فيها الأنوار في عموم أرجاء ا