المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

شيطنة المعارضة!

صورة
المعارضة والتنوع والاختلاف في وجهات النظر والمواقف، حالة طبيعية وجزء من القوانين الإنسانية منذ بدء الخليقة؛ وذلك لاختلاف الأفكار والرؤى تجاه العديد من القضايا التي تحيط بالإنسان. والعراقيون بعد العام 2003 اختلفوا حول عشرات القضايا الأساسية والثانوية، منها الموقف من الاحتلال، والعملية السياسية، والتعاون مع الولايات المتحدة وإيران، وغيرها من المسائل التي زرعت التناحر والتدابر بين نسبة ليست قليلة من العراقيين. واليوم في المشهد العراقي صارت هناك تناقضات وتضاربات واضحة تجاه العديد من القضايا، منها الموقف من مليشيات "الحشد الشعبي". "الحشد الشعبي" قوة عسكرية نُظمت بموجب فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، بعد سيطرة "داعش" على الموصل في حزيران (يونيو) 2014، بحجة حماية المقدسات. ثم تطورت قضية شرعنة المليشيات لتصل للبرلمان الذي أقر مشروع هيئة الحشد الشعبي. وهذا المشروع يتناقض مع الدستور العراقي، حيث ذكرت المادة التاسعة منه "ب- يحظر تشكيل أي مليشيا خارج إطار القوات المسلحة العراقية". وكذلك المادة (13) التي نصت على: "

نادمون.. نادمون.. نادمون!

صورة
اختلف العراقيون كثيراً فيما بينهم بخصوص قضية المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو عدمها في مراحلها المختلفة بعد الاحتلال الأميركي للعراق. ووصل الأمر بينهم -في بعض المراحل- إلى درجة التكفير والتضليل والتخوين للذين شاركوا، وفي المقابل اتُهمت بعض الأطراف التي لم تشترك بالانتخابات بنعوت جارحة غالبيتها ظالمة وغير منصفة. بعض العراقيين كانوا ينظرون لمجمل العملية السياسية -وما يزالون- على أنها نتاج المحتل الأميركي، ومنهم من يعتقدون أنها بنيت على باطل، وأنها قسمت المجتمع العراقي طائفياً وعرقياً، وفريق ثالث يرى أن السياسيين الفائزين في الانتخابات السابقة لم يقنعوا الجماهير نتيجة الأداء الهزيل الذي شهد به القاصي والداني، ولهذا رفضوا المشاركة فيها مرة أخرى. ونحن سنبتعد عن الموقف الشخصي من الانتخابات أو مجمل العملية السياسية العراقية بعد العام 2003، وسنتكلم بمنطق الذين شاركوا في الانتخابات وتأملوا أن يجنوا منها خيراً، وهذا حق طبيعي لكل مواطن متعطش للحرية والسلام والبناء. اللافت للنظر اليوم أنه -وبعد مرور هذه السنوات الكافية لاختبار نجاح أو فشل العملية السياسية- صرنا نسمع آلاف الأصوات ا

فنون إدارة الغضب الجماهيري!

صورة
يذكر علماء النفس وغيرهم أن فن إدارة الغضب هو "العلم الذي يختص بفن ووسائل وتقنيات السيطرة على الغضب لدى الإنسان غير القادر على السيطرة على غضبه وانفعالاته، وهي وسائل نفسية علاجية". وبعد مرحلة الوعود الخيالية، بلغ غضب الجماهير العراقية اليوم مرحلة الانفجار التي تعني مرحلة عدم السيطرة عليها. ولهذا، رأينا كيف أن بعض السياسيين نجحوا -لحد ما- في الالتفاف على المظاهرات، وامتصاص الغضب الشعبي عبر العديد من الوسائل التي تجاوزوا في بعضها حتى على القوانين الناظمة لإدارة البلاد، من أجل عدم الوصول إلى حالة الفلتان الأمني، وإبقاء الجماهير الغاضبة تحت السيطرة. ‏لا خلاف بين المتابعين لتطورات أحداث العراق، أن ما جرى من اقتحام للمنطقة الخضراء والبرلمان هو ثورة شعبية، ومظاهرات عفوية خرج فيها العراقيون للمطالبة بتحقيق بعض أحلامهم التي ذهبت أدراج الرياح ‏مع انتهاء ساعات المظاهرات والتصريحات والخطابات والهتافات التي أطلقها السياسيون والمتظاهرون على حد سواء. وهذا يؤكد أن لعبة امتصاص الغضب الجماهيري قد نجحت. ما جرى في بغداد -نقولها بكل مرارة- هو لعبة لامتصاص الغضب الشعبي العارم، وإلا ما الذي تغير