المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٢

الفوضى الناريّة وتَرقُب (البديل القادم)!

صورة
  تَستمرّ في العراق منذ أسبوعين الربكة السياسيّة المتطوّرة بعد تقديم نوّاب التيّار الصدريّ لاستقالاتهم الجماعيّة من البرلمان! ويحمل المشهد السياسيّ العراقيّ الحاليّ في طَيّاته، وبالخصوص مع إصرار مقتدى الصدر على استقالة نوّاب كتلته البرلمانية، جُملة من السيناريوهات الحسّاسة والخطيرة، ومنها: - بقاء حكومة مصطفى الكاظمي: وهذا السيناريو هو الأهدأ كون حكومة تصريف الأعمال الموجودة مَقْبُولة من نصف القوى السياسيّة تقريبا بمَنْ فيهم التيّار الصدريّ، وبالتالي استمرار الانغلاق السياسيّ. - قبول الصدر بوساطة بعض القيادات: وهذا السيناريو يَهدف لدفع الصدر للتراجع عن استقالات نوّابه، وبالنتيجة عودة التيّار للبرلمان، ورضوخ الكيانات (الشيعيّة)، لشروط الصدر وخياراته المتعلّقة برئيسيّ الجمهوريّة والحكومة القادِمين! وهذا السيناريو انتهى يوم أمس الخميس مع جلسة البرلمان الطارئة، وأداء النوّاب الاحتياط البُدَلاء لنوّاب التيّار اليمين الدستوريّ لعضويّة البرلمان! - حلّ البرلمان: من المرجّح اتّفاق القوى الفاعلة مع استمرار الانغلاق السياسيّ على حلّ البرلمان، والذهاب للانتخابات البرلمانيّة المبكّرة، والت

الاستقالات الصدرية والحالمون بالحكومة وكيسنجر!

صورة
  سبق لعالم الاتّصال الكنديّ مارشال ماكلوهان (ت:1980) أن تنبأ في ستّينيّات القرن الماضي بأنّ عالمنا الواسع سيكون قرية عالميّة بسبب الثورة التكنلوجية والتطوّر العلميّ الهائل! ويبدو أنّ عالمنا اليوم صار قرية عالميّة صغيرة في كافّة الميادين وليس على مستوى الاتّصالات فقط بل حتّى في قطاعات السياسة والاقتصاد والنقل وغيرها. ونذكر جميعا كيف أنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يُسيّر الدولة الأولى في الكون عبر تويتر، وكانت ردّات الفعل على قراراته (تغريداته) تكون خلال دقائق! وقد اتّبع (مقتدى الصدر) منذ عدّة أشهر الطريقة (الترامبية التويترية) في توجيه أتباعه من السياسيّين والجماهير، ومن ذلك رسالته يوم 12/ حزيران/ يونيو 2022: "على رئيس الكتلة الصدريّة، حسن العذاري، أن يُقدّم استقالات الكتلة الصدريّة لرئيس مجلس النوّاب"! وسبق أن بيّنت في مقالي الأسبوع الماضي بصحيفة (عربي 21 الغراء) بأنّ" الصدر هدّد بالخروج من العمليّة السياسيّة، وقد تكون تهديداته بداية لثورة الجِياع في العراق"! وها نحن صرنا أمام خطوة غامضة، حيث أعلن الصدر الانسحاب الجماعيّ لنوّابه البالغ عددهم

ثورة الجِياع وتهديدات الصدر!

صورة
  يُطلق مصطلح (الثورة) على الفعل الشعبيّ المنظّم وغير المنظّم الهادف لتغيير الحالة السلبيّة القائمة في مكان ما؛ وذلك بعد وصول العلاقة بين النظام والشعب لمرحلة اشتداد الغضب الشعبيّ والانفجار. وتَتردّد في العراق منذ 15 سنة جملة من الاستفسارات العجيبة والغريبة، وربّما من أبرزها: هل النظام القائم بعيد عن الثورة الشعبيّة الكاملة كونه يستند على الدعم الدوليّ، والسلاح المنفلت في الداخل أم أنّ الثورة الشعبية القَالِعة قريبة ومُمكِنة؟ لا شكّ أنّ العمليّة السياسيّة القائمة منذ العام 2005 لم تنجح في بسط شخصيّتها على الشارع العراقيّ، ولهذا فإنّ اللَبس والغموض والخيبة تلفّ عموم مؤسّسات البلاد، وبالذات في الجوانب الحسّاسة، وفي مقدّمتها السياسة والاقتصاد، وملفّات تدني قوت الناس وانتشار الفقر والبطالة! وقد أكّدت وزارة العمل نهاية شهر أيّار/ مايو 2022 أنَّ ما يقرب من 11 مليون مواطن يعيشون تحت خطّ الفقر، ولا يملكون مصدراً حقيقياً وثابتاً للدخل ممّا يجعلهم عُرضة لضغوطات معاشيّة تُنمّي ظاهرة العنف الأسري والمجتمعيّ! وتأتي إحصائيات الفقر والجوع المُذهلة مع توقّع وزارة الماليّة ارتفاع احتياطيات ا

طبّعوا مع العراق أولاً واحفظوا أسرار الدولة!

صورة
  يُعتبر مصطلح (تَطبيع العلاقات) من المصطلحات السياسيّة الدوليّة المعاصرة، ويُقصد به: تنظيم معاهدة أو اتّفاقيّة بين دولتين، لجعل العلاقات الثنائيّة طبيعيّة بعد مراحل عداء وتناحر. ولا يُذكر التطبيع إلا ويذهب الفكر مباشرة لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع (إسرائيل). ويشمل التطبيع إحياء التمثيل الدبلوماسيّ والعلاقات الاقتصاديّة والسياحيّة وغيرها. وتجري في العراق منذ سنوات جملة من السياسات المُدهِشة والقافزة على الواقع، وآخرها المحاولات المتجدّدة (قبل أسبوعين) لإزالة نصب أبي جعفر المنصور (ت: 158 هـ) مُؤسّس الدولة العباسيّة، وباني مدينة بغداد من مكانه بمنطقة المنصور ببغداد بتُهمة دَسّ السمّ للعالم الجليل جعفر الصادق (وفاته طبيعيّة: 148 هـ). وسبق ل نقابة المحامين في النجف أن عَقدت نهاية العام 2012 جلسة مُحاكمة لقَتَلَة (زيد بن زين العابدين بن الحسين) (رضي الله عنهم) (ت: 121هـ) وحكمت المحكمة بالإعدام شنقاً حتّى الموت بحقّ: (هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد) وغيرهما، وصدر الحكم بعد 1313 سنة من الواقعة! ولا نعلم ما الثمار المُرتقبة من هذه الفعّاليّات المَسْمُومة التي تُنعش آفة الطائفيّة