المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٢

(دولة الجكليتة) و(كرة الفشل) ومستقبل العراق!

صورة
  يُقصد بكلمة (جكليتة) باللهجة العامّيّة العراقيّة قطعة الحلوى الصغيرة التي توزّع في الأعياد والأعراس وفي غالبيّة المناسبات السعيدة، العامّة والخاصّة! والكلمة ليست عربيّة، فأصلها من كلمة ( Chocolate ) الإنكليزيّة، ثمّ حُوّرت شعبيّا إلى كلمة (جكليتة)، وجمعها (جكليت)! ومفردة (الجكليتة) سبق وأن استخدمها سياسيّا رئيس البرلمان العراقيّ الأسبق محمود المشهداني في لقاء مع قناة دجلة الفضائيّة منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، حيث ذكر أنّنا" حينما استلمنا السلطة كمعارضة كنّا نحن مقاولي تفليش (هدم)، وسيطرت علينا عقليّة الثأر، نحن جئنا لننتقم، ولهذا هجّروا العلماء، وقتلوا الطيّارين، وانهارت القوى الأمنيّة، ونحن فرحون لأنّنا جئنا للسلطة، أمريكا أخذت منا الدولة وأعطتنا السلطة، بالضبط مثل الطفل يحمل شيئا ثمينا تأخذه منه وتخدعه بـ(جكليتة). نحن فرحنا بـ(الجكليتة) وتركنا الشيء الثمين، وهو الدولة العراقيّة، وصرنا نقتل ونقصي من يقول: (لا)، ونفّسنا عن كلّ أحقادنا، وأخرجنا كلّ عقدنا في السجون، وظلمنا الناس، وسيأتي اليوم الذي يُحاسبنا الشعب العراقيّ"! وكلام المشهداني الصريح والخطير نراه الآن و

حِيْرَة العراقيّين القاتلة و(وزراء تويتر)!

صورة
  جاء في معاجم اللغة العربيّة: بباب الفعل (احتارَ): احتار فلانٌ: حار؛ وضلَّ سبيلَه ولم يهتد للصواب، وتردَّد وشكّ! ويبدو أنّ الحِيْرة والتردّد والشكّ قد دخلت عموم حياة العراقيّين، وصرنا أمام آلاف المسائل المُحِيّرة المُركّبة التي لا يُمكن وصفها، ولا نُوفّق فيها لرأي سديد، حيث واجهنا جملة من الأحداث المُتسارعة والمُتداخلة والمُتضاربة والغامضة! فما الذي يجري في العراق؟ وإلى أين نحن سائرون، وما مآلات هذه الربكة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والإعلاميّة والمجتمعيّة؟ ومن أبسط صور الحِيْرة العراقيّة التهديد بانهيار العمليّة السياسيّة (الآيلة للسقوط أصلا) والذهاب لخيارات غير صحّيّة، وفي مقدّمتها التناحر السياسيّ والتّهديدات بالحرب (المليشياويّة)، والصراع الجماهيريّ السياسيّ، والتصادم الإعلاميّ وبالذات عبر مواقع التواصل، والخراب الماليّ، الذي دفع وزير الماليّة علي علاوي، الثلاثاء الماضي، لتقديم استقالته، والمجازر الاجتماعيّة والعائليّة المُتنامية نتيجة انتشار المخدّرات والفقر والبطالة وضعف الوازِع الأخلاقيّ والدينيّ لدى نسبة ليست قليلة من الناس، وغيرها من المآسي العامّة والكوارث التي أ

حروب المظاهرات ومستقبل البيت الشيعي العراقي!

صورة
  ذكرت بمقال الأسبوع الماضي (الصفيح العراقيّ الساخن ومطالب الصدر ونهاية المالكي!)، في صحيفة (عربي 21 الغراء) أنّ " الإطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي قد خوّلوا هادي العامري للتفاوض مع مقتدى الصدر لإيجاد أيّ مخرج للأزمة العاصفة بالبلاد، وهذا التخويل يُؤكّد بداية نهاية هيْمنة المالكي على الإطار، ولكن مَنْ يَعرف المالكي يَعي جيّدا أنّه لن يستسلم بسهولة، لأنّه مُتخوّف من احتماليّة تقديمه للقضاء إن سيْطر الصدر على الملفّات السياسيّة والقضائيّة! فهل سيخضع المالكي للواقع الجديد؟"! وبعد 48 ساعة من المقال، وتحديدا في الثامن من آب/ أغسطس ظهر المالكي بخطاب تلفزيونيّ مُتشنّج أصرّ فيه على رفض دعوات الصدر لحلّ مجلس النوّاب وإجراء انتخابات مبكّرة "إلا بعد عودة المجلس الحاليّ للانعقاد، وهو مَن يُناقش هذه المطالب، وما يُقرّره نمضي به، ولا يُمكن أن تُفرض إرادة عليه"! ومَنْ يُتابع الموقف يجد أنّ الإطار المالكي (التنسيقي)، وبعد انسحاب نوّاب الصدر من المجلس (73 مقعدا)، قد حصلوا على حصّة جيّدة من المقاعد، وبهذا سيحاول المالكي شَرْعَنة خطّته الضاربة للصدر، عبر التحكّم بتشريعات المجلس

العراق... وماذا بعد المظاهرات والاعتصامات!

صورة
  تتنوع أشكال المناحرات والمناكفات السياسية والقانونية، العامة والخاصة، بين السياسيين العراقيين من حيث الأسلوب والمضمون والأهداف، وربما أبرز تلك الأدوات في المرحلة الأخيرة أسلوب المظاهرات الجماهيرية على اعتبار أنها تتفق مع (النظام الديمقراطي) القائم في العراق بعد العام 2003، كما يزعمون! وقد أستخدم هذا الأسلوب الجماهيري بشكل واضح من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقد أخرج عشرات المظاهرات خلال السنوات الأخيرة. وفي الثلاثين من تموز/ يوليو 2016 اقتحم المئات من أنصار الصدر المنطقة الخضراء شديدة التحصين ودخلوا مبنى مجلس النواب بعد فشل البرلمان في التصويت على الحكومة لعدم اكتمال النصاب! وتمّ هذا الاقتحام بعد اعتصام الصدر شخصيا بخيمة داخل الخضراء في نهاية آذار/ مارس 2016 وأعلن مواصلة الضغط على الحكومة لتنفيذ الإصلاحات! وقبل اقتحام الخضراء في العام 2016 بعشرة أيام وجه الصدر بـ"تجميد" كتلة الأحرار التابعة له لحين انعقاد جلسة التصويت على الكابينة الوزارية الموسومة بـ"التكنوقراط المستقل". وبعد أربعة أيام أنهى الصدر اعتصامه ووجه أتباعه لإنهاء الاعتصام أمام الخضراء

الصفيح العراقيّ الساخن ومطالب الصدر ونهاية المالكي!

صورة
  لا أحد يُمكنه أن يعرف ما الذي يجري في العراق هذه الأيّام، والتطوّرات الميدانيّة، السياسيّة والشعبيّة، المُتسارعة تجعل الجميع في حيرة من أمرهم! وتتنامى الوقائع منذ اقتحام الصدريّين قبل عشرة أيّام للمنطقة الخضراء المُحصّنة، وانسحابهم منها بهدوء بعد ساعات مَعدودة، ثمّ تنامت الأزمة ليلة 30 تمّوز/ يوليو 2022 بحرق جماهير مقتدى الصدر لمقار حزب نوري المالكي (الدعوة)، ومقار تيّار عمار الحكيم ببغداد وعدد من المحافظات، وبعد ساعات اقتحم آلاف الصدريّين الخضراء وهم، حتّى الساعة، يَعْتصمون داخلها بعد أن أقاموا أكثر من 48 ساعة تحت قُبّة البرلمان! ويقال بأنّ احتجاجات الصدريّين تأتي لرفضهم ترشّح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء باعتباره من رجالات المالكي، الخصم اللدود للصدر. وبَدَت أخطر التطوّرات الميدانيّة بالتحشيد الجماهيريّ لمظاهرات الإطار المالكي (التنسيقيّ) في الأوّل من آب/ أغسطس 2022، والهادفة للحفاظ " على الدولة ومؤسّساها"، بحسب بيان الإطار، والمضادّة لفعّاليّات الصدر التصعيديّة! وكانت ليلة المظاهرات المُتعارضة ببغداد وبقيّة المحافظات مليئة بالرُعب والقلق والحذر والترقّب من ذ