المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

الأقليات دُرر العراق وكُنوزه!

صورة
التنوع العرقي والديني والمذهبي في العراق هو جزء من الفسيفساء التي تميزت بها بلاد وادي الرافدين منذ مئات السنين، وربما هذا التنوع من أسرار ارتباط العقول والقلوب ببلاد ما بين النهرين، بلاد التعايش والتلاحم الإنساني دون النظر للأديان أو القوميات أو الكثافة السكانية. في العراق تتفاوت النسب السكانية لمكونات المجتمع المتنوعة، فهنالك مكونات كبيرة -  وهم في الغالب من العرب والكرد المسلمين- وهنالك مكونات يطلق عليهم مصطلح "الأقليات"- ومنهم  التركمان والكلدانيون والآشوريون واليزيدية والصابئة المندائية وغيرهم- ونحن لا نحبذ استخدام مصطلح "الأقليات" لأنهم في الواقع ليسوا "أقلية"، بل نحن "أقلية" بدونهم، وهم أكثرية بنا، ولا نريد  الخوض في هذا التمايز العددي لأننا تعايشنا مع كافة هذه المكونات بحب وسلام ووئام وكرم وتسامح وصدق وطيبة منذ مئات السنين دون النظر لأعدادهم. ونحن هنا لن نتحدث عن الموقف من العملية السياسية، أو السياسات التي ناصرت طائفة ضد أخرى، أو بعض المواقف "غير البريئة" التي اتخذها طرف ما خلال مراحل الفتن المتعددة في العراق، بل نتحدث عن

طائرات مهربة، لمنْ؟

صورة
تداعيات احتلال العراق ما تزال مستمرة على الرغم من مرور أكثر من 14 عاماً على تلك الكارثة التي طالت شرورها الأحياء والجماد، ونخرت دولة كبيرة وذات سيادة وأهمية واضحة في الشرق الأوسط. قبل أسبوع تقريباً اعترفت كونداليزا رايس- مستشارة الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش في لقاء بمعهد بروكينغز- أن "الولايات المتحدة اتخذت قرار غزو العراق مع حلفائها عام 2003، وهي تعلم أنها لن تجلب الديمقراطية لتلك الدولة، ولكنها سعت في حقيقة الأمر للإطاحة بالرئيس صدام حسين، ولم يكن أبداً في خطط الرئيس بوش استخدام القوة العسكرية من أجل جلب الديمقراطية للعراق". العراقيون بعد العام 2003 صاروا بلا دولة، وبلا سيادة، وكل من يملك بعض القوة – من العراقيين والأجانب- قادر على أن يفعل أي شيء، وكأنهم في سباق ماراثوني للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب الشعب العراقي. واليوم وبعد 14 عاماً من "التغيير" نتساءل: هل قُضِيَ على صدام حسين فقط؟ أعتقد أن الرد يمكن أن يأتي من أي مواطن عراقي، أو عربي بسيط ويقول: إن ما جرى قضى على صدام حسين، وعلى دولة المؤسسات، وعلى الكثير من الق

هذا هو الرئيس الإيراني المرتقب!

صورة
الأحداث المتسارعة في مضمار السباق الرئاسي الإيراني تظهر جلياً أن هنالك قوى خفية ومؤثرة هي التي تدير أصول اللعبة السياسية في “الجمهورية الإسلامية” التي ما زالت تُعد من أهم أسباب قلق دول الجوار العربي الإسلامي، لأنها – كما يبدو – لديها أجندة تريد تحقيقها ولو على حساب مصالح الدول المجاورة. قبل يومين من القمة الإسلامية العربية الأمريكية (19 من شهر أيار/مايو الحالي) يذهب الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد من بين عدة مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي حسن روحاني، ومنافسه الأبرز إبراهيم رئيسي، المدعوم من المرشد الأعلى علي خامنئي، وجناح المحافظين، وأهل الأرياف. ومع الاقتراب من منصة النهاية أعلن المرشح الإصلاحي إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس روحاني، يوم أمس الثلاثاء انسحابه من الانتخابات لصالح الأخير، في خطوة متوقعة لحشد دعم الإصلاحيين والمعتدلين وراء مسعى روحاني للفوز بولاية ثانية، وبالمقابل تم انسحاب جهانغيري ومحمد باقر قاليباف لصالح المرشح المحافظ والمنافس الأبرز لروحاني (رئيسي). المتابع لمجريات الانتخابات الرئاسية يسجل ملاحظة شبه عامة عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية وهي أن ج

عصابات سياسية!

صورة
يتزايد في كل يوم دور الشباب العراقي في السعي لإحداث تغيير حقيقي في البلد، وهذه ظاهرة ايجابية تبشر بخير وتدعونا جميعاً للوقوف معها ودعمها لأن الشباب هم الأرضية الصلبة لتضميد الجراح، وترميم الخراب، ولا يمكن أن نتوقع مستقبلاً زاهراً لبلد ما بدون أن يكون شبابه من محبي الحرية والساعين للتغيير الايجابي. وقد لاحظنا - أنه ومنذ المظاهرات المليونية في العام 2013 وحتى المظاهرات المستمرة اليوم في أكثر من مدينة- أن الشباب متواجدون وبوضوح في ميادين المظاهرات، وهم يرفعون شعارات واضحة وحضارية تؤكد تمسكهم بالوطن ورفضهم لمظاهر الغموض السياسي والإهمال والتقصير في المجالات الضرورية لحياة المواطنين ولتأمين مستقبلهم. ومع هذه الأجواء المليئة بالأمل بغد أكثر طمأنينة برزت ظاهرة ترهيب المتظاهرين بطرق مباشرة وغير مباشرة، وقبل أسبوع تقريباً أقدمت "عصابة سياسية" على اختطاف سبعة شباب من تيارات المجتمع المدني في منطقة البتاوين ببغداد واقتادتهم بسيارات رسمية لجهة مجهولة. وبعد ضغوط بحملات ومظاهرات ميدانية وإعلامية أكدت وزارة الداخلية العراقية أنه " جرى إطلاق سراح المختطفين في عملية لم يفصح عن

الدراما التمثيلية والواقعية

صورة
تلعب الدراما التلفزيونية دوراً كبيراً في إيصال الحقيقة والقضية والتاريخ والتسلية لملايين المتابعين لشاشات التلفاز، وهذه واحدة من الحقائق التي لم يعد بالإمكان القفز عليها لأن الدراما المميزة تترك بصماتها بقوة في فكر المتابعين وسلوكهم وتوجهاتهم. و الدرَامَا بحسب ما عرفها معجم اللغة العربية المعاصر: "تأليف شعريّ أو نثريّ يقدِّم حوارَ قصّة يعالج جانبًا من الحياة الإنسانيّة". والمُخْتَصٌّون يقسمون الدراما إلى ثلاثة أنواع رئيسية:"الكوميديا، وهو التمثيل الذي يهدف إلى إضحاك المتلقي، والتراجيديا، وهو التمثيل الذي يملأ قلب المتلقّي بالحزن، والتراجيكوميدي، وهذا النوع يمزج بين السخرية والتراجيديا". إن قضية الدراما العراقية في عراق ما بعد 2003 ليست مسألة ثقافية بحتة وإنما هي مسألة سياسية قبل أن تكون فنية وثقافية، وذلك بسبب سطوة القوى الحاكمة وتزايد نفوذها حتى أن المسؤولين والمدراء في غالبية القطاعات الفنية هم من أحزاب لا علاقة لها بهذا الجانب الدقيق، وربما – كانوا – يحرمون أو يفسقون من يتخذ من الفن مهنة إنسانية له. بعد الاحتلال هاجرت الدراما العراقية إلى سوريا، ومن

أَنْسَنةُ السياسة!

صورة
جاء في قاموس (اللغة العربية المعاصر) في باب (أنسنَ): "أنسنَ يُؤَنْسِن أَنْسَنةً، فهو مُؤَنسِن، والمفعول مُؤنسَن. وأنسنَ الإنسانَ ارتقى بعقله فَهَذَّبه وثَقَّفه، أو عامله كإنسانٍ له عقل يميّزه عن بقيّة المخلوقات". ومما هو متفق عليه بين العلماء أن الغاية من علم السياسة تنظيم حياة المواطنين ومصالحهم. والسياسة كما يقول المقريزي في كتابه الخطط المقريزية (ج2، ص: 220): "القانون الموضوع لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأحوال". والسياسة كما يعرفها  بيير فافر،  في كتابه " دراسات في علم السياسة، ص: 16 ": "فن حكم الدولة، وقيادة العلاقات مع الدول الأخرى". وهكذا بقية التعاريف جميعها تؤكد على أن الغاية من السياسة تنظيم شؤون المواطنين والسعي لجعل الدولة الخيمة الجامعة لهم دون الأخذ بالاعتبار دين المواطنين ومعتقداتهم وألوانهم وأجناسهم وقومياتهم.  والدولة العراقية بعد العام 2003 تعاني من غياب مفهوم احترام إنسانية غالبية المواطنين، وتجاهلها شبه التام لواجباتها في الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم واحترام معتقداتهم، وكل هذه المفاهيم طاردة أو حاطّة من إ