الديمقراطية وغربة المقابر!
من الحقائق الكبرى في الوجود هي نهاية الكائنات الحية، ومنها الإنسان بلحظة ما على ظهر هذا الكوكب بعد عمر قد يطول وقد يقصر، لينتقل الكائن البشري بعدها لعالم آخر، بعيداً عن البهرجة المزيفة، والتباهي، والتناحر، والاتهامات الباطلة والغيبة والنميمة والبهتان وغيرها من الأمراض التي تنخر عقول الفاشلين، أو الحاقدين، أو ربما المتكبرين. حقيقة الموت الماثلة أمامنا يؤمن بها حتى من لا يعتقد باليوم الآخر؛ وعليه فهي الحقيقة الناصعة التي لا يختلف عليها اثنان في هذا الوجود، المليء بصور التناحر الشريف وغير الشريف، والصادق والكاذب، والذي تتصارع فيه قوى الخير والشر والصلاح والإرهاب، وبالنتيجة جميعهم إلى حفرة لا تعادل أصغر مكان شغله الإنسان في حياته التي ربما تصورها في لحظة ما أنها لا حدود لها، ولا زوال! مرارة الموت لا يمكن للأحياء أن يتصوروها لأنها من الأمور الذوقية التي لا تعرف إلا بالتجربة؛ وعليه طالما نحن على قيد الحياة لا يمكننا تصور تلك اللحظات المليئة بالخوف - وربما الطمأنينة- للانتقال من هذا العالم المؤقت إلى ذلك العالم الأبدي، ومن الشقاء إلى الأمان الذي لا نظير له، وربما الرعب الذي لا شبي