المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٩

حذار من الحرب الأهلية العراق!

صورة
منذ أكثر من أسبوعين وحتّى الساعة والشارع العراقيّ يغلي غلياناً متنامياً لدرجة لا يمكن تصوّر درجات انفجاره التي بدأت مع مظاهرات اليوم   الجمعة الحاشدة في غالبيّة مدن العراق. الأزمة الكُبرى بدأت في لحظة استخدام حكومة بغداد للنيران القاتلة في مواجهة المتظاهرين العزل قبل أسبوعين تقريباً، والتي خلّفت أكثر من (6165) قتيلاً وجريحاً! التعامل الحكوميّ مع غضب الجماهير كان انتقامياً ومخجلاً، وقد تحدث رئيس الحكومة عادل عبد المهدي عن قتل المتظاهرين بقوله:" لقد طبّقنا قواعد الاشتباك الصحيح"! فهل الحكومة في حالة حرب مع الشعب، حتّى تتحدّث عن "قواعد الاشتباك"؟ المهدي، وبعد ضغوطات داخليّة وخارجيّة، تراجع وشكّل لجنة تحقيق في قتل المتظاهرين! اللجنة أعلنت نتائجها الهزيلة يوم الثلاثاء الماضي، وليتها لم تتكلّم، وتركت الملفّ مع مئات ملفّات التحقيق السابقة التي شُكّلت في حوادث متشابهة من حيث النهايات المأساويّة! اللجنة لم تتطرّق للقوى الإرهابيّة التي قتلت المتظاهرين، أو تلك التي أعطت الأوامر بإطلاق النار على المدنيّين، وحاولت تبرئة حكومة المهدي بطرق غير قانونيّة وغير منطقيّ

أزمات العراق!

صورة
الأزْمة، أيّ أزْمة، هي مُشكلة محلّيّة، أو إقليميّة، أو دوليّة، أو مجتمعيّة، بحاجة إلى قرار وإرادة لمواجهتها، والسعي لإنهائها. والأزمات التي تُواجه الدول، ربّما، تكون سياسيّة، أو اقتصاديّة، أو أمنيّة، أو اجتماعيّة، أو غيرها من أنواع الأزمات الداخليّة والخارجيّة! والأزمة، ربّما، تكون داخليّة لغياب الحكومات الوطنيّة النقية، والحريصة على مصلحة الوطن والمواطن، وقد تكون لأسباب خارجيّة، وفي كلّ الأحوال تكشف الأزمات حُرفة الحكومات، وقدرتها على تجاوز الأزمات الداخليّة والخارجيّة! والسؤال الذي يطرح هنا: هل هنالك أزمة حقيقيّة في العراق، أم هي مجرّد محاولات " غير بريئة" لقلب الحقائق، وتهويل وتَسويد لواقع ورديّ مزدهر مليء بالرفاهية والأمن والسلام، وسعي لتشويه سمعة الحكومة أمام المجتمع الدوليّ؟ الحقيقة أنّ العراق في أزمة جليّة لا يمكن لكلّ منْ يملك بصراً وبصيرة أن يُنكرها؛ وعليه لا بدّ بداية أن نتّفق على وجود الأزمة؛ لأنّ هذا الاتّفاق من أهمّ عوامل الوصول إلى حلحلة الأزمة. ويمكننا تحديد أبرز أسباب الأزمة العراقيّة: أولاً: عدم وجود حكومة جامعة عاملة لمصلحة الوطن. ثانياً

منْ يُطارد من ْ في العراق؟

صورة
منذ عشرة أيّام والشارع العراقيّ لا يعرف الهدوء، وأرصفة غالبيّة المدن طُليت بدماء الشهداء، وضجّت الأرجاء بصرخات المتظاهرين الغاضبين، والجرحى، ودعوات الأمّهات، وبضجيج الرصاص الحيّ المعلوم المصدر والمجهول، والذي قتل العراقيّين في وضح النهار! المسؤول، أيّ مسؤول، حينما لا يضبط عمله دين، أيّ دين، أو قانون، أو ضمير لاشك أنّه سيكون ساعتها كأداة تخريبيّة تدميريّة للدولة، أو الموقع الذي يتسلّمه! مظاهرات العراق السلميّة المستمرّة منذ عشرة أيّام، والمعتّم عليها بقطع الانترنيت وترهيب الفضائيّات، والصحافة، واجهتها حكومة عادل عبد المهدي بقسوة لم تكن متوقّعة! وخلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي قال المهدي إنّهم كانوا في حالة الاضطرار للقسوة، وكانوا بين أن يكونوا مع الدولة، أو اللا دولة، وبين النظام، أو الفوضى! ولا ندري هل الذي يقتل الأبرياء العزل سيقود البلاد إلى طريق بناء الدولة والنظام، أم إلى دهاليز الفوضى والخراب؟ الفشل الحكوميّ في التعامل العقلانيّ مع شباب العراق المتظاهرين جعل شوارع البلاد تمتلئ بالكراهية، وصار الكلّ يُطارد الكلّ! المواطن بمطالباته المشروعة والمعقولة يُط

الانفجار الشعبيّ في العراق!

صورة
منذ يوم الثلاثاء الماضي والعاصمة العراقيّة بغداد، وكافّة مدن الجنوب تزداد في أرجائها شدّة المظاهرات الرافضة لاستمرار الفساد والبطالة والفشل في بناء الدولة! ومع الساعات الأولى لانطلاق المظاهرات لاحظنا غياب الحكمة الحكوميّة في التعامل مع تلك المظاهرات السلميّة، حيث استُخدمت   القوّة المفرطة، وتسبّبت بمقتل ما لا يقلّ عن (50) مواطناً، وجرح أكثر من ألف آخرين! وفي ساعة مبكّرة من صباح الجمعة أعلن رئيس الوزراء العراقيّ عادل عبد المهدي عبر خطاب تقليديّ " واثقون من صواب نهجنا وسياستنا المثمرة"! ولا ندري هل من السياسة والصواب قتل عشرات المدنيّين العزل، وجرح أكثر من ألف متظاهر، واستمرار الوعود الحكوميّة التخديريّة التي لا يمكن تنفيذها في المديات المنظورة؟ غالبيّة المتظاهرين هم من الشباب الذين ترعرعوا في مرحلة ما بعد العام 2003، وغالبيّتهم في العقد الثاني من أعمارهم! هؤلاء الشباب وجدوا أنفسهم بلا حقوق، وبلا مستقبل، وبلا أيّ بَصيص أمل يمكن أن يكون مهدئاً لهم من اجل انتظار الأفضل؛ ولهذا خرجوا بمظاهرات عفويّة، وهم يردّدون: (سلميّة، سلميّة)، لكن يبدو أنّ هنالك منْ يحاول خلط الأور