المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٢

تجربة انقلابيّة عراقيّة صدريّة لساعات!

صورة
  جمعتنا الأقدار قبل أيّام مع عَلَم من أعلام العراق والعالمين العربيّ والإسلاميّ، وخلال الطريق لمحاضرته سألني عن توقّعي للتوقيت المُرتقَب لنهاية المأساة العراقيّة! وبعد أن أعطيت مقدّمة تفصيليّة مختصرة للأوضاع السياسيّة والأمنيّة، وأكّدت بأنّ العراق بعد ثورة تشرين ليس العراق قبله، ذكرت أهمّ جزئيّة في حوارنا وهي: إذا استمرّت وتيرة التناحر بين القوى السياسيّة الحاكمة (وبالذات بين مقتدى الصدر ونوري المالكي) بسبب تاريخ الخلافات الطويل بين الرجلين، وأبرزها التسريبات الصوتيّة المنسوبة للمالكي والمُضادّة للصدر، ومع تنامي الغضب الشعبيّ، أتوقّع حدوث تغيير حقيقي ما بين ستّة أشهر إلى سنة كحدّ أعلى، وقد تكون مرحلة التبديل مليئة بالرعب والدم بين القوى المالكة للسلاح. وتتناحر غالبيّة القوى المُمثّلة للبيت الشيعيّ في الميدان السياسيّ منذ عشرة أشهر تقريبا لحسم ملفّ شخصيّة رئيس الوزراء القادم، ولكنّها لم توفّق في مهمّتها، ولهذا، وفجأة وبدون مقدّمات، دخل العراق خلال الأيّام الماضية مرحلة الغموض التامّ، ولا أحد يُمكنه تحديد ماذا يحتوي النفق السياسيّ الدامس الظلام! وقد رصدنا كيف أنّ البلاد انقلبت ر

تسريبات المالكي ومستقبل العملية السياسية!

صورة
  تتداخل في حياة الشعوب والدول في المراحل الحرجة الحوادث الكبرى التي تتعلق بمصير البلاد وأهلها، وترسم حاضرها ومستقبلها، وقد تكون من بين تلك الحوادث فتن تكاد تكون ماحية وقاضية للحاضر والمستقبل. ويعاني العراق منذ سنوات من حوادث متنوعة تُهدد أمن الوطن والمواطن، ولكن يبدو أن تلك الحوادث صارت في الفترات الأخيرة، عبارة عن تحركات ومحاولات لضرب هذا الطرف السياسي، أو ذاك من داخل المطبخ السياسي، ومن بين أدوات الضرب المباشرة وغير المباشرة التسريبات الصوتية والصورية التي تظهر بين حين وآخر. ومنذ أسبوعين تقريبا بدأت تسريبات صوتية تُنشر عبر تويتر منسوبة لنوري لمالكي زعيم دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق، ورئيس تحالف الإطار التنسيقي، وهذه التسريبات صارت تُنشر تباعا على حساب تويتر للمدون العراقي علي فاضل والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية . وبدأت التسريبات يوم 13 تموز/ يوليو 2022، وقد تضمنت العديد من الاتهامات التي يكيلها المالكي لبعض السياسيين القريبين والبعيدين. وسرّبت التسجيلات بتوقيت مهم وكبير كونها جاءت قبل يومين من خطبة التيار الصدري الموحدة (الجمعة 15 تموز/ يوليو 2022) وقد تضمن التسر

اغتيال الصدر ومحاكمة المالكي وهجوم دهوك!

صورة
  تَتوالى في العراق منذ ثلاثة عقود، وبدرجات غير مُتوقّعة، مئات الفتن السياسيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة، التي تُهدّد كيان العراق وحياة الناس وأمنهم، وحتّى سلامتهم الفكريّة والعقائديّة. ومِن بين تلك الفتن ضياع هيْبة الدولة، والسلاح الرخيص والمبثُوث، والتناحر الاجتماعيّ والدينيّ والسياسيّ الضارب للسلم المجتمعيّ، وأيضا محاولات الاغتيال المعنويّ عبر الأدوات التقنيّة الحديثة، ومنها التسريبات الصوتيّة والصوريّة، وكأنّنا أمام مرحلة جديدة تَهدف لتصفية حسابات قديمة وقاهرة، وخطيرة، وربّما، مُميتة مع أقرب الرفاق والحلفاء قبل الخصوم والأعداء! وهنالك سلسلة من التسريبات السياسيّة والأمنيّة والأخلاقيّة وقعت في المراحل الماضية، وجميعها تَمكّنت الحكومات المختلفة التغطية عليها، وتُنهي آثارها، ولكن يبدو أنّ القوى السياسيّة الفاعلة اليوم أمام نوع جديد من التسريبات المُجزّأة والفاعلة، والتي ظهر منها حتّى ساعة كتابة هذا المقال ستّة أجزاء، بحسب ما ذكر ناشرها الإعلاميّ علي فاضل، والمُقيم في واشنطن، وقد سُرّبت كاملة فجر الجمعة 22/7/2022. وبدأت التسريبات الجديدة منذ الثالث عشر من تمّوز/ يوليو 2022 حيث ن

تداعيات الثورة السريلانكية.. وصلاة الصدر الموحدة في العراق!

صورة
  يَتفاعل العراقيّون، وبوضوح، مع الانتفاضات والثورات الشعبيّة التغييريّة التي تَحدث في العالم، حتّى لو كانت في بلدان لا يَعرفون عنها الكثير ومن بينها سريلانكا. وتَشهد سريلانكا، حالياً، أحداثا مُثيرة تُؤكّد النقمة الشعبيّة على النظام الحاكم. ورغم استخدام الشرطة للغاز المُسيّل للدموع إلا أنّ المُتظاهرين سيطروا على القصر الرئاسيّ، وأجبروا الرئيس غوتابايا راجاباكسا، الثلاثاء الماضي، على ترك البلاد وتسليمها لرئيس الحكومة لحين تشكيل حكومة جديدة! وبعيدا عن الأسباب الجوهريّة لغضب السريلانكيّين ومنها اتّهامهم لرئيسهم بإفلاس البلاد، والنقص الحادّ بالكهرباء والغذاء والوقود وغيرها من المعضلات، يَهمّنا هنا كيفيّة استثمار التجربة السريلانكيّة وإسقاطها على العراق! ذَكّرتنا الثورة السريلانكيّة بالمحاولات المُتعدّدة لاقتحام المنطقة الخضراء المحصّنة ببغداد، ومنها المحاولة الأخيرة بداية تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 عندما حاول المئات من أنصار الفصائل السياسيّة المُعْتَرضة على نتائج الانتخابات البرلمانيّة، اقتحام "الخضراء"، وباءت مُحاولتهم بالفشل. ولكنّ المحاولة الأبرز والأخطر، وقعت في 30

العيد وتقويض ثقافة العراقيّين والتغيير الموعود!

صورة
  العيد ليس كلمة جافّة، وعابرة وسقيمة وميْتة، بل هو مِهرجان سعيد، ومَوسم مُزدهر، ومُناسبة للتجدّد، والسعادة والفرح، والاحتفال، والتلاقي والتسامح والتراحم وغيرها من المعاني المليئة بالأمل والإنسانيّة النقيّة الصافية! والعيد في حياة الشعوب المَكْلومة مُناسبة لتداوي الجراح، وعلاج الآلام، وتَرميم الأذى، والتئام الهموم، ومُداواة المحن، ومُعالجة الشرور، واستشفاء الأسى، وتَضميد الشدائد، وتَخدير الأحزان، وشِفاء المصائب، وإصلاح الأوجاع، وإبراء المعاناة، وتناسي الإزعاجات، وتجاهل الكروب والأضرار والصعوبات! وأعياد العراقيّين بعد العام 2003 (وربّما منذ الغزو العراقيّ للكويت بداية تسعينيّات القرن الماضي) فقدت رَوْنقها وبَريقها وبَهجتها. ولقد واجه العراقيّون، ولعشرات السنوات، مئات المؤامرات الداخليّة والخارجيّة التي حِيكت ضدّهم بِعناية وأشكال متنوّعة، وربّما تُعدّ الدسائِس السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة من أبرز المَكائِد وأكثرها وضوحاً وهي التي نشرت الموت والرعب والخراب والتناحر والجوع والأمراض في حياة الناس. وهنالك مِن بين تلك المَكائِد مؤامرات خفيّة ومُتنامية، وفي مقدّمتها وأخطرها السعي ل

العراقيّون ومُعضِلة (النضال الحقيقيّ والنضال المُزيّف)!

صورة
عَرفت البشريّة، منذ بدء الخليقة وحتّى الآن، مسألة النضال أو الكفاح ضد الحالات السلبيّة القائمة في مجتمعاتهم وكياناتهم السياسيّة (الدول البسيطة والمركّبة)، لأنّها مسألة مُرتبطة بالفكر الإنسانيّ القائم على اختلاف زوايا النظر للأمور السياسيّة والإنسانيّة والعلميّة. ولا يُذْكر (النضال) إلا ويذهب العقل مباشرة إلى (النضال السياسيّ) أو (الكفاح المسلّح)، وهذا ليس صحيحا دومًا؛ لأنّ الأصل قيام النضال على السلام والتفاهم والحجّة والحوار والإقناع بعيدا عن الحرب والتخاصم والتخويف والإرغام التي تُخلّف الموت والخراب الفكريّ والروحيّ أيْنما حَلّت! وهنالك عدّة صور للنضال، ومنها النضال السياسيّ والفكريّ والإعلاميّ والأدبيّ والفنيّ وغيرها من المحاولات النضاليّة الهادفة لتغيّير الأحوال السقيمة وتبديلها بالأوضاع الصحّيّة النافعة للإنسان والدولة والكون. ولم تَنعم الدولة العراقيّة بالاستقرار، منذ تأسيسها في عشرينيّات القرن الماضي وحتّى اللحظة، إلا في مراحل محصورة! ولقد ولدت في العراق عشرات الأحزاب السياسيّة والدينيّة، ودفع المئات أرواحهم ثمنا لمواقفهم الفكريّة، المتنوّعة المشارب! وتعتبر الخلافات السياسيّة ال