المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

آل البيت النبوي الكرام والانتخابات العراقية

صورة
منذ العام 2003 استخدمت المذهبية، أو المناسبات "الدينية" في إشغال وإشعال مشاعر الجماهير العراقية بشكل لافت للنظر بحيث صرنا أمام مناحرات مذهبية لدعم هذا الطرف الانتخابي، أو ذلك للوصول إلى قبة البرلمان العراقي. وقد ألِفَ العراقيون هذا الأسلوب السياسي الذي يقحم الدين أو المذهبية في الدعاية الانتخابية، من قبل غالبية الشخصيات التي برزت في الساحة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وقبل أيام تطور الأمر لدرجة أن النائب في البرلمان العراقي، عباس البياتي، قد شَبَّهَ الكتل الشيعية الخمس الكبرى (التي ستدخل الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة – منتصف أيار/ مايو القادم-) بأهل الكساء من آل البيت النبوي الشريف رضي الله عنهم وأرضاهم. النائب البياتي قال في مداخلة تلفزيونية مع قناة الميادين نهاية الأسبوع الماضي إن" انقسام السياسيين الشيعة إلى خمس ائتلافات، هي النصر برئاسة حيدر العبادي ودولة القانون برئاسة المالكي، والفتح برئاسة هادي العامري، والحكمة برئاسة عمار الحكيم، وسائرون برئاسة مقتدى الصدر، يشبه إلى حد كبير أهل الكساء الخمسة". ولا يمكن استيعاب أن استخدام الدين لغايات س

العراقيون بين الحلول الجذرية والترقيعية والمنطقية

صورة
قبل أيام، كتبت  مقالا بعنوان "العراق بحاجة لسلسلة مؤتمرات"  على موقع "عربي21" الأغر، والمقال فيه – بحسب تصوري - خارطة طريق أولية لإخراج العراق من دوامته الخطيرة التي يدور فيها منذ العام 2003، وحتى اللحظة. المقال جاءتني حوله ردود متفاوتة بين من يؤيد الفكرة، وبين من يرى أن هذا الكلام فيه إغراق في الخيال والرومانسية. وأصحاب هذه الآراء هم من النخب العراقية المعارضة في الخارج والداخل، ولذلك سعيت لتحصيل أكبر قدر ممكن من تلك الآراء وسنحاول إجمالها في أدناه. الآراء يمكن تقسمها إلى قسمين: رأي مؤيد، ويريد معرفة آلية التطبيق، ورأي معارض. ومما ذكره أصحاب الرأي الأول من المؤيدين، الذين طرحوا بعض التساؤلات: "هذا طرح راقي جداً، وممتاز بفكرته، ويصلح أن يكون مشروعاً لحزب، أو تيار فكري، ولكن هناك مشكلة، وهي من سيتجاوب معه (إن لم تتبناه جهة سياسية، أو منظمة لها تأثير)، ولكن لا بد من طرحه بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي". وهناك من يرى أنه "علينا أن نفكر بالحلول التي طرحت في مقالتك الراقية، ولكن بطريقة  الخطوة خطوة". وهنالك من يظن أن المقال

وماذا بعد "مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق"؟

صورة
ما أروع أن ينطق الإعلام الغربي بالحقيقة الناصعة التي تؤكد الغايات الجوهرية لبعض الفعاليات السياسية، وبالذات تلك المدعومة من الغرب والولايات المتحدة، ومنها مؤتمر إعمار العراق الذي عقد في العاصمة الكويت للفترة من 12-14 من فبراير/شباط الحاليّ. حقيقة مؤتمر الكويت ونتائجه ذكرتها - قبل يومين -  صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية،  بقلم الكاتبة مارغريت كوكر التي حسمت الجدل الدائر عن مدى نجاح أو فشل مؤتمر الكويت، وقبل ذلك كشفت عن: "تسييس مؤتمر إعادة إعمار العراق من أمريكا، وأن حربًا مع المتطرفين من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي دمرت العراق، حيث أسفرت هذه الحرب عن هدم المدن وتشريد الملايين وطلب العراق من الحلفاء الأثرياء مبلغ 88 مليار دولار لإعادة البناء، وأن المؤتمر العراقي لجمع التبرعات في الكويت الذي حضره عشرات المانحين المحتملين توج بالفشل يوم الثلاثاء، حيث لم يستطع هذا المؤتمر تأمين سوى بضع مليارات من الدولارات - لم تدفع أمريكا أي شيء من المبلغ المذكور - ولقد كانت ضربة مهينة للحكومة العراقية التي لا يمكن أن تتحمل ولو جزءًا بسيطًا من تكلفة إعادة الإعمار للحرب التي

العراقيون بحاجة لسلسة مؤتمرات!

صورة
لا يمكن اعتبار  مؤتمر الكويت لإعمار العراق ؛ البطاقة الرابحة التي ستنقل حياة العراقيين إلى مرحلة وردية، وإنما هو مجرد تجمع دولي وإقليمي يمكن أن يعالج بعض المشاكل العراقية المركبة، وربما هو مناسبة لمزيد من صور الفساد المالي والإداري في بلاد صارت كارثتها الكبرى غياب رقابة الدولة على غالبية المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية. مؤتمر الكويت لإعمار العراق الذي عقد في الفترة من 12 إلى 14 شباط / فبراير الحالي، خصص لتجميع بضعة مليارات أشارت لبعضها مصادر مقربة من المؤتمر إلى أنها قرابة 18 مليار دولار (الحصيلة النهائية قد ترتفع إلى 30 مليارا)، وهي مبالغ - ربما - لا تكفي لرفع أنقاض المنازل في أكثر من خمس مدن عراقية بلغت نسبة الدمار في بعضها 90 في المئة من مجموع المنازل والبنى التحتية والفوقية. العراق اليوم يعاني من مشاكل سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، لكن المشكلة السياسية هي أُسّ المشاكل في البلاد لذلك. فالقضية لا يمكن أن تحل بمؤتمر للاستجداء، أو لجمع الهبات من هنا أو هناك، وإنما القضية الجوهرية هي كيف يمكن أن نؤسس لبناء دولة؟ أو كيف يمكن تشكيل حكومة وطنية مستعدة لانتشال البلاد

مؤتمر الكويت للبناء أم الاستجداء!

صورة
تتجه الأنظار هذه الأيام إلى دولة الكويت، فالعالم يترقب انعقاد المؤتمر الدولي لإعمار العراق، في الفترة من 12 إلى 14 من فبراير/شباط الحاليّ، بمشاركة عشرات الدول ومئات الشركات الأجنبية والعربية والعراقية، ويهدف المؤتمر إلى تحصيل بضعة مليارات من الدولارات للمساهمة في إعادة إعمار أكثر من خمس مدن عراقية دمرتها آلة العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". المؤتمر بالنسبة لحكومة بغداد يعتبر فرصة مهمة ومناسبة جيدة لتلميع صورتها، ولذلك ستسعى الحكومة لتسليط الأضواء على هذا المؤتمر على اعتبار أنه "السفينة" التي يمكن أن تنقذ العراق من الدمار الكبير الواضح في العديد من المدن التي كانت ميدانًا للعمليات العسكرية، وكذلك بقية مدن البلاد التي تعاني من الإهمال الحكومي وتدمير البنى التحتية والفوقية.  وأيضًا فإن حرص حكومة بغداد يأتي من باب أن المؤتمر يُعد دعاية انتخابية كبيرة ومجانية لها، وذلك لأنه يعقد قبل أقل من 100 يوم من الانتخابات البرلمانية القادمة في الـ12 من شهر مايو/أيار المقبل، ولهذا لاحظنا أن الوفد الرسمي العراقي لمؤتمر الكويت ربما تجاوز الـ200 شخصية من