مؤتمر بغداد بين الاستقرار والتنمية والواقع
يُقصد بالاستقرار حالة من الاتّفاق العامّ بين النخبة السياسيّة والجماهير حول القواعد التي يعمل بها النظام السياسيّ. وهنالك عدّة أنواع من الاستقرار منها الاستقرار النفسيّ والوظيفيّ والمعاشيّ والصحّيّ والسياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ وغيرها من الأنواع، ومع كثرة الأنواع والتعريفات لكن يبدو أنّ هنالك تشابهاً بين المعاني اللغويّة والاصطلاحيّة للاستقرار فجميعها تدلّ على الثبات والسكون والقرار. والاستقرار السياسيّ لا يكون إلا عبر عاملين مهمّين، وكلاهما مكمّل للآخر: العامل الأوّل: قناعة الجماهير بالنظام السياسيّ القائم. والعامل الثاني: قوّة النظام القائم في إدارة الدولة، ولا يقصد بالقوّة هنا القوّة البطشيّة وإنّما المقصود القدرة على توفير الأمن والخدمات وغير ذلك من أسباب خدمة الوطن والمواطن. حينما نحاول تطبيق هذين التعريفين على المشهد العراقيّ نجد أنّنا أمام جملة من العقبات المهلكة التي تؤكّد بما لا يقبل الشكّ أنّ النظام السياسيّ العراقيّ غير مستقرّ، بل وحرج وقائم على أسس هشّة لا تبشّر بخير، ولا تطمئن الجماهير بأنّ النخب السياسيّة، أو النظام السياسيّ يسير في الاتّجاه الصحيح. و