المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٩

مؤتمر بغداد بين الاستقرار والتنمية والواقع

صورة
يُقصد بالاستقرار حالة من الاتّفاق العامّ بين النخبة السياسيّة والجماهير حول القواعد التي يعمل بها النظام السياسيّ. وهنالك عدّة أنواع من الاستقرار منها الاستقرار النفسيّ والوظيفيّ والمعاشيّ والصحّيّ والسياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ وغيرها من الأنواع، ومع كثرة الأنواع والتعريفات لكن يبدو أنّ هنالك تشابهاً بين المعاني اللغويّة والاصطلاحيّة للاستقرار فجميعها تدلّ على الثبات والسكون والقرار. والاستقرار السياسيّ لا يكون إلا عبر عاملين مهمّين، وكلاهما مكمّل للآخر: العامل الأوّل: قناعة الجماهير بالنظام السياسيّ القائم. والعامل الثاني: قوّة النظام القائم في إدارة الدولة، ولا يقصد بالقوّة هنا القوّة البطشيّة وإنّما المقصود القدرة على توفير الأمن والخدمات وغير ذلك من أسباب خدمة الوطن والمواطن. حينما نحاول تطبيق هذين التعريفين على المشهد العراقيّ نجد أنّنا أمام جملة من العقبات المهلكة التي تؤكّد بما لا يقبل الشكّ أنّ النظام السياسيّ العراقيّ غير مستقرّ، بل وحرج وقائم على أسس هشّة لا تبشّر بخير، ولا تطمئن الجماهير بأنّ النخب السياسيّة، أو النظام السياسيّ يسير في الاتّجاه الصحيح. و

الجولان ومسرحية التحرير وترامب!

صورة
في مشهد مسرحيّ هزيل، اجتمع بعض مسؤولي النظام السوريّ وضبّاط الجيش، ورفعوا علم النظام داخل طبق كبير، أو "منسف" يحتوي على تراب من أرض الجولان، وصاروا يصفقّون لبعضهم البعض وكأنّهم حرّروا الجولان! هذا التصرّف الغريب الذي يؤكّد استخفاف النظام بالجولان وأهلها، يأتي بعد أن وقّع الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب في الخامس والعشرين من آذار/ مارس 2019 الإعلان الرئاسيّ الخاصّ باعتراف" واشنطن بسيادة   إسرائيل على الجولان السوريّ المحتلّ"، وتأكيده   بأنّ " أيّ اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يحفظ حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها من أيّ تهديدات، سواء من سوريا، أو إيران، وأنّ التحالف بين واشنطن وتل أبيب غير قابل للتفكيك". من جانبه، أكّد رئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو أنّ ترامب" نفّذ كلّ تعهّداته، سواء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن بسيادة إسرائيل على الجولان، وأنّ تلّ أبيب سيطرت على هضبة الجولان لضمان أمنها، وصدّ أيّ هجمات من سوريا"! ولا أدري أيّ هجمات تلك التي شنتها قوّات النظام على الصهاينة في الجولان؟ الاعتراف الأمريكيّ بضمّ الجولان للكي

العراقيون والأدباء والبناء الفكريّ

صورة
من روائع ما قاله الأديب العربيّ توفيق الحكيم " إنّ الدولة لا تنظر إلى الأدب بعين الجدّ بل إنّه عندها شيء وهميّ لا وجود له، ولا حساب". و الأدَب كلّ ما أنتجه العقل الإنسانيّ من ضُروب المعرفة الإنسانيّة المتنوّعة . والأدباء بأقلامهم وأفكارهم وعقولهم يمثلّون قوّة تغيير كبيرة ذلك لأنّهم يغيّرون العقول والأفكار بالإقناع، وليس بالترهيب والتخويف، ومن هنا تأتي قوّتهم، وتخوّف بعض الحكومات من دورهم المحوريّ. فئة الأدباء الملتزمين بمبادئهم وقيّمهم من أكبر قوى البناء للإنسان والمجتمع ذلك لأنّ الأديب يمتلك القدرة على توصيل فكرته عبر فنّه، مرّة بالنصّ المسرحيّ، وأخرى بالشعر، أو الرواية، أو القصّة القصيرة، أو غيرها من فنون التأثير الأدبيّ المميّزة. تقع على عاتق الأدباء مسؤوليّة كبيرة في مراحل تطوّر أفكار الشعوب، وبالذات في مثل أوضاع الكثير من أوطاننا، ومن بينها العراق، فدورهم دور ناظم للحقوق، وباني للعقول، ومبيّن للمواطنين ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات. الأدب الإنسانيّ يقوم على مفاهيم وقيّم عظيمة، ومنها احترام حرّيّة الإنسان وفكره، وحقّه في الحياة، والإنصاف، والتعليم.

أنواع الطائفيّة

صورة
الطائفيّة ببساطة تعني في معانيها اللغويّة والاصطلاحيّة تعصّب، أو تجمّع طائفة مُعينَة من الناس على أمر ما. ونحن حينما نذكر مصطلح الطائفيّة يتبادر إلى الذهن مباشرة الطائفيّة الدينيّة، أو المذهبيّة، لأنّها هي السائدة والظاهرة في حياتنا. وسبق أن شاركت في مؤتمر حول الطائفيّة، ولاحظت وجود العديد من الأنواع الأخرى للطائفيّة، ومن أبرزها: 1.الطائفيّة الدينيّة: ويقصد بها التعصّب والولاء لدين واحد دون غيره، وهذه العصبيّة تكون بين أبناء الديانات المختلفة، وليس بين أبناء الدين الواحد، وفيها نلحظ كلّ جماعة تتمسك بدينها وتحاول ضرب الآخر. 2. الطائفيّة المذهبيّة: ويراد بها: التَزَمَّت والنصرة لمذهب واحد دون غيره، وتكون بين أبناء الدين الواحد، وليس بين أبناء الديانات المختلفة.   وقد وقعت هذه الفتنة بين أبناء الديانات المختلفة فضلًا عن أبناء الأمّة الإسلاميّة، وسبق أن وقعت هذه الفتنة بين الشيعة والسنة، في جمادى الأولى سنة 348هـ / 959م وقتل بينهم خلق كثير. ورغم الدماء والمآسي ما زالت هذه الفتنة حتّى الآن موجودة بدرجات متفاوتة في العديد من بلدان العالم الإسلاميّ، ومنها العراق وسوريا وغيره