السرطانات في العراق حقيقتها، وتداعياتها (1-3)!

تذكر العديد من المواقع الطبية المعتبرة أن " السرطان (Cancer)  هو مصطلح طبّي يشمل مجموعة واسعة من الأمراض التي تتميز بنموّ غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

ومرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في العالم الغربي، لكن احتمالات الشفاء من مرض السرطان آخذة في التحسن باستمرار في معظم الأنواع، ذلك بسبب التقدم في أساليب الكشف المبكر عن السرطان وخيارات علاج السرطان

ويؤكد الأطباء أن هنالك العديد من العوامل المعروف أنها تزيد احتمال الإصابة بمرض السرطان وهي تشمل:

  • العمر: تطور السرطان يمكن أن يستغرق عدة عقود، وهذا هو السبب في أن تشخيص السرطان لدى معظم الناس يتم بعد تجاوزهم عمر 55 عامًا.
  • العادات: من المعروف أن أنماط حياة معينة قد تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
  • التدخين: الأشخاص المدخنين هم أكثر للإصابة بسرطان الرئة أكثر من غيرهم.
  • شرب الكحولالأشخاص اللذين يشربون الكحول هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
  • التاريخ العائلينحو 10% فقط من جميع حالات السرطان تحدث على أساس وراثي، إذا كان مرض السرطان منتشرًا في العائلة فمن المحتمل جدًا أن تنتقل التشوهات الجينية بالوراثة.
  • البيئة المعيشيةالبيئة التي نعيش فيها قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
  • المواد الكيميائية: كتلك الموجودة في المنزل أو في مكان العمل مثل: الأسبست، أو البنزين، إذ يمكن أن تكون من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.( وللمزيد يمكن مراجعة المواقع الطبية ومنها موقع "WebTeb").

ومعلوم أن العراق من البلدان التي لم ينتشر فيها السرطان بشكل واضح قبل مرحلة الغزو العراقي للكويت في العام 1990، وبعدها بدأت تظهر بشكل واضح إحصائيات متنامية عن هذا المرض القاتل وبرزت بشكل لا يمكن تجاهله بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003.

وقد ذكرت العديد من الوكالات العالمية ومنها وكالة الأناضول أن معدلات الإصابة بمرض السرطان في العراق قد سجلت، على مدى السنوات القليلة الماضية، ارتفاعًا، مقارنة بمعدلاتها في السنوات الأولى التي أعقبت الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وذلك بسبب تفاقم مشاكل التلوث البيئي؛ لا سيما في المحافظات الجنوبية.

وأن العراق يعاني من تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة، والإسراف في استخدام الأسمدة الكيميائية، إضافة إلى مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف بدر، للوكالة في 27.10.2017، إن "المعدل السنوي للإصابة بمرض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة إصابة، بينها 20% إصابات بسرطان الثدي، وأن المعدل السنوي يشكل من 11 إصابة إلى 15 إصابة بين كل 100 ألف شخص".

ويحتل سرطان الثدي المرتبة الخامسة بين أنواع السرطان المسببة للوفاة بالعالم، بـ571 ألف حالة وفاة من أصل 8.8 مليون حالة وفاة، عام 2015، وفق منظمة الصحة العالمية، فبراير/ شباط 2017.

وتحتل مدينتا البصرة والأنبار المراتب الأولى في أعداد المصابين بالسرطان في العراق!

وسبق أن نشرنا كلاما خطيرا للدكتور (كريس بوسبي) الأستاذ في جامعة الستر، وأحد واضعي الدراسة الاستقصائية في مدينة الفلوجة العراقية الغربية، (60 كم شمال غرب بغداد)، التي حملت عنوان "السرطان ووفيات الرضع في الفلوجة بين عامي 2005 و2009"، والذي قال في دراسته بأنه " من الصعب وضع اليد على السبب الدقيق للسرطان، والتشوهات الخلقية التي ما زال يتعرض لها عدد كبير من أطفال مدينة الفلوجة التي شهدت عام 2004 هجمات مسلحة شنتها قوات من مشاة البحرية الأمريكية ( المارينز )، وانه بالرغم من عدم استطاعته تحديد نوع الأسلحة التي استخدمتها قوات مشاة البحرية الأمريكية، ومدى الضرر الوراثي الذي خلفته تلك الأسلحة فان سكان الفلوجة ما زالوا يؤكدون تعرضهم لأسلحة اليورانيوم والقنابل الفسفورية خلال الهجوم الذي شهدته المدينة، وأن قوات الاحتلال الأمريكية المحتلة استخدمت سلاحا جديدا ضد المباني في الفلوجة تميز بقدرته على اختراق جدران المنازل وقتل سكانها، وكان أطباء مدينة الفلوجة قد أكدوا التشوهات الخلقية الخطيرة التي يعاني منها الأطفال، والتي تتراوح بين ولادات برأسين وعدم وجود الأطراف السفلية.

وقد كشف النائب العراقي خالد العلواني بتاريخ 13/8/2012 أن الفلوجة تعاني من انتشار الأوبئة والأمراض السرطانية، وأمراض القلب، والتشوهات الخُلقية بين سكانها، وأن مستشفى المدينة لجأ إلى أطباء أمريكيين لمعالجة أطفال يعانون من مشاكل في القلب، وأن «هؤلاء الأطباء أكدوا أن هذه الأمراض سببها استخدام جيش الاحتلال الأمريكي الأسلحة المحرمة دولياً»!

وقد أظهرت العديد من التقارير الصحفية الحالة السوداوية المتعلقة بتنامي الأمراض السرطانية في الفلوجة، وقد كشف تقرير مصور عن مستشفى الفلوجة نشر في بداية آذار/ مارس 2019 بأنّ نحو خمسة عشر بالمائة من أطفال المدينة يولدون بتشوّهات خلقيّة، مثل الولادة بعين واحدة، أو بنصف رأس، أو بلا فم وأذنين، وكذلك ارتفاع نسب الأمراض السرطانيّة نتيجة الأسلحة الخطيرة التي استخدمها الاحتلال الأمريكيّ وآثارها التي ما زالت عالقة في أنقاض المدينة المدمّرة!

وفي منتصف شباط/ فبراير 2021 ذكرت صحيفة المدى العراقية أن تسجل مدن محافظة الأنبار ارتفاعاً واضحاً في معدل الإصابات بأمراض السرطان خاصة في الفلوجة والرمادي والرطبة، ويعزوه أطباء ومختصون إلى عدة عوامل أبرزها آثار الأسلحة الأميركية المحرمة التي استخدمت بالمحافظة بعد عام 2003، خاصة في مدينة الفلوجة.

 

وتتصدر إصابات سرطان الثدي والرحم والدم أكثر إصابات المرضى في الأنبار الذين يضطرون للسفر الى مستشفيات بغداد، أو إقليم كردستان لتلقي العلاج لضعف القطاع الطبي بالمحافظة في هذا المجال.

ووفقاً لمدير مركز الأنبار التخصصي لعلاج الأورام السرطانية، الدكتور نبيل مظهر، فقد تم "تسجيل أكثر من 30 ألف حالة إصابة بالسرطان في عام 2020 بعموم مدن البلاد، كان نصيب الأنبار منها أكثر من 2300 حالة، وأن حالات الإصابة مختلفة، لكن أعلى نسبة تم تسجيلها هي سرطان الثدي لدى النساء، وسرطان الرئة لدى الرجال، ويأتي بعدها سرطان الدم والقولون وغيرها".

إنها فعلا مأساة حقيقية تعاني منها مدينة الأنبار وسط إهمال كبير في القطاع الصحي في عموم البلاد!

وللحديث عن حقيقة السرطانات في بقية مدن العراق، ومنها البصرة وتداعياتها في البلاد لنا بقية حديث ورأي!

 

dr_jasemj67@

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

السفارة البريطانيّة ببغداد... ودبلوماسيّة (الأكلات العراقيّة)!

العيد وسياسات التغريب عن الأوطان!