هل استقر العراق حقا؟!



من منا لا يفرح ولا يتمنى أن تستقر الأوضاع في البلاد وتعود الحياة الطبيعة لأبناء الشعب العراقي ،الذين عانوا ما عانوا من ضيم وظلم على مدى عقود من الدكتاتورية والاحتلال.
وفي كل يوم نسمع عن دعاوى حكومية عراقية بتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، وهذا الأمر نحن نفرح به من اجل بلدنا ومن اجل أهلنا ومن اجل دول المنطقة، لان استقرار العراق هو استقرار لكل هؤلاء.

ودعوات الحكومة العراقية ،عبر قنواتها الدبلوماسية، للدول العربية لإرسال سفرائها إلى العراق  مستمرة ، بدعوى أن الوضع الأمني في البلاد قد تحسن ، وان الأمور في البلاد أصبحت تحت السيطرة حتى أن القوات الأمنية العراقية استلمت الملف الأمني في عشر محافظات تقريبا من أصل 18 محافظة.
لكن تلك الدعاوى لا تؤكدها التقارير التي تذكرها  مصادر عراقية أخرى ؛حيث أعلن مرصد الحقوق والحريات الدستورية في العراق أن أكثر من 25 ألف شخص قتلوا أو جرحوا أو اختطفوا أو اعتقلوا في العراق خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2008. 
وقال المرصد، وهو من منظمات المجتمع المدني غير الحكومية، في تقريره الذي تناول فيه حصيلة أعمال العنف في العراق للفترة من الأول من العام الحالي إلى الثلاثين من يونيو الماضي "إن حصيلة عمليات العنف والأعمال الأمنية والعسكرية التي شهدها العراق خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي زادت على 25 ألفا بين قتيل وجريح ومختطف ومعتقل".
وأكد المركز، إن عدد ضحايا عمليات القتل بلغ 4539 شخصا تركز غالبيتهم في محافظات بغداد ونينوى وديالى والبصرة، وصلاح الدين والأنبار وكركوك وبابل وواسط وكربلاء وميسان. 
وأوضح التقرير أن 236 من هذه العمليات حدثت على يد جيش الاحتلال الأمريكي، بينما بلغ عدد حالات القتل على يد القوات المشتركة الحكومية والأمريكية 91 حالة، والقتل عن طريق القوات الحكومية وحدها 52 حالة، والقتل بواسطة صورايخ وهاونات وقنابل 3028 حالة، والقتل بواسطة السيارات المفخخة 891 حالة، والقتل بواسطة الأحزمة الناسفة 152 حالة، والقتل بواسطة العبوات الناسفة 220 حالة فيما أدت عمليات الاغتيالات إلى مصرع 49 شخصاً تركزت في كل من بغداد، ديالى، الأنبار ونينوى. 
أما عن أعداد المصابين، فقد بين التقرير أن عدد المصابين جراء أعمال العنف والعمليات الأمنية والعسكرية المختلفة بلغ 9917 مصاباً تركز أكثرهم في محافظات بغداد ونينوى والبصرة وديالى وصلاح الدين وكركوك وذي قار وبابل والأنبار وواسط و كربلاء وميسان.
وضمن مسلسل الجثث المجهولة، فقد سجل التقرير أن عدد الجثث المجهولة الهوية التي عثر عليها في أنحاء العراق خلال تلك الفترة 1510 جثث تركز أكثرها في ديالى، بغداد، صلاح الدين، نينوى، الأنبار، واسط، البصرة، كركوك والديوانية.
فأين هي الأوضاع المستقرة التي تتحدث عنها الحكومة العراقية؟وهل قتل قرابة خمسة آلاف عراقي خلال ستة أشهر تعني استقرارا للأوضاع في البلاد، وكذلك الأمر في عشرة آلاف مصاب في هذه الفترة.
إن المحاولات المتكررة من قبل الحكومة العراقية لإظهار تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد ـ وهذا ما نتمناه لأهلنا في العراق الحبيب ـ تدحضه الانفجارت اليومية المستمرة في بغداد ، كذلك الحملات الأمنية في عموم المحافظات العراقية .فإذا كانت البلاد مستقرة ـ كما تدعي الحكومة  ـ فلماذا هذه الحملات الأمنية المستعرة في عموم البلاد، وما هو الهدف من ورائها ؟؟؟
صحيفة الغد الاردنية

14/8/2008

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى