ما هو الدور العربي المطلوب في العراق



ست سنوات مضت من عمر الاحتلال الأمريكي الباطل لأرض العراق، سنوات مضت بآهاتها وآلامها ومرارتها، كنا ننتظر فيها نخوة الأخ العربي والمسلم، قبل الصديق؛ من أجل أن نتجاوز هذه المحنة التي أدخلنا فيها الاحتلال وعملائه، محنة احتلال البلاد، وسبي الناس بحكومات لا تأتمر بالحس الوطني، بل هي أدوات بيد المحتل.
وكنا ـ ومازلنا ـ نحلم بانتهاء هذه المحنة، ورحيل الاحتلال والعمل على تعمير البلاد، وكنا نمني النفس ـ وما زلنا ـ بدور عربي فعّال في هذه المحنة.
في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي الحاقد للعراق لاحظ المتابعون للقضية العراقية غيابا عربيا فاعلاً عن المشهد العراقي على كافة الأصعدة.
والحقيقة أن من الأهداف المهمة للاحتلال، هي إضعاف، أو تغييب الدور العراقي في المنطقة؛ وذلك لتحقيق جملة من الأهداف الآنية والمستقبلية، وهذا ما دفع قادة الاحتلال إلى الإصرار على إحتلاله في كل الأحوال، سواء وجدت الأسلحة المحرمة، أم لم توجد، والنتيجة إننا وجدنا أنفسنا أمام بلد مشرعة أبوابه للسُراق وللخونة والعملاء، وكل ذلك باسم الوطنية، والقضاء على الإرهاب.
ونسمع ـ ومازلنا ـ عن عتب من قبل الحكومة الحالية وغيرها للدول العربية بسبب غيابها عن العراق، فهذه الحكومة تتشبث بكل سبيل يمكن أن يكون سبباً في استمرارها في إدارة العراق لأطول مدة ممكنة من أجل تحقيق غاياتها الحزبية الضيقة، وكذلك هي تريد من الدول العربية فتح سفارتها؛ من أجل إضافة مكاسب دبلوماسية، لغايات انتخابية بحتة، وإلا فإنها لم تهتم بعلاقاتها مع الدول العربية إلا بأشكال صورية، ومازالت حتى الساعة تصرح ـ وتلمح ـ إلى هذا البلد العربي، أو ذاك  لدوره ـ فيما تدعيه ـ بخلخلة الأوضاع الأمنية في العراق.
وأما القوى المعارضة للاحتلال، والرافضة لكل ما تمخض عنه، ومنها هذه الحكومات، فإنها تريد دورا عربيا في العراق، يتمثل في المساهمة الفاعلة من أجل تحقيق جملة من الأهداف للعراق، باعتباره من الدول الفاعلة في الجامعة العربية، وكذلك لما يتمتع به من موقع استراتيجي مهم لأمن وسلامة الأمة، والمطلوب هو:ـ
1 - مساهمة الدول العربية بإنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق عبر الطرق الدبلوماسية، وضمان المحافظة على الدور الإقليمي للعراق.
2- الدعوة لإنتخابات حرة ونزيهة بعيدة عن ضغوط الاحتلال، وغيره من الدول الإقليمية، وهذه الانتخابات تتم في المرحلة التي تلي الانسحاب العسكري الأمريكي.
3- إيقاف استنزاف موارد العراق الطبيعية من قبل الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الإقليمية المعروفة للجميع.
4- الحفاظ على وحدة أراضي العراق، والوقوف بوجه دعوات الفيدرالية التي تدعوا لها العديد من الجهات الداخلة في العملية السياسية اليتيمة الجارية في ظل الاحتلال، والجهات الأجنبية التي يهمها إضعاف وتشتيت العراق.
5- التأكيد على هوية العراق العربية، وعدم السماح لبعض الأطراف التي تسعى ـ وما زالت ـ وبمساعدة جهات إقليمية معروفة، إلى عزل العراق عن محيطه العربي، ومحاولة خلق أزمات مبررة ـ وغير مبررة ـ مع هذه الدولة العربية، أو تلك.
6- عدم التعامل مع الشخصيات الهدامة التي برزت على حقيقتها في المرحلة التي سبقت ـ وتلت ـ الاحتلال الأمريكي للعراق، والتي تمتاز بطروحات طائفية تقسيمية تدميرية، وعلى كافة الصعد الدبلوماسية والإعلامية وغيرها.
7-  التأكيد على الحفاظ على اللحمة بين أبناء الشعب العراقي عبر الدعوة إلى مصالحة وطنية بين العراقيين، وتفويت الفرصة على الأعداء الذين لا يريدون خيراً للعراق وأهله.
أما محاولة فصل العراق عن محيطه الطبيعي الحقيقي، واقصد المحيط العربي، فهي محاولة لقطع الحياة عن الجسد العراقي، وإلا فان الشعب العراقي شعب عرف بانتمائه لقضايا الأمة المصيرية وتفانيه من أجلها، ولا أعتقد أن هذه المحاولات يمكن أن تؤتي ثمارها!!

وتبقى في النفس غصة من ضعف الموقف العربي تجاه العراق، ونتمنى أن تعمل الدول العربية على تفعيل دورها الايجابي في العراق، بما يخدم مصلحة الشعوب العربية كافة، وقضايا الأمة المصيرية، وتخليص العراق مما هو فيه من الآلام ومحن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!