الزيدي وبوش والمالكي 2 – 3



بعد أن تحدثنا عن الرئيس جورج بوش، وما تسبب به من دمار وقتل وتخريب للعراق، فإننا سنتحدث اليوم عن رئيس الحكومة "المنتخبة" صورياً من قبل الشعب العراقي، والمنصبة حقيقة من قبل قوات الاحتلال في العراق، واقصد حكومة نوري المالكي.
والرجل الذي جاء هو، ومنْ معه على ظهور دبابات الاحتلال، يعرف العراقيون ـ قبل غيرهم ـ انه قد تآمر مع منْ تآمر من أجل احتلال وشرذمة العراق، وهذه وصمة عار في تاريخ الإنسان ، أن يقف مع الاحتلال ضد أهله وشعبه، بدعوى معارضة الحكومة، فهل مفهوم المعارضة هو الاتفاق مع الأعداء من أجل الوصول إلى سدة الحكم، ولو بأخس السبل وأرذلها؟؟!


وهذه الحكومة لم تنجح في ادعاءها البعد عن الطائفية، فالطائفية روح تسري بجسدها، وحتى لا يقال إننا نتكلم من غير دليل، وإننا نبالغ في الانتقادات لها ولرئيسها، وحتى ننقل لمن لا يعرفون حقيقة ما يجري على أرض الواقع في العراق، وبمناسبة حديثنا عن "الزيدي وبوش والمالكي"، فإنني سأتناول التصريحات التي صدرت عن رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي بعد اعتقال الزيدي، إثر قذفه للرئيس بوش بفردتي حذائه، حيث قال المالكي: " لم أنم ليلتها إلا بعد أن تأكدت أن الزيدي بصحة جيدة، وتم توفير الطعام والملابس والفراش ليلتها".

وعلى النقيض من هذا الكلام تماماً، ذكر الزيدي بعد إطلاق سراحه، في لقاء مع فضائية البغدادية العراقية، انه كان يعذب في قاعة مجاورة للقاعة التي عقد فيها المؤتمر الصحفي بين الرئيس بوش والمالكي، وانه ضرب في قاعة المؤتمر أمام مرأى ومسمع قائد "الديمقراطية الأول في العالم" جورج بوش، ورئيس الوزراء"الديمقراطي العراق ـ مريكي" نوري المالكي.


 وكان في القاعة المجاورة للمؤتمر الصحفي، يتعرض لأقسى أنواع التعذيب، لدرجة أنهم كسروا أسنانه وكسروا يده ورجله، وكان يضرب بالعصي والركلات، ويعذب بالماء البارد في الشتاء القارس، وكذلك بالعصي الكهربائية.



والرجل ـ واقصد المالكي ـ طائفي حتى النخاع، وهذا ما اثبته الزيدي، حيث أكد أنهم كانوا حريصين على معرفة مذهبه.



وطالب الزيدي رئيس الوزراء نوري المالكي بالاعتذار “كونه حجب الحقيقة عن الناس” بخصوص ما تعرض إليه عقب اعتقاله.



والمالكي حاول كثيرا أن يظهر نفسه، انه لكل العراقيين، وانه حريص على وحدة البلاد، وغيرها من الادعاءات المزيفة، لكن كل هذا الكلام هو مجرد دعايات انتخابية، وناقضه المالكي بنفسه في أكثر من مناسبة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، القوانين الطائفية العرقية الحاقدة التي سعى لسنها وتطبيقها، ومنها قانون اجتثاث البعث الذي أستخدم كحجة لتفريغ سموم الحكومة الطائفية في فئات معروفة من العراقيين، وهذا الكلام، لا يعني بحال من الأحوال دفاعا عن النظام السابق، وكذلك قانون مكافحة الإرهاب، حيث إن كل من لا يقف مع الاحتلال، ولا يصفق للحكومات المنصبة من قبله، هو إرهابي يقتل، أو يعتقل، أو يغيب.



ولم تنفذ الحكومة أي قانون سنّ وفيه "مصلحة" للعراقيين، ومنها قانون العفو العام الذي وقفت ضده الحكومة، ولغاية الساعة هنالك عشرات الآلاف من الأبرياء في السجون الرسمية وغير رسمية، فهل ننسى ظلم الأجهزة الحكومية لأهلنا في العراق؟



وهل ننسى فتح الحكومة أبواب الوزارات الأمنية أمام مليشيات بدر وجيش المهدي؛ حتى تقتل الأبرياء باسم القانون ومكافحة الإرهاب؟



وهل ننسى تكريم المالكي للضباط الذين اغتصبوا صابرين الجنابي؟



وهل ننسى الخراب والتدمير الذي لحق بالبلاد بسبب هؤلاء الذين جاؤوا مع الاحتلال ؟



وهل ننسى وضع " دولة رئيس الوزراء" ، أثناء زيارته مقبرة ارلينغون بالقرب من واشنطن، إكليلاً من الزهور على صرح الجندي المجهول في المقبرة التي تضم رفاة نحو 330 ألف أمريكي بينهم 461 جنديا قتلوا في العراق على أيدي المقاومة العراقية الباسلة.
حكومة المالكي فشلت ـ بمعنى الكلمة ـ في المصالحة بين العراقيين، وفي ظلها ازدهر الفساد المالي والاقتصادي، ودمرت ثروات العراق النفطية و الطبيعية والزراعية والحيوانية والثقافية!!!



بل إن العراق ـ صاحب ثاني احتياطي للنفط في العالم ـ ينافس دولاً افريقية اليوم من حيث الفقر وقلة الخدمات؟!!



ففي أي صفحة ستكتب أسماء هؤلاء المخربين، الذين جاؤوا مع المحتل وصفقوا له، ثم بعد كل هذا الذل والهوان والخراب، يتحدثون عن سيادة وعودة العراق لأهله؟؟



فمنْ هم أهل العراق؟ هل هم القتلة الذين هَجروا وذبحوا الأبرياء؟



أم أن أهل العراق هم الذين وقفوا ضد المحتل وأعوانه؟



 اعتقدُ أن الجميع يعرفون الجواب.



وللحديث تتمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!