المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

جحا والبرلمان العراقي!

صورة
يمر البرلمان العراقي الآن بمرحلة اهتزاز وانهيار. ففي منتصف الشهر الحالي، حدثت ضجة برلمانية كبيرة تمثلت في اجتماع أكثر من مائة نائب، واتفاقهم على إقالة هيئة رئاسة البرلمان المتمثلة في رئيس المجلس سليم الجبوري ونائبيه. ومنذ تلك اللحظة، دخلت العملية السياسية -بشقيها البرلماني والتنفيذي- في نفق جديد لم يكن في حسابات أي متابع للشأن السياسي العراقي المتقلب. حجج الذين أقالوا الجبوري ونائبيه أنهم لم يقدموا "الكابينة" الحكومية الجديدة التي قدمها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي للبرلمانيين، وأن الجبوري اجتهد وأجل جلسة التصويت. وهناك من يقول إن الجبوري وقع على وثيقة شرف مع زعماء الكتل من دون الرجوع للمجلس. والواقع أن هذا العذر لا يمكن أن يكون كافياً لهذه الضجة التي خلطت الأوراق المخلوطة أصلاً، والنظام الداخلي للبرلمان لا يسعف المعتصمين في إقامة الحجة لخطوتهم غير البريئة. ‏حجة البرلمانيين المعتصمين تذكرنا بقصة جحا الذي قيل إنه أُرسل معه 100 خروف ليوصلها إلى أحد التجار، وفي الطريق ذبح خروفاً وأكل منه. وحينما وصل إلى التاجر ‏قيل له إن هناك خروفاً ناقصاً، وهذه 99 خروفاً، فقال لا بل هي

برلمان بحاجة لبرلمان!

صورة
من أبرز سمات المرحلة السياسية الحالية في العراق، أنها قادرة على افتعال الأزمات تلو الأزمات، وكأن غالبية السياسيين مبدعون في إدخال البلاد بأزمات معقدة و مركبة، وكأن ذلك جزء من الأدوار المرسومة لهم. منذ أن انطلقت دعوات الإصلاح -البريئة وغير البريئة- ونحن نتابع فنون التسويف والمماطلة والوعود الخيالية، التي أكدت أن هؤلاء يتبادلون الأدوار بينهم لكسب الوقت، واغتيال فكرة الإصلاح. مطالب الإصلاح المتعالية في العراق منذ عدة أشهر، ضرورية، وإنقاذية لبلاد انغمست بأنواع الفساد المالي والإداري كافة. لكن الغريب أن غالبية دعاة الإصلاح نسوا -أو تناسوا- أنهم جزء من هذا الخراب، وكأنهم يريدون أن يلبسوا ثياباً جديدة يخدعون بها الجماهير الكادحة. وهذا في الواقع مشهد من مشاهد مسلسل الفساد المستشري في البلاد. سرطانات الفساد تنخر اليوم أجساد المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة العراقية. ولا أظن أن هذه الحقائق بحاجة إلى أدلة، لأن بعض السياسيين بدأوا يصرحون بمثل هذه الحقائق ضد بعضهم بعضا، ووسائل الإعلام مليئة بتلك التصريحات الكافية لإدانة هؤلاء الساسة. مسلسل الأحداث المتناقضة والاتهامات المتبادل

إرهاب واغتصاب وعراق جديد

صورة
كثيرة هي السمات المخيبة للآمال، والمدمرة لبنية المجتمع، والملاصقة للحالة العراقية الحالية؛ بحيث لا يمكن أن تنفك عنها في عموم البلاد، وخصوصاً في المدن الثائرة، إرهاب حكومي، واعتقالات عشوائية للرجال والنساء على حد سواء! ومنذ أن بدأت معارك الأنبار، قبل أكثر من (58) يوما؛ برزت بعض المواقف الدولية الرسمية وغير الرسمية، الإقليمية والدولية؛ المتغيرة باتجاه كشف زيف الادعاءات المالكية، وفضح العديد من الملفات المغيبة، ومنها ملفات السجينات، وتسييس القضاء، والتهم الكيدية، والمخبر السري وغيرها من الملفات التي بقيت في خانة (الشك)؛ بسبب المجاملات، أو تجاهل العالم لحقيقة المأساة العراقية. وعلى هذا الأساس برز موقف البرلمان الاوروبي المساند لحقوق المعتصمين، والمؤكد لافتعال حكومة المنطقة الخضراء للأزمات، وحذر الاتحاد في أكثر من بيان له منذ بداية العام الحالي من أن(رئيس الوزراء نوري المالكي يدفع بالبلاد سريعاً نحو الفوضى الطائفية والحرب الأهلية)، متهماً المالكي(بالإذعان لسياسات إيران؛ من أجل الحصول على دعمها لولاية ثالثة في الحكم). واليوم برزت مواقف أخرى مساندة للعراقيين وكاشفة لبعض المآسي الواقعة

المستنقع العراقي وورطة الاحتلال الأمريكي

صورة
الانزلاق الواضح والكبير لقوات الاحتلال الأمريكية  في هوة المستنقع العراقي أصبح واضحاً للجميع ولا يمكن تجاهله ؛ هذا الانزلاق قاد إلى عدة أمور ؛ منها التغيير الذي حصل لقيادة  قوات الاحتلال في العراق والذي له الكثير من الاعتبارات ، ومنها فشل سياسة كيسي في ترتيب الأوضاع في الواقع العراقي ، الذي أصبح شائكاً ؛ ولا يمكن لأي خطة أمنية دخيلة أن تعيد تريب الأوراق ، وكذلك محاولة انتشال ما تبقى من قوات الاحتلال لتخرج بأقل الخسائر وبوجه على الأقل مقبول أمام الشعب الأمريكي الذي لم يعد غافلاً عما يجري بأبنائه على يد المقاومة العراقية الباسلة . والغريب في الأمر إن الإدارة الأمريكية ورغم أنها حريصة على الهروب من حقيقة ما يجري في العراق فإنها تحاول رسم صورة وردية للأوضاع هناك  ، الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية المحتلة  في العراق الذي  أدلى بشهادة مشتركة مع السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر ، أمام الكونغرس ، قال فيها "إن جزء كبيراً من الأهداف التي تمت من أجلها زيادة القوات الأمريكية، هو قيد التحقيق أو تحققت فعلا"، بينما قال كروكر  في شهادته انه "يمكن للولايات المتحدة

إذا لم يكن العراق محتلا، فماذا يكون إذاً؟!

صورة
شهدت قاعة مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في اربيل  شمال العراق خلال الفترة من 11 ولغاية 13 آذار الجاري، تصفيقا حارا لرئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ جاسم الخرافي بعد رده على ممثل الجامعة العربية في المؤتمر الأستاذ علي الجاروش ومطالبته بالاعتذار عن وصفه العراق بالبلد المحتل، خلال كلمته في المؤتمر . وشهدت جلسة المؤتمر سجالا حادا بين الجاروش من جهة وبين نائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية ورئيس وفد الشعبة البرلمانية رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي من جهة ثانية اللذين استنكرا إطلاق صفة المحتل على العراق. وبعد رد العطية على الجاروش، وما أن حاول رئيس المؤتمر الاستمرار في أعمال الجلسة عقب كلمة العطية حتى اعترض رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قائلا «أنا كمواطن عربي يحق لي أن أسال ممثل الجامعة العربية على ماذا استند بتسمية العراق بلدا محتلا». وتابع الخرافي متسائلا «هل هناك قرار من الجامعة العربية أو من أي جهة عربية مسؤولة أخرى أطلقت هذه التسمية رسميا على العراق وهل وصلنا إلى هذه المرحلة من التدخل بالشؤون الداخلية بحق بعض الدول دون قرار من قمة عربية» وشدد قائلا «مع كل تقديري أر

ماذا جنى العراقيون من حرب التحرير؟!

صورة
في مثل هذه الأيام وقبل خمسة أعوام دقت طبول الحرب واحتشدت جيوش الدنيا لتحرير العراق من الظلم والدكتاتورية وبعد معارك طاحنة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة ، تمكنت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من احتلال بغداد الحبيبة وأصبح العراق في ظل الاحتلال بين ليلة وضحاها. حجج الحرب كانت كثيرة فمرة نسمع أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد العالم وهذه الفرية أثبتت الأيام وعلى لسان رئيس لجنة التفتيش الدولية كذبها وان العراق خال من هذه الأسلحة. ومرة نسمع أن صدام حسين صار خطرا على العراقيين والعالم ويجب إيقاف هذا الخطر واجتثاثه، ونحن لا نريد أن نخوض في الموقف من الرئيس العراقي السابق صدام حسين لان هذه المسالة تختلف من شخص لآخر، بل أريد أن أسجل جملة من الحقائق الموجودة في المشهد العراقي في مرحلة ما بعد تحرير العراق وفي عهد ما يسمى العراق الفيدرالي التعددي. إن العراق ورغم كل ما يقال عنه من حقائق وأكاذيب في الزمن السابق إلا أن ما نراه اليوم ومنذ حرب التحرير لم نره في الزمن السابق؛ حيث إننا لم نر في فترة ما قبل التحرير والديمقراطية أي جثة في شوارع بغداد الأسيرة، وفي

المالكي والاحتفال بالمولد النبوي

صورة
طالعتنا شاشات التلفاز العراقية وغيرها بمشاركة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بالاحتفال الذي أقيم بمناسبة المولد النبوي في العاصمة بغداد في جامع أبي حنيفة النعمان.  ونحن لا نريد أن نتحدث في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، وإنما الذي يعنينا هو الأبعاد الحقيقية لمشاركة السيد المالكي في هذا الاحتفال، ولماذا الآن بالذات  في هذه المرحلة التي تموج بالعديد من التناقضات السياسية في البلاد ؟! وأظن أن السيد المالكي  يريد ،من جانب، أن  يظهر عدم طائفيته وميوله لمكونه الذي ينتمي إليه ، فهو الأمين العام  لحزب الدعوة الإسلامي  المعروف بولائه المطلق لإيران، والمتهمة من قبل العديد من القوى الوطنية المشاركة وغير المشاركة في اللعبة السياسية ،وعلى كافة المستويات ، بتدخلها الواضح والصريح في الشأن العراقي ،وعلى أعلى المستويات ، ومن جانب آخر يريد السيد المالكي  وفي نفس الوقت أن يثبت للعالم انه رئيس وزراء العراقيين جميعا وانه لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي . إن الاحتفال بالمولد النبوي يتطلب منا الاقتداء بصاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم لا أن نظهر الاقتداء الفارغ من كل اثر في سلوكياتنا الم

ماالذي جناه شيعة العراق بعد الاحتلال الأمريكي؟

صورة
إن فكرة المظلومية هي من الأفكار التي حاول ويحاول الكثير من الساسة ـ سواء قبل الاحتلال أم بعده ـ من الذين جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية أن يثقفوا لها ويبرزوها في عقول عموم الشيعة في العراق وهذه الفكرة مبنية على أسس طائفية مقيتة يراد منها أن تكون اللبنة الأولى لما يسمى النظام الفيدرالي في عراق التحرير والديمقراطية. بل إن أحد قادة الأحزاب الشيعية العراقية المعروفة بولائها المطلق لإيران نقل عنه تأكيده " إن هذه الفرصة لم تتح للشيعة منذ أكثر من ألف عام وعليه ينبغي استغلالها على الوجه الأكمل "ويقصد مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. ومن الواضح أن هذه الفكرة ـ المظلومية وغيرها ـ آتت ثمارها عند بعض ضعاف النفوس وليس عند عموم شيعة العراق، وهذا ما يشهد به الواقع العراقي اليوم، حيث أن هنالك الكثير من الشيعة الرافضين لهذه الممارسات التي نفذت بأجندات خارجية، سواء في داخل العراق أو خارجه. ومنذ احتلال العراق توالت المخططات الطائفية من أجل إظهار أن الفيدرالية وتقسيم البلاد هي الحل لكثير من المشاكل، وبداية المخطط كانت بالاعتقالات العشوائية التي طالت الأبرياء على يد ال

هل استقر العراق حقا؟!

صورة
من منا لا يفرح ولا يتمنى أن تستقر الأوضاع في البلاد وتعود الحياة الطبيعة لأبناء الشعب العراقي ،الذين عانوا ما عانوا من ضيم وظلم على مدى عقود من الدكتاتورية والاحتلال. وفي كل يوم نسمع عن دعاوى حكومية عراقية بتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، وهذا الأمر نحن نفرح به من اجل بلدنا ومن اجل أهلنا ومن اجل دول المنطقة، لان استقرار العراق هو استقرار لكل هؤلاء. ودعوات الحكومة العراقية ،عبر قنواتها الدبلوماسية، للدول العربية لإرسال سفرائها إلى العراق  مستمرة ، بدعوى أن الوضع الأمني في البلاد قد تحسن ، وان الأمور في البلاد أصبحت تحت السيطرة حتى أن القوات الأمنية العراقية استلمت الملف الأمني في عشر محافظات تقريبا من أصل 18 محافظة. لكن تلك الدعاوى لا تؤكدها التقارير التي تذكرها  مصادر عراقية أخرى ؛حيث أعلن مرصد الحقوق والحريات الدستورية في العراق أن أكثر من 25 ألف شخص قتلوا أو جرحوا أو اختطفوا أو اعتقلوا في العراق خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2008.  وقال المرصد، وهو من منظمات المجتمع المدني غير الحكومية، في تقريره الذي تناول فيه حصيلة أعمال العنف في العراق للفترة من الأو

إيران والعراق تربص وترقب

صورة
المعروف ـ بالمنطق السليم ـ أن الدول التي تملك مخططا ضد دول أخرى،تعمل بصمت وخفاء لتحقيق هذه الأهداف غير المشروعة أو غير المقبولة على المستوى الدولي والدبلوماسي ؛لأنها اعتداء على سيادة دولة أخرى ، إلا أن الساسة في إيران ومنذ عام 2003م يحاولون أن يبتعدوا ويتجاوزوا عن كل أصول السياسة الدولية، وعن كل البروتوكولات المعروفة في السياسة بين دول الجوار في تعاملهم مع الشأن العراقي. فإيران رغم وضوح تدخلها في الشأن العراقي ،إلا أن كبار الساسة فيها لا يخفون أطماع "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" في جارتهم العراق، وتصريحات الرئيس الإيراني احمدي نجاد في زيارته لتركيا بضرورة أن تملأ إيران الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي من العراق ، واضحة كل الوضوح ،حيث قال بالحرف الواحد إن "على إيران والدول المجاورة للعراق ملء الفراغ في حال خروج القوات الأميركية من هذا البلد"،وهذا التصريح اكبر دليل على تلك الأطماع التي أشرت إليها. هذا الكلام غير الدبلوماسي غريب ومرفوض من عدة جوانب ؛حيث إن الرئيس الإيراني لم يـُقم وزناً لأي مكون من مكونات الشعب العراقي الشيعية أو السنية أو ال

العيد قبل احتلال العراق وبعده

صورة
العيد "يوم الجائزة", يوم الصفاء ونبذ البغضاء والأحقاد، وفيه تتجدد الحياة, ويتجدد العهد لله الواحد الأحد على أن نكون عباداً مخلصين له سبحانه؛ ننفذ أوامره وننتهي عن نواهيه,  ونعمل من أجل عمارة الأرض بما يريده سبحانه؛ والعيد جعله الله تعالى أياماً للاحتفال بهذه الجائزة الربانية؛ وهي رضاه وقبوله سبحانه ـ إن شاء الله ـ لعمل العباد بعد شهر من الصيام والقيام وأنواع البر والطاعات المختلفة؛ ونحن في العراق نحتفل بالعيد ـ كغيرنا من بلاد العالم الإسلامي ـ بتقاليد وعادات محددة, وهنا سأتكلم عن العيد في العراق قبل الاحتلال وبعده. كان عام 2003 عام الفصل بين هاتين المرحلتين من الحياة في العراق, المرحلة الأولى هي مرحلة السيادة لدولة معترف بها في الأمم المتحدة,  وينعم أهلها بالأمان والطمأنينة رغم كل الظروف الصعبة التي كانت في البلاد بسبب الحصار المفروض على البلاد, والمرحلة الأخرى هي مرحلة الخراب والدمار والاحتلال بعد أن دنست قوات الاحتلال الأمريكية وحلفاؤها أرض العراق الحبيب.  العيد قبل الاحتلال طالما نحن في شهر رمضان المبارك، فإنني سأتكلم عن عيد "الفطر" في العراق وا

المالكي والدفاع عن المعايير والقيم

صورة
منذ فترة ونحن نسمع نغمة جديدة في خطاب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحاول من خلاله إظهار عدم انحيازه وموضوعيته في تعامله مع أبناء الشعب العراقي، وهذا الكلام الذي كنا نتمنى أن نسمعه ونرى تطبيقه من المالكي منذ أن استلم رئاسة الوزراء وليس الآن، وبعد خراب البصرة.  وبالأمس يوم 18/9/2008 م، أكد المالكي في لقاءه مع مجموعة من علماء الدين في جامع أم القرى ـ مقر هيئة علماء المسلمين سابقا قبل اختطافه واغتصابه من قبل رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي ـ على أن الساحة العراقية تحتاج جميع أطياف الشعب. وهنا أريد أن اعرض جملة من الحقائق أمام أنظار كل الشرفاء من أبناء الشعب العراقي حتى لا يغتروا ولا يضللوا بهذا الخطاب الذي ظاهره الوحدة وجمع الكلمة وحقيقته الطائفية والتفرقة بين بناء الشعب العراقي. الحقيقة الأولى: إن المالكي إذا كان حريصا على جمع أطياف الشعب العراقي عليه أن يفرغ ويبيض السجون المليئة بعشرات الآلاف من الأبرياء من الذين لا ذنب لهم ،إلا أنهم رفضوا الوقوف مع الاحتلال أو أنهم كانوا ضحية لوشاية من حاقد هنا وهناك. الحقيقة الثانية: التهجير الذي طال أكثر

متى تنتصر الأمة؟

صورة
حينما نطالع كتب التاريخ الإسلامي والفتوحات الإسلامية منذ أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والى قرون طويلة، نرى الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ، حينها نجد أنفسنا أمام حالة يمكن تسميتها بـــ (الانفصام الذاتي)؛ حيث إن الواقع المؤلم الذي تعيشه الأمة من ضعف وسلب للقرار وضياع لأجيال كاملة وغيرها من صور الضعف والهوان اليومية في المشهد العربي والإسلامي، كل هذه الصور المؤلمة تجعلنا نشعر أن هنالك مسافات شاسعة تمنع من الاتصال مع تلك الأجيال المباركة. فالفتوحات الإسلامية وصلت إلى الصين والى الأندلس والى أفريقيا والى غيرها من بقاع الأرض ؛بينما الأمة اليوم مهددة حصونها من الداخل ،فاغلب أبنائها غرباء عن دينهم ونبيهم وقرانهم ؛جيل جعل من أبطال أفلام الهوليود والمسلسلات المد بلجة قدوة لهم ،جيل إن قارناه بأسامة بن زيد وعلي بن طالب وغيرهما من أعلام شباب الصحابة في عهد النبوة،لا يمكن أن نجد منفذا للمقارنة بينهما ،فكيف يمكن أن تنتصر الأمة ؟ هل مشاكلنا مادية أم مشاكلنا في قدرتنا البشرية ، فنحن قرابة المليار ونصف مليار مسلم في العالم ، ونحن مَنَّ الله علينا بثروات جعلت الأمم