ست سنوات من الصبر والنصر



13 /04 /2009

المقاومة هي فكرة تعيش بين الشعوب المظلومة والمحتلة، وليست نزوة أو مهنة أو وظيفة، بل هي الحل الشافي لآفة الاحتلال، ولا نجد شعبا حيا إلا وقاوم الاحتلال ببسالة، ولم يبالي بقيمة الخسائر ولو كانت غالية وكبيرة.
 وفي مثل هذه الأيام من العام 2003 صرح الرئيس الأمريكي السابق، سيء الصيت، جورج دبليو بوش، من على متن إحدى حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج العربي، بأن المهمة قد انتهت، ويقصد أن احتلال العراق "تحريره" قد أنجز، وأظن أن الإدارة الأمريكية قد تعجلت وتهورت بإعلان" النصر في العراق" بعدما خدعت العالم، وضُللت من قبل رجال استخباراتها، وما يسمى بالمعارضة العراقية للنظام السابق، بان العراق يملك أسلحة محظورة، وهذه كذبة أثبتت الأيام ،وبشهادة الأعداء، زيفها وبطلانها.
وفي نفس الوقت فقد ضُللت القيادة الأمريكية، من حيث أن الشعب العراقي سيستقبل جموع جيوش ما سمي حينها بـ"التحالف" بالورود والزغاريد؛ وما هي إلا أيام حتى انطلقت المقاومة العراقية في عموم البلاد، ملقنة الأعداء والاحتلال دروسا في الشجاعة والتضحية في سبيل المبدأ والحرية وحب الوطن، ولا أظن أن هذه الدروس ستزول من ذاكرة قادة وجنود الاحتلال  بسهولة.

وبعد ست سنوات من الاحتلال ظن البعض أن المقاومة العراقية قد تراجعت أو ضعفت، والحق أنها في العام الأخير، ليست كالسابق من حيث عدد الهجمات التي تستهدف قوات العراق في عموم البلاد، بسبب كثرة المؤامرات التي حاولت إجتثاثها، لكنها ما زالت، بفضل الله وقوته، مستمرة وبقوة في أغلب المدن.
والمقاومة العراقية هي الرهان الذي لا ينكسر، وما زالت حتى الساعة اللاعب الأبرز على الساحة العراقية، وهذا ما أكده قائد الفيلق الثامن عشر في جيش الاحتلال الأمريكي الفريق ( لويد أوستين ) بتاريخ 30/3/2009، عندما إعترف بأن قواته في العراق تتعرض أسبوعياً لأكثر من 700 هجوم مسلح، في الوقت الذي تحاول فيه أجهزة الإعلام المأجورة والمرتبطة بالاحتلال البغيض تهميش دور المقاومة العراقية.

وأكد أوستين" انه منذ قدوم هذا الفيلق إلى العراق في شهر كانون الثاني عام 2008 ، كان الطريق إلى النجاح بالنسبة للفيلق طويلاً، إذ كان يجري في العراق ما يزيد عن 700 هجوما خلال الأسبوع الواحد) ، وهذه التصريحات كما يؤكد المحللون، وقادة المقاومة العراقية، لا تمثل سوى الإحصاءات الرسمية لمعدل الهجمات التي يشنها رجال المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكية ، كما تدحض الادعاءات الزائفة، وما يشاع عن توقف العمليات المسلحة التي تستهدف جيش الاحتلال في هذا البلد الجريح.

ان النصر لا يكون بالتمني، وإنما يكون بالتضحيات الجسام التي ترخص فيها الدماء والأرواح في سبيل الدين وتربة الوطن، وهذا ما حصل في العراق ، فان رجال المقاومة وقفوا في وجه اعتى واشد قوة على الأرض، جيش يظن نفسه الجيش الذي لا يهزم ، إلا أن المقاومة العراقية قلبت المعادلة، وجعلت جنود الاحتلال لا يجرؤن على إخراج رؤوسهم من مدرعاتهم ، تماما كالجرذان في جحورها.
ست سنوات مضت من عمر الاحتلال ، والصبر العراقي الطويل ، ست سنوات مضت وبشائر النصر الحاسم على الظالمين والغاصبين قد رُسمت في كل أرجاء البلاد، رسمت في وجوه أهالي الشهداء، وفي تفوق الأيتام في دراستهم ، الذين أصروا على النجاح رغم المصائب ، ورسمت في التلاحم الكبير بين أبناء شعبنا ونبذ الطائفية ؛ انه نصر بغداد القادم الذي سنحتفل به جميعا .
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى