اوباما والاعتذار للشعب العراقي



10 /06 /2009م

من الأمور المسلم بها أن خطاب الرئيس الأمريكي ـ الخطيب المفوه ـ باراك حسين اوباما، والذي انتظره العالم كثيراً كان خطابا شاملا ،تناول فيه جملة من القضايا الحيوية والمفصلية.
 وتضمن الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة ، سبعة محاور رئيسية هي " العنف والتطرف ، والسلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين والعرب ، والمسؤولية المشتركة حيال السلاح النووي ، والديمقراطية ، وحرية الأديان ، وحقوق المرأة ، والتطور والفرص الاقتصادية ".
وتناول الرئيس اوباما القضية العراقية في معرض حديثه في المحور الأول ، لانه لا يمكنه تجاهلها ، حيث التركة الثقيلة التي خلفها الرئيس بوش له .. مؤكدا بخصوصها على جزء مهم من الصورة الحالية في العراق ، ألا وهو مسألة الانسحاب الأمريكي في عام 2011، كما بين أن الدبلوماسية هي الطريق لحل كل المشاكل في العراق ، ولم يتطرق الرئيس اوباما إلى الجرائم التي إرتكبتها قواته في العراق حينما تحدث عن الديمقراطية والدعوة إلى إحترام حقوق الإنسان والإحترام المتبادل والتطرف والإرهاب.
وأكد اوباما أن قرار الحرب في العراق كان قراراً إختياريا حينما قال " وقع القرار بحرب العراق بصفة اختيارية ، مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج".
واعرب الرئيس اوباما عن إعتقاده بأن الشعب العراقي في نهاية المطاف هو " الطرف الكاسب في معادلة التخلص من صدام حسين الذي وصفه بـ(الطاغية ) ، وهنا نذكر الرئيس اوباما أننا لم نطلب من أمريكا المجيء لتخليصنا من نظام حكم الرئيس الراحل وانما الذي جاء بأمريكا هم العملاء والمتآمرين على العراق من الذين تربوا وتنعموا بفنادق لندن وباريس حيث تمدهم أمريكا وبريطانيا وبقية دول العالم بالملايين التي نهبت ومازالت تنهب من خزينة العراق المبتلى.
وهنا نسأل الرئيس اوباما بخوص الإرهاب ونقول له ماذا تسمي ـ يا سيادة الرئيس ـ مقتل أكثر من مليون ونصف عراقي منذ الغزو والاحتلال الغاشم وتهجير أكثر من سبعة ملايين في داخل العراق وخارجه وأكثر من مليون يتيم ومئات الآلاف من المعوقين اضافة الى مخلفات الحرب الهمجية نتيجة استخدام ليورانيوم المنضب الذي تسبب بإصابة آلاف العراقيين بانواع الامراض السرطانية الفتاكة ؟؟ ، إن لم يكن هذا إرهاباً فما هو تعريفكم للإرهاب يا سيادة الرئيس ، حينما تتكلم عن ما تسميه بالإرهاب هنا وهناك وتقول " إن أعمالهم غير متطابقة على الإطلاق مع كل من حقوق البشر وتقدم الأمم والإسلام "؟!!
وهل هذا هو " المكسب " الذي جناه العراقيون من حرب " التحرير " الأمريكية التي مازالت حتى الساعة مهتمة بالساسة فقط بينما يعيش العراقيون يومهم بأسوأ حال وأصعب الظروف؟؟!!!
الرئيس أوباما قال " لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو لمطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده " ، وهنا نبين للرئيس اوباما إنها ليست منّة من أمريكا ، و لا من غيرها بأن لا تقيم قواعدها في العراق ، بل هي المقاومة العراقية البطلة التي كسرت جبروتكم وأوقفت  مشاريعكم الخبيثة التي تهدف الى تقسيم هذا البلد الجريح على اسس طائفية وعرقية ، فلها بعد الله الفضل وليس لكم .
أما بخصوص ما تزعمون حول " مساعدة أمريكا للعراقيين على بناء مستقبل أفضل وان العراق للعراقيين "، فاذا تريد يا سيادة الرئيس مساعدة العراق على البناء ، فمن الذي دمر العراق ؟!! اليست قواتكم التي دمرت هذا البلد الذي تتحدثون اليوم عن إعماره ؟!!
اعتقد أن الرئيس اوباما لم يفلح في إستمالة عواطف أبناء الشعب العراقي على الرغم من محاولته ذلك بإستخدام آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة للنفوذ إلى قلوب مليار ونصف المليار مسلم في أرجاء المعمورة ؛ لأنه كان الأولى باوباما أن يقدم إعتذاراً للشعب العراقي وللأرامل وللأيتام وللمهجرين وللذين فقدوا مستقبلهم ودراستهم ووظائفهم بسبب استمرار الاحتلال الأمريكي الغيض .
نحن مع السلام ولكننا مع أن يعرف الطرف الآخر ـ حتى لو كان القوة العظمى في العالم ـ أننا أصحاب حق ، ولن نتنازل عن حقوقنا بخطبة رنانة لن تنطلي الا على الذين لا يعرفون واقع الحال ، ويجهلون الجرائم الجرائم الوحسية التي مازال قوات الاحتلال الأمريكية تقترفها ضد العراقيين الابرياء ، وسواء نفذ اوباما وعوده وسحب قواته ، أم لم يسحبها ، فإنه مطالب بالاعتذار إلى الشعب العراقي وتعويض العراقيين عن كل الخسائر والاضرار التي لحقت بهم ودمرت بلدهم بسبب الحرب العبثية اللامشروعة التي قادتها الادارة ألامريكية  ضد العراق ، وليته فعل؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!