رحلتي مع البصائر صحيفة الحقيقة الناصعة!




23 /08 /2008


الانفجار الاعلامي الذي رافق احتلال العراق الحبيب خلف المئات من الصحف والمواقع والقنوات الفضائية العراقية ، وما من حزب او منظمة او تيار او تجمع الا وكانت له جريدة تتحدث بلسانه وكان اللسان الاعم الناطق هو الداعم للعراق (الجديد) بعيدا عن حقيقة الاحتلال والمؤامرة التي حيكت ضد حرية واستقلال وكرامة العراق.
 وبعد ولادة هيئة علماء المسلمين في العراق انضممت اليها ، حيث عملت في المجال الاعلامي وكنت مراسلا لها في مدينتي الحبيبة وكانت تلك هي بداية المشوار الممتع المرهق مع الاعلام حيث كانت الصحيفة توزع حينما استلمتها من احد الاخوة  بمعدل (100) نسخة اسبوعيا فرايت ان الجريدة متميزة بطروحاتها الجريئة الناقدة للواقع المؤلم في البلاد على العكس من اغلب الصحف الاخرى التي كانت تبشر بديمقراطية وردية في البلاد، وانها كانت تعاني من مضايقات واضحة في (بورصة بيع الصحف) وحاولت ان اجد منافذ للتوزيع فقررت الاستعانة بسائقي السيارات في الكراج المركزي للمدينة لتوزيع الصحيفة في عموم المحافظة فكان تفاعلهم  مع الصحيفة تفاعلا كبيرا  بغض النظر عن طائفتهم أو عرقهم حيث كانوا يتلقفون الجريدة وهم يقولون هذه صحيفة الحقيقة التي لاتاخذها في الله لومة لائم ومن حقها علينا ان نخدمها بالتوزيع  ، وبعد 3 اشهر تقريبا وبجهود مشتركة وصلت اعداد الصحيفة الموزعة في المحافظة الى قرابة 2200 نسخة توزع اسبوعيا في عموم المحافظة .
وحدث ان خرجت من جامع ام القرى – مقر هيئة علماء المسلمين و جريدة البصائر- في يوم من الايام وكانت دبابة تابعة للاحتلال مرابطة عند السياج الخارجي للهيئة  فوتجهت بسيارتي  صوب شارع الخط السريع مقابل مقر الهيئة واذا بدبابة  ثانية كانت على الجانب الاخر من الشارع تقطع الطريق امام السيارة التي كنت بها و تستوقفني ووقفت في وسط الشارع وقطعته بعد التلويح لي بالوقوف ، فطلبوا مني الترجل وفتشوا السيارة تفتيشا دقيقا من الداخل وحينما فتحوا صندوق السيارة وجدوا المئات من صحيفة البصائر وكانت على الصفحة الاولى صورة لجندي امريكي يحترق  فاخذ الضابط  الصحيفة وذهب للدبابة ليجري اتصالا وبعدها سالني عن هذه الصور وهذه الاعداد الكبيرة من الصحيفة ، فقلت له اني مراسل صحيفة الهيئة وهذا مقر الهيئة بجانبنا فدعنا نذهب الى المقر حتى تتأكد من هذه الحقيقة ، فقال ما هذه الصور ولماذا تنشرونها فقلت له هي صور حقيقية للاوضاع في العراق ونحن صحيفة ننشر كل الاخبار التي تجري في بلادنا .
وبعد قرابة نصف ساعة عاد الضابط من جديد وسمح لي بالمرور فطلبت منه ان يحتفظ بنسخة من الصحيفة، وفعلا اخذ الرجل الصحيفة وانطلقت بعدها لمدينتي .
ان الصرخات المدوية التي كانت تتعالى عبر صفحات "البصائر" نشرت الرعب والخوف في نفوس كل الحاقدين على النهج الوطني الرافض لوجود الاحتلال في البلاد وحاولوا عشرات المرات اسكات واخماد هذه الاصوات الحرة الشريفة فمرة بمحاولات الاغتيال واخرى بالاعتقالات والاتهامات والافتراءات الباطلة .
اما ثمن الحرية الصحفية فقد دفع من دماء وحريات رجال البصائر.  وهنا وبمناسبة الذكرى الخامسة لصدور صحيفتنا الحبيبة "البصائر" احيي جميع الاخوة المرابطين في الصحيفة واقول لهم اكتبوا فوالله ان وقع كلماتكم كالصواريخ المدوية على الاعداء وسدد الله خطاكم .
واعلموا ان لكل شيء ثمن وثمن صمودكم وثباتكم هو النصر القريب في ربوع عراقنا الحبيب ولا أظنه بعيدا .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى