تساؤلات وسط الظلام!

ظلمات السجون صفحة من صفحات الموت البطيء التي تنحت الألم والحسرة في نُفوس المسجونين وذويهم، وبالذات حينما يُزجّون في تلك الدهاليز ظلماً وزوراً، وبلا مسوغ قانوني. صور الظلم في العراق بعد سنوات الاحتلال البغيض لا حصر لها، ولهذا فان الطبقة الفقيرة أو غير السياسيين حينما يعتقلون فإنهم في الغالب لن يروا النور إلا بعد سنوات عديدة أو ربما لا يرونها ويقادون لمحاكم صورية تنتهي بالإعدام. في الأسبوع الماضي أفرجت المحكمة العراقية الجنائية عن عضو مجلس محافظة بغداد ليث الدليمي بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه. وقصة الدليمي دخلت التاريخ؛ إذ شهدت قاعة المؤتمر الصحفي – (المنعقد يوم 27 أيار 2012)، والذي رتبته وزارة الداخلية للمتهمين، ومنهم الدليمي، وبحضور وسائل إعلام محلية وعربية- حادثة لم تتكرر حتى اليوم، حيث إن الدليمي- ومع بداية المؤتمر- قلب الطاولة على المسؤولين لأنه بدأ بالصراخ، داعياً “إلى حمايته من القتل على يد المحقق (العميد)”، وتصاعد صراخه داخل القاعة مؤكداً أن” الاعترافات أخذت منه بالقوة، وأنهم إن بقوا مع (العميد) فانه سيقتلهم”، وقد تم تصوير تلك الاعترافات وعرضت في عشرات القنو...