مَنْ سيعتذر من هؤلاء؟

 خمس سنوات مضت من حرب ضروس لم تتوقف نيرانها في مكان ما من بلاد الرافدين.

وما عاد الكلام عن التفجيرات والاغتيالات والقتل اليومي يستهوي حتى وكالات الإعلام، لان الجميع ألفَ هذا القتل والتفجير والاختطاف وبات مشهد الدم مشهداً يومياً في شوارع بغداد، التي كانت في يوم من الأيام أنيقة ونظيفة.

كل هذه الحقائق معروفة للجميع، ومعروف أيضاً أن الذي يدفع ثمن هذه المشاهد والمناظر المأساوية هم الأبرياء من العراقيين، وليس غيرهم.

فَمَنْ الذي سيعوض أماً فجعت بأولادها الأربعة، أو زوجة فقدت حبيبها أو طفلاً نشأ ولا يتذكر رسم والده الذي قتل في باب الدار أو حتى في غرفة نومه، ومَنْ ومَنْ ومَنْ ؟

صور مؤلمة حزينة تُرسم بالدمع والآهات والصرخات، دمع الأمهات والأحباب وآهات الفراق والدمار الذي حصل في كل مكان، وصرخات الأولاد حينما ينظرون إلى أمهاتهم وآبائهم وهم جثث هامدة مضرجة بالدماء، لا حياة فيها.

مَنْ يداوي جراح هؤلاء ومَنْ يعزيهم؟!

مَنْ سيعتذر لهؤلاء؟

هل سيعتذر لهم الرئيس الأميركي جورج بوش الذي صرح قبل خمس سنوات بان عهداً جديداً بدأ في العراق ملؤه الديمقراطية والحرية. ولقد صدق الرجل فكل ما وعد به تحقق في العراق؛ فاليوم هنالك قتل وتهجير وتجويع وإذلال وابتزاز وغيرها من صور البؤس والشقاء.

وأنا هنا لا أريد أن ارسم صورة مأساوية للعراق ، بل أريد أن انظر للمشهد العراقي من زاوية الأرامل والأيتام والثكالى والمهجرين. ولا ادري من لهؤلاء، حكومة المالكي القابعة في القصور الخضراء، أم الاحتلال الذي لا يعرف كيف يخرج من الوحل العراقي.

والحقيقة، أن الاحتلال والحكومات التي رتبها ويسيرها اليوم وفق سياسته التخريبية الطائفية يعرفون أن العراقيين صابرون محتسبون وفي نهاية المطاف سينتصرون، وحينها توضع الموازين القسط، وتتكشف عمالة هؤلاء الذين يدعون الحرص على العراق ووحدته، ولا أظن أن الأرامل والأيتام والثكالى والمهجرين سيرحمون هؤلاء، ولا أظن أن ما أقول بعيد.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى