العراقيون ومتطلبات المرحلة الحرجة الحالية


إن العراقيين اليوم أمام مفترق طرق؛ وعليه أظن أن علينا جميعاً العمل على تحقيق الآتي:
اليوم نحن في العراق أمام هجمة شرسة تقودها أمريكا، عبر تحالف جديد، ضد العراقيين بحجة استهداف تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو ما بات يعرف باسم تنظيم " داعش"؛ وبغض النظر عن موقفنا من هذا التنظيم أو ذاك، فإننا نريد أن نتعالى على الجراح، وننصف بلادنا، وننصرها في محنتها؛ لأن العراق، ليس لهذا التنظيم أو ذاك، بل هو لكل العراقيين، وهو أغلى ما نملك.
 - الاستعداد للحدث الهائل، الذي سيمر به العراق بكافة الإمكانيات المادية والبشرية والإعلامية، وأظن أن بوادر هذا الحدث قد بدأت قبل يومين عبر ضربات جوية أمريكية لا تفرق بين أحد على أرض العراق.
- العمل على فتح الحوار المبكر فيما بين الفصائل المقاومة، وإبداء المرونة بهذا الصدد؛ لأن الاتفاق بين جماعات تمتلك رؤى متباينة يتطلب إبداء تنازلات من جميع الأطراف، نزولاً عند ما يمليه الواقع ومعطياته، وتحقيقاً للمصلحة العامة.
- الانتباه إلى عظم المؤامرة التي تحاك ضد العراقيين، والحذر من الاقتتال بين الفصائل؛ وهذا احتمال وارد للغاية، إذا لم يكن للفصائل برنامج موحد. 
ولا ينبغي أن ننسى تجربة المجاهدين الأفغان، وهذا لو حدث ـ نسأل الله السلامة ـ  فإنَّ تداعياته ستكون جسيمة للغاية؛  وستفقد الأمة الثقة بأبنائها.
- الذي لا يُقبلُ ـ تحت أيةِ ذريعة ـ هو الاستعانة بالكافر المحتل لتحقيق مصالح آنية، وهذه الاستعانة - إن حصلت - فستكون احتلالاً جديداً لبلاد الرافدين.

- ضرورة العمل بشكل جماعي متناغم على تشكيل رؤية متفقة في تحديد معالم المستقبل للعراق، وأن يعلم كل فصيل أنه لوحده لن يكون قادراً على رسم هذا المستقبل، والانفراد بصياغته على أرض الواقع، فالوضع في بلدنا معقد للغاية، ويحتاج الخروج من مأزقه إلى جهود كبيرة، وهذا لن يتأتى إلا بتوحيد القوى، وتركيز العمل، ومن ظن أنه لوحده يستطيع أن ينجز هذا العمل فهو واهم للغاية!
- التحالف الدولي الجديد سيقتصر على الحملات الجوية لقصف مواقع تنظيمات الدولة الإسلامية؛ ولأن عناصر هذا التنظيم منتشرون بين المدنيين فقد نجد مجازر خطيرة ترتكب بحق السنة على غرار ما يحدث في سوريا الآن.
ـ بما أن هذا التحالف تقوده أمريكا وهي الدولة المتورطة في غزو العراق وفي الوقوف مع الحكومات لضرب السنة واضطهادهم طيلة أحد عشر سنة فلن يكون هناك تأييد كبير من السنة لهم، وهذا يعني إننا سنكون أمام خلاف سني - سني وربما حرب داخلية ندفع ثمنه دماً طاهراً جديداً من أبنائنا وأهلنا.

التحالف الدولي الجديد الذي يمثل في حقيقته احتلالاً جديداً لأرض العراق، ونحن لا نملك القدرة على مواجهته؛ لأنه ليس على الأرض؛ وإنما هم غربان للشر في السماء تنشر الخراب والموت والدمار في بلادنا، هذا الاحتلال ما جاء لبلادنا حباً بنا؛ وإنما هنالك مصالح إستراتيجية أمريكية وغربية على أرض العراق خاصة بهم وبسياساتهم الخارجية؛ وحينما رأوا أن هذه المصالح في خطر تحركت "ضمائرهم" بحجة مكافحة الإرهاب، وهذا استخفاف بعقول ودماء العراقيين خصوصاً، وأبناء المنطقة عموماً، وهم في كل الأحوال واهمون؛ لأنهم يظنون أن العراقيين من الممكن أن تنطلي عليهم هذه الأكاذيب السياسية، وهم لا يعرفون أن أبسط العراقيين ثقافة يفهم هذه السياسات المصلحية!
- ضرورة الدعوة لمظاهرات رافضة للتدخل الأجنبي في داخل العراق وخارجه، ولا يمكن أن تكون حجة مقاتلة هذا الطرف أو ذاك باباً لنحر العراقيين المدنيين العزل!

العراقيون اليوم يتساءلون أين الغرب وأمريكا من إرهاب المليشيات، التي مثلت بجثث الأبرياء وقتلتهم في الشارع العراقي، وأين كانوا من إرهاب الأجهزة الأمنية الحكومية في عموم العراق، التي نفذت جرائمها تحت مظلة القانون؟!
الحقيقة الوحيدة التي لا شك فيها أن الغرب وأمريكا لا يحبون العراقيين؛ لأنهم في كل عقد من الزمان يتآمرون على العراق مرة أو مرتين أو أكثر، وهم الذين أدخلوا البلاد في نفق الاحتلال وما جره علينا حتى الساعات من ويلات وأهات لا زلنا ندفع ثمنها حتى هذه اللحظة!
اتركوا العراق للعراقيين، وهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم على الرغم من صعوبتها، أم أن مصالح الغرب والأمريكان فوق حياة الشعوب وكرامتها؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

السفارة البريطانيّة ببغداد... ودبلوماسيّة (الأكلات العراقيّة)!

العيد وسياسات التغريب عن الأوطان!