العراق للإحصاء والمسح، وضعف التسجيل




وصلني من صديق عراقي وطني، أعرفه بانتمائه وغيرته وألمه على ما يجري في بلادنا، رابطاً لموقع يهتم بإحصاء أعداد العراقيين في الخارج، وبدوري حاولت أن انشر هذا الموقع إلى كل الأخيار من العراقيين الذين أعرفهم عبر الإيملات الشخصية، وبعد أربعة أيام من إرسالي رابط الموقع للمئات من الشخصيات، والهيئات، والجمعيات، ومواقع الإعلام العراقية، لاحظت أن التسجيل على الموقع قد تضاعف إلى أن بلغ أكثر من ألف شخصية، أو عائلة، وعلى العموم وصلتني بعض التخوفات من التسجيل في الموقع من شخصيات متفرقة، وأنا أشاطرهم الرأي في تخوفهم إذا كان في المعلومات المطلوبة للتسجيل بيانات دقيقة، أو تقود إلى معلومات أمنية، لكن المطلوب فقط هو الاسم الأول واللقب، والإيميل الشخصي، وعدد أفراد العائلة، والدولة التي يقيم فيها، ولا أعتقد أن هذه المعلومات هي معلومات تهدد الأمن الشخصي لأي أحد منا.

والموقع في الحقيقة هو موقع بعيد عن السياسة، بل هو موقع اجتماعي يهدف إلى إحصاء أعداد العراقيين في الخارج، والتواصل معهم بكل ما يهمهم عبر ايملاتهم الشخصية، ويقول الشباب القائمون على الموقع في تعريفهم لموقعهم" لم نترك الـوطن إلا قسرا، وخوفا على حياتنا وحـياة عوائلنا، وشكرا للحـكومات التي سمحت لنا بالبقاء، على أمل العودة الذي لا يبدو قريبا حتى الآن".
وجودنا في الخارج وعدم استطاعة البعض العودة إلى العراق الحبيب أدى إلى مصادرة بعض أموالنا، وبـيوتنا، وأراضـينا، وإختـلاط الأمور وضـياع الحقـوق، بعـض أولادنا في المهجر بلا مستقـبل، وخيراتنا في العراق تسلب وتنهب.
والحقيقة انه من الخطأ أن لا نتفق على عددنا كعراقيين، ليعلم عراقيو المهجر، والحكومات التابعة للاحتلال، وإدارة البيت الأبيض، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية كم هو عدد المهجرين، وكيف نطالب بحقوقهم، بدلاً من سرقتها لحساب الغرباء والأقرباء، وواجب علينا أن نعرف عددهم لتثبيت حقوقهم في عراقنا الحـبـيب اليوم قبل الغد، بدلا من ضياع حقوق أبنائهم في المستقبل.
هؤلاء الرجال هم مجموعة صغيرة من شباب المهجر الذين تنقلوا من بلد إلى آخر، وقرروا أن يهدوا لأبناء العراق في الداخل والخارج شيئاً ما قد يساهم في رفع جزء من الحيف على من اخرجوا من ديارهم بغير حق، وهي خطوة أولى لما قد يسهم في التخفيف عن أبناء العراق، والسماح للعالم بفهم ما معنى أن نقول بأنها الهجرة الكبرى!
أما الأهداف التي يطمح المركز لتحقيقها فهي أهداف بسيطة وكبيرة، منها غرس حب الوطن في قلوب العراقيين بعيداً عن السياسة والطائفية، وصلة الرحم والمؤاخاة والتواصل في الغربة، وبناء أنفسنا من جديد، وإعمار بيتنا الواحد، والاتفاق على أن يكون للإنسان وطن، والتفكير والعمل والبحث عن أفضل الأفكار للحفاظ على هويتنا كعراقيين من خلال إيجاد السبل المتاحة لتنفيذها في ما بيننا، بدلاً من الضياع في الغربة، ومعرفة العدد الحقيقي لعراقيي المهجر هو السبيل الأفضل للحفاظ على الهوية العراقية، وواجب على كل عراقي غيور، تذكير العراقيين في المهجر بهذا الواجب، والإلحاح على من لا يقدر أهمية الإحصاء بالمشاركة. 
وعند مراجعة موقع المركز نجد أن العراقيين توزعوا في أكثر من (41) دولة، وكان التسجيل ضعيفا، وعلى النحو الآتي:ـ ألبانيا(8)، استراليا(13)، اوستريا(9)، البحرين (36)، بلجيكيا (4)، البرازيل(4)، بلغاريا(6)، كندا(27)، جوكوسلفاكيا(6)، دنمارك(74)، مصر (82)، فلنده (9)، فرنسا (18)، ألمانيا (24)، الهند (8)، الأردن (120)، الكويت (3)، لبنان(8)، ماليزيا (6)، المغرب (17)، هولندة (18)، نيوزلندة (6)، النرويج (15)، عمان(6)، برتغال (8)، قطر(33)، رومانيا (9)، روسيا (6)، السعودية (9)، السويد(27)، سويسرا (3)، سوريا (72)، تونس (4)، تركيا (6)، الإمارات العربية المتحدة(150)، أوكرانيا (6)، بريطانيا (123)، أوروغواي (3)، أمريكا (99)، اليمن (15)، زمبابوي (3)، ومجموع الذين سجلوا في الإحصاء هو (1116)، حتى ساعة كتابة هذا المقال، وكما هو ملاحظ من الأرقام فإن أعداد المسجلين قليلة جدا.
هي دعوة لكل الأحبة في الخارج لتفعيل الجانب الإحصائي سواء في هذا الموقع، أو غيره، المهم المحصلة النهائية التي تقود إلى إحصاء حقيقة أعداد العراقيين المهجرين في الخارج، وإظهار الإهمال الحكومي لهم، وتركهم في مهب الريح بعدما استولوا على الغالي، والثمين في بلادنا، وبعد أن سلموا المركب بما حمل للاحتلال كجزء من الوفاء له على إيصالهم إلى سدة الحكم.
ومن الأهمية بمكان أن نذكر بضرورة وضع الروابط الخاصة بالمواقع الإحصائية ضمن قوائم المواقع المفضلة من قبل الأحبة في إدارات المواقع العراقية، والعربية المختلفة المناهضة للاحتلال ولعمليته السياسية، كجزء من الدعم المعنوي لهم.
لنعمل معاً لإظهار مأساة العراقيين المهجرين في بلاد تقودها حكومات لا تستطيع الاهتمام سوى بأفراد عوائلهم وخواصهم، وكان الله في عون العراقيين جميعاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى