المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

يوم الأم العراقية أم يوم الدم؟

صورة
ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضن الأم، عبارة تستحق أن نكتبها بماء الذهب، كتبها الشاعر الانكليزي (وليم شكسبير)، وهي تعكس حقيقة الحنان والصدق والطيبة الفطرية، غير المصطنعة، التي ينعم بها الإنسان من أمه، تلك الإنسانة التي تحترق من اجل أولادها، فمنهم من يبرها، ومنهم من يعقها. وهي على الرغم من عقوق بعض أولادها تبقى نبعاً للحنان والوفاء، وحبها هو الحب الصافي الصادق النبيل الذي لا تخالطه مصالح مادية سفلية دونية؛ لأنها مدرسة لصلة الأرحام، وهي كائن لا يعرف الحقد، بل هي بستان مليء بكل الثمار الطيبة، فهنا شجرة للرقة، وهناك نخلة للصبر، وهنالك ثمرة للحب، وهي بكلمة مختصرة الأرض التي تحملنا على ظهرها على الرغم من أذيتنا لها. المرأة ذلك المخلوق الشفاف الذي خلقه المولى سبحانه من ضلع أبينا آدم، لتكون الأم والأخت والزوجة والبنت، وبعض هؤلاء النسوة يمكن أن يكون حبهنّ مزوراً إلا الأم، فان حبها حب فطري، صاف لا تشوبه أي شائبة من أدران الدنيا. ومنذ القدم، كُتبت مئات القصائد والكلمات التي يحاول أصحابها إبراز سعة ذلك الكائن الرقيق: الأم، واعتقد انه مهما كتب الكتاب من كلمات لا يمكنهم أن يصفوا لحظة حن

" لـعـم" للـقـمـة الـعـربيـة فـي بــغـداد

صورة
عزيزي القارئ الكريم لا تظن أن في عنوان المقالة خطأ ما، بل إنني تعمدت أن انحت هذا العنوان من كلمتي "لا"، و"نعم"، بعيداً عن رأي أساتذتنا من النحويين، فنرجو منهم أن يعذروننا؛ لأن الضرورة دفعت لهذا النحت غير المقبول؛ ولأن حيرتي في التعبير عما يجول في خاطري بخصوص القمة القادمة في بغداد المدمرة أوصلتني إلى هذا العنوان، فأنا لا أريد لهذه القمة أن تنعقد في بغداد، المدينة المظلومة منذ عدة عقود، وفي ذات الوقت أتمنى أن يطلع القادة العرب على حقيقة ما يجري في العراق اليوم، ولهذا حاولت أن انحت عنوان المقالة، وأنا على يقين أن أساتذة اللغة العربية من الفراهيدي إلى سيبويه لو كانوا أحياء اليوم لاعترضوا اعتراضاً شديداً على هذا النحت غير مقبول، إلا أن بشاعة المشهد العراقي تجعل غير المعقول مقبولاً، ولو بدرجة بسيطة. بغداد خيمة العرب، وهذه الحقيقة يعرفها الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج، والقادة العرب حينما يذهبون إلى بغداد يعرفون- قبل غيرهم- أن العراقيين يمتازون بحبهم اللا محدود للأمة العربية وشعوبها، وكذلك فان الكرم العراقي منذ زمن أبينا إبراهيم عليه السلام حتى الآن هو مضرب الأ

رسالة للقادة العرب من مواطن عراقي

صورة
إلى/ أصحاب الجلالة والسيادة والسمو، الملوك والرؤساء والأمراء العرب المحترمين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إني مواطن عراقي مهجر في "زمن الديمقراطية التي ينعم بها العراق الجديد"، قبل أن أكون صحفيا محباً للعراق وللأمتين العربية والإسلامية. رسالتي لحضراتكم تتعلق بالقمة العربية القادمة المزمع عقدها في بغداد، عاصمة الرشيد، نهاية الشهر الحالي. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: تعرفون الظروف المأساوية التي يعاني منها الشعب العراقي، لا أقول منذ الحصار الأمريكي القاتل، عام 1991، ولكن لنتحدث عن العراق الجديد بعد عام 2003، فبعد أن احتلت الولايات المتحدة الأمريكية بلادنا المظلومة، وتسببت بمقتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء العزل، ووصل الأمر إلى القتل على أنغام الموسيقى الأمريكية الصاخبة، بل إن المعتقدات الإسلامية قد دنست، وجعل جنود الاحتلال القرآن الكريم- دستور الأمة الخالد- هدفاً للرماية في أكثر من معسكر من معسكراتهم في بغداد والمحافظات العراقية الأسيرة الأخرى، حينها دخل العراق في نفق مظلم، لا تُعرف نهايته، ومازلنا في هذه المتاهة حتى الساعة. ومنذ الأيام ال

قمة عراق التفجيرات

صورة
القمة القادمة المحتملة في بغداد نهاية الشهر الحالي، حيّرت الكثير من المتابعين للشأن العراقي والعربي، هل ستُعقد أم لا؟ وما هو مستوى التمثيل الدبلوماسي للوفود العربية المشاركة، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية المتردّية في بلاد الرافدين؟ وكلّنا نعرف أنّ الماء، أو عبور النهر هو الذي يثبت منْ الذي يجيد السباحة، ممن يدّعي القدرة على عبور المحيطات، وحكومة المنطقة الخضراء تصرّ على أنّ العراق مستعد لعقد القمة على كافة المستويات، بينما يشكك الكثيرون بهذا الاستعداد، حيث أنّ الأرضية الأمنية في العراق رخوة جداً، ولا يمكن الاعتكاز والوقوف عليها. وحتى نتحدث بموضوعية وحيادية، سأحاول نقل صورة لصباح واحد فقط عاشته المدن العراقية، حيث أنّه وقبل سبعة أيام من انعقاد القمة العربية، عاش العراق يوماً دامياً جديداً يضاف لآلاف الأيام المليئة بالدم والقتل والخراب في "العراق الديمقراطي الجديد"، حيث قتل يوم 20/3/2012 أكثر من (60) شخصاً، وأصيب أكثر من (250) آخرين بجروح، في حوالي (20) هجوماً استهدفت (13) موقعاً حكومياً ومدنياً في بغداد وكركوك وكربلاء والحلة وصلاح الدين. هذه التفجيرات جاءت بعد يومين من تأكي

سلامة القادة العرب في بغداد، من المسؤول عنها؟

صورة
التحضيرات الحكومية قائمة على قدم وساق؛ من أجل إتمام الرتوش النهائية للتحضيرات للقمة العربية القادمة في بغداد نهاية الشهر الحالي، وبغض النظر عن كل ما ستكسبه حكومة المنطقة الخضراء من انعقاد هذه القمة، يهمّني هنا أن أركّز على الجانب الأمني المتعلق بالملوك والرؤساء والأمراء العرب، وكلامي هذا من باب الحفاظ على سلامة القادة العرب؛ لأن أحلام حكومة المالكي تجعلها تزيّف حقيقة الحالة الأمنية المتدهورة في البلاد من أجل الحصول على مكاسب حزبية وطائفية من وراء انعقاد القمة في بغداد المدمَّرة. الوضع الأمني في العراق هشّ ولا يمكن أن يعقل انقلاب الأوضاع في البلاد بين ليلة وضحاها إلى صورة آمنة وردية؛ ذلك لأن البلاد قبل أيام ضربتها عشرات التفجيرات المنظَّمة، وهذا يعني أنّ الملف الأمني ليس بيد الحكومة، التي فشلت حتى اليوم في بناء أجهزة أمنية وطنية تنتمي للعراق. وهنا سأذكر بعض التهديدات الأمنية المحتملة التي ذكرها أقطاب من رجال العملية السياسية الجارية في العراق اليوم، ففي يوم 2/3/2012، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك الحكومة إلى التعامل بجدية مع تقارير صحفية أشارت إلى مخططات تسته

حقوق الانسان أم الدجاج؟

صورة
ما من شك أنّ الدول الإنسانية المتحضرة هي التي تحترم كل ما هو موجود على سطح الكرة الأرضية من إنسان وحيوان ونبات وجماد ومياه، وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان؛ لأن كل ما هو موجود على سطح الأرض وفي داخلها هو عبارة عن سلسلة من الكيانات المتبادلة الأدوار والواجبات، وعليه فإنّ وجود بعض هذه الكائنات يخدم الكل، وعلى سبيل المثال الإنسان بحاجة إلى بعض الحيوانات في الطعام والركوب، وحتى في اللباس والسكن، والمياه ضرورية جداً لحياة الإنسان والحيوان والنبات، وهكذا بقية الأجزاء كل له دور معين بحسب ما قدّر له في هذا الكون. وفي شتى أرجاء المعمورة هنالك عجائب وغرائب، منها ما يمكن تفهمها وقبولها، ومنها ما لا يمكن استيعابها، وهل هي حقائق أم هي جزء من مفهوم خالِف تُعرَف، أو ربما هي من باب الاستهزاء والتهكم بالآخرين؟! وآخر هذه الغرائب ما ذكره بيان المفوضية الأوروبية يوم 26/1/2012، الذي أكد أنّ (13) دولة تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي؛ وذلك بإرغام الدجاج البياض على البقاء في أقفاص ضيقة، وأنّه يتعيّن تزويد هذه الأقفاص «بعش وقش ومكان لرقود الدجاج، وآلات لتقصير المخالب مما يسمح للدجاج بإشباع احتياجات

الوحش الخيالي في العراق الجديد

صورة
حينما كتب الفيلسوف الانكليزي (توماس هوبز) كتابه الوحش الخيالي، عام (1651)، أراد أن يصور الدولة بهذه اللفظة الغريبة بوصفها وحشاً. والدولة عموماً، في نظر هوبز، هي من ابتداع الإنسان واختراعه، ومع ذلك فقد تعدت قوة مصورها، وأن فن الإنسان يستطيع أن يصنع حيواناً صناعياً. الكائن الخيالي الهائل (leviathan»»، وهو لفظ ورد في التوراة على انه من القوة بحيث لا تدانيه قوة ما على وجه الأرض، وهو الذي سماه هوبز «الدولة»، «commonwealth»، الذي هو ( أي الكائن الخيالي، أو الدولة)، من إبداع الفن الإنساني لا يعدوا أن يكون إنساناً صناعياً، وإن كان أعظم حجماً، وأشد بأساً من الإنسان الطبيعي، وابتدعه ليحميه ويؤمنه. إن السيادة في هذا الإنسان الصناعي هي بمثابة الروح الصناعية، فهي التي تمنح الحياة والحركة لجسده كله، والثواب والعقاب أعصابه، وثروات الأفراد قوته، وسلام الشعب وظيفته، والإنصاف والقوانين هي بمثابة العقل والإرادة، والاتحاد والوئام صحته، والفتنة مرضه. هذا الفيلسوف الانكليزي عاش في زمن مضطرب الأحوال، مشابه إلى حد معين الأوضاع الجارية في عراق ما بعد عام 2003، وسأحاول هنا تطبيق

البرلمان العراقي وإهداره للمال العام

صورة
المادة (50) من الدستور الحالي للعراق تذكر أن عضو مجلس النواب يؤدي اليمين الدستورية أمام المجلس، قبل أن يباشر عمله، بالصيغة الآتية: (اُقسم بالله العلي العظيم، أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية، بتفانٍ وإخلاص، وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه، وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة، واستقلال القضاء، والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد). هذا القسم الذي ردده أعضاء البرلمان، وأقسموا فيه على رعاية مصالح الشعب العراقي، والسهر على سلامة ثرواته، لا يصدقه الأداء المخجل لبرلمان المنطقة الخضراء. فقبل أيام، وتحديداً يوم الخميس 23/2/2012، صوت البرلمان الحالي، وبأغلبية مطلقة على شراء (350) سيارة مصفحة للنواب البالغ عددهم (325)، بقيمة (60) مليار دينار، (نحو (50) مليون دولار)، «دون أي اعتراضات، أو مناقشات»، وجاءت عملية التصويت على القرار في ذات اليوم الذي أقرت فيه الموازنة السنوية للعام الحالي، والبالغة (100) مليار دولار. مصدر برلماني أكد للصحافة أن «لج