مشروع المقاومة العراقية وبرنامجها التنفيذي


تشرفت قبل أيام بدعوة من أخ فاضل بأن أتحاور مع نخبة طيبة من الأساتذة والمثقفين العراقيين بخصوص المشروع السياسي والبرنامج التنفيذي للمقاومة العراقية، وتحدثت حينها بصفتي عراقياً أولاً، ثم صحفياً متابعاً للشأن العراقي. في يوم 7/3/2012 أصدرت جبهة الجهاد والتغيير، ومؤسسة "رافدان" اللجنة السياسية وثيقة موجزةً تمثل المشروع السياسي، والبرنامج التنفيذي للمقاومة العراقية وكانت تحت عنوان: كيف نبني العراق؟
وقبل الولوج في المحاورة، أود أن نتعرف على طرفي المشروع، وهما جبهة الجهاد والتغيير و"رافدان".
حيث إن جبهة الجهاد والتغيير تمثل جبهة الجهاد والتغيير التي تأسست في تاريخ 9/6/2007.
والجبهة -كما يقول الدكتور ناصر الدين الحسني الناطق الرسمي باسم الجبهة- تتكون من عشرة فصائل معروفة على الساحة الجهادية العراقية، منها: كتائب ثورة العشرين، وجيش المسلمين في العراق، وكذلك جيش التابعين، الذي أنضم للجبهة في 20/1/2008، وجيش الجهاد، الذي انضم في 20/7/2008، ولمن أراد معرفة المزيد عن الجبهة يمكن الرجوع لموقع الجبهة على الرابط الأتي: jhadfront.com

فيما تمثل "رافدان" اللجنة السياسية الداعمة للمقاومة العراقية، وهي منظمة مدنية عراقية تضم نخبة من المتخصصين بالشؤون السياسية والاقتصادية من الوطنيين العراقيين.

وبالعودة إلى عنوان المشروع فإنه يتكون من ثلاثة عناصر:

1) المشروع السياسي.

2) والبرنامج التنفيذي.

3) والمقاومة العراقية.

حيث يقصد بالمشروع السياسي: البرنامج الذي تتبناه القوى الوطنية وتسعى لتطبيقه في البلد الذي سيتم تغيير الأوضاع السياسية الشاذة فيه، ومدى نجاحها أو إخفاقها في تطبيق هذا البرنامج، ومدى التزامها بالحريات السياسية وتداول السلطة.

ويقصد بالبرنامج التنفيذي: آلية تطبيق البرنامج على أرض الواقع عبر شحذ قدرة الأفراد للإبداع والعطاء في ظل المشروع المرسوم، والخطط المعدة سلفاً للنهوض بالبلاد.

والمقصود بالمقاومة العراقية: كافة فصائل المقاومة الوطنية العراقية جماعات وأفراداً من الذين وقفوا ضد المحتل، ولم تتلوث أيديهم بدماء المدنيين، ولم يصطفوا مع المحتل، والحكومات العميلة التابعة له، وكذلك يراد بالمقاومة الجهود العسكرية والمدنية والثقافية والإغاثية والاجتماعية الداعمة لهذا المشروع الوطني.

وللأمانة والتاريخ، لابد من القول أن هنالك برامج سبقت هذا البرنامج، ومنها مشروع هيئة علماء المسلمين في العراق من أجل إنقاذ العراق، والذي قدم للسيد الاخضر الابراهيمي بتاريخ 12/2/2004، والمشروع الثاني قدمته الهيئة للسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بتاريخ 12/8/2004، ومشروع القوى الوطنية في مؤتمري القاهرة للمصالحة العراقية في عامي (2005)، و(2006)، ويمكن مراجعة كتاب هيئة علماء المسلمين والمشروع الوطني الصادر عن القسم السياسي في الهيئة، والذي يمثل كافة مشاريع الإنقاذ التي طرحتها القوى الوطنية وكذلك لابد من ذكر برنامج التحرير والاستقلال، الذي صدرت عن قيادة حزب البعث ومقاومته، وصدر في تشرين الاول عام 2006، هذا بالإضافة الى مشاريع أخرى من فصائل في الساحة العراقية.

السؤال المهم والذي يثير فضول غالبية المتابعين للشأن العراقي هو:

لماذا أعلن عن هذا المشروع، في هذا التوقيت بالذات؟

ويمكن الإجابة عن هذا السؤال كما يلي:

أولاً: المتابع يلحظ أن هذا التاريخ قد اختير بدقة وعناية حيث أن يوم 7/3/2012، كان هو الذكرى الثانية لتشكيل الحكومة الناقصة في العراق، والذكرى الأولى للحراك الشعبي في البلاد.

ثانياً: أنه يأتي في المرحلة التي تلت الانسحاب الأمريكي الجزئي لقوات الاحتلال الأمريكية من العراق، والانسحاب؛ وبالإضافة إلى كونه نصراً للمقاومة العراقية والشعب العراقي، فإنه يمثل مرحلة جديدة من مراحل الصراع السياسي والعسكري في العراق.

ثالثاً: فشل العملية السياسية في إدارة شؤون البلاد، وهذا ما يؤكده الواقع الحالي، على الرغم من محاولة أمريكا ومن معها إظهار حكومة المنطقة الخضراء على أنها حكومة ديمقراطية وناجحة وكذلك الظروف المعقدة والحساسة والتي تحتاج إلى وعي تام بمجريات الأمور.

أهداف هذا الاعلان:

باعتقادي أن الهدف من هذا الإعلان يأتي في سياق العمل على:

1) توحيد الجهود الوطنية المناهضة للاحتلال ولعمليته السياسية.

2) تحفيز الطاقات الكامنة وبعث الأمل في نفوس أنصار المقاومة والمشروع الوطني وذلك عبر إعلان برنامج سياسي للمقاومة طالما شكك المعارضون للمقاومة بوجوده .

3) كثرة التساؤلات عن مشروع المقاومة؛ وهل للمقاومة مشروع وهذه الأسئلة كثيراً ما ترددت من قبل أصدقاء وأعداء المقاومة، علماً أن المقاومة منذ البداية كان مشروعها واضحاً إلا وهو تحرير العراق والمحافظة على وحدته وهويته ومقدراته.

هذا المشروع وكما تعرفون لم يصدر عن كافة فصائل المقاومة العراقية، لكنه في تقديرنا يمثل وجهة نظر كل الفصائل المقاومة الوطنية التي تحرص على المصلحة الوطنية العليا لا غيرها، وهو يستلهم أساسيات المشروع الوطني الذي توافقت عليه القوى الوطنية المناهضة للاحتلال إلا أن دراستنا القادمة له ستجعل الجميع مطمئنين بأن هذا المشروع سيلقى قبولاً من كافة فصائل المقاومة العراقية والقوى الوطنية لأن هذا المشروع هو مشروع وطني وإنساني شفاف وقابل للنقاش بين القوى الوطنية -بحسب ما ذكر مصدروه- أما الغاية من هذا المشروع فهي -كما ذكر أصحابه- كيفية بناء العراق بعد التحرير.

وهنا قد يتساءل بعض القراء ألم يتحرر العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية منه؟

الجواب: العراق لم يتحرر بشكل كامل كما تعرفون فإن العديد من المصادر الموثوقة أكدت بما لا يقبل الشك أن ما يقرب من ربع القوات الأمريكية مازالت في العراق بمهام ومسميات متعددة، وقد أكدت هذه الحقيقة مصادر أمريكية وعراقية كما أكدته بعض الأحداث التي تدل على أن الأمريكيين مازالوا موجودين عسكرياً ومنها حادثة الطائرة المروحية التي هبطت قرب نهر دجلة ببغداد يوم 26/1/2012، وكذلك الطائرات العسكرية الأمريكية التي قامت بدور الحماية للأجواء العراقية خلال مؤتمر القمة في الأسبوع الماضي، وبقاء قوات أمريكية في قواعد بلد والمطار والتاجي والناصرية بالإضافة إلى وجود أكثر من (15) ألف دبلوماسي وعسكري في السفارة الأمريكية في بغداد، وأكثر من (30) ألف مقاتل ضمن ما يسمى الشركات الأمنية، فالمشروع إذن؛ الغاية منه الإجابة عن السؤال المهم الذي يتطلع العراقيون جميعاً، للإجابة عليه وهو:

كيف نبني العراق بعد التحرير؟

على العموم فقد أظهرت دراستي للمشروع أنه:

1) المشروع مقدم لكل الشعب العراقي من دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو العرق أو الطائفة.

2) هذا المشروع قابل للتعديل والتطوير حيث جاء فيه: "إننا نعلم أن ما سنعرضه هنا سيرضي معظم أهلنا وسيخالفنا بعضهم، وهذا متوقع؛ فنحن نسعى لهدف عظيم ونقصد معنى نبيلاً وننشد بناءاً قوياً هو دولة الحرية والعدل والأمان، ومن هنا فإننا نتوقع أن يسدد خللنا ويوفق بنصح الناصحين وتنبيه المنتبهين وتصحيح العالمين".

وهنا سأذكر الخطوط العامة له حيث تضمن هذا المشروع عدة محاور وعلى النحو الآتي:

1) المحور السياسي: المشروع السياسي وبرنامجه التنفيذي.

2) المحور الدبلوماسي.

3) المحور العسكري.

4) المحور الأمني.

5) المحور الاقتصادي.

6) محور الطاقة والمعادن.

7) محور الزراعة والثروة الحيوانية.

8) محور التربية والتعليم.

9) المحور الاجتماعي .

10) محورا الشباب والرياضة.

11) المحور القانوني والقضائي.

12) المحور الصحي والبيئي.

13) المحور الإعلامي والثقافي.

14) محور الاتصالات.

15) الخاتمة.

والحقيقة إن دراسة هذه المحاور مجتمعة تحتاج إلى عدة ندوات، وعليه فإنني سأركز على المحاور السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية وسأمر سريعاً على بقيه المحاور.

وقبل الخوض في تفاصيل المشروع، أرى انه من الأهمية ذكر أهم أهداف المشروع بحسب ما ذكرت الجهات التي أصدرته وهي:

1) إنجاز مشروع تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي إنجازاً حقيقياً وحاسماً وكاملاً، وإعادة السيادة الكاملة للعراق، وإلغاء العملية السياسية، وما تمخض عنها من حكومات وسياسات، وما أفرزته من دستور وتشريعات وقوانين واتفاقيات ومعاهدات ظالمة ومجحفة.

2) تأصيل مفهوم وحدة العراق أرضاً وشعباً وأطيافاً ومكونات، والعمل على ترسيخه نظرياً وعملياً، والتأكيد على كونه ضمانة مستقبل العراق الذي ننشده جميعاً، وسبيلاً لحفظ ثقافته وتاريخه وإرثه الحضاري على مدى العصور.

3) حماية أرض العراق واستقلاله وحفظ هويته العربية الإسلامية المراعية لكل تنوعاته الدينية والمذهبية والعرقية والإثنية، فالعراق اسم جامع لكل أبنائه على مختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وأعراقهم، ويتساوى جميعهم في واجبات وحقوق المواطنة، وينبغي الحرص على النموذج التاريخي الفريد له في التعايش والانسجام المجتمعي.

4) حل المشاكل المزمنة في العراق دون المساس بوحدة العراق وسيادته بواسطة الحوار البناء بين أبنائه، ومثال ذلك "القضية الكردية" التي يمكن حلها وفق اعتماد صيغة مرحلية مناسبة في معالجتها يتفق عليها مع الممثلين الشرعيين للشعب الكردي بحيث تضمن تحقيق المطالب القومية المشروعة للإخوة الأكراد، وتضمن نهاية موفقة لهذه المشكلة على نحو جذري بعد الجلاء الحقيقي للاحتلال من العراق وعودة السيادة الكاملة للبلاد، وكذلك هو الحال في القضايا الأخرى التي تخص المكونات والأطياف العراقية الأخرى.

5) تحقيق الفرص المناسبة لبناء الدولة العراقية الحديثة الحرة، التي تعمل على تحقيق الحرية والعدالة والأمن والسلام والرفاه للشعب العراقي. بعد معاناة طويلة من الظلم والحرمان، وفسح المجال للشعب لاختيار حكومته وشكلها بإرادة حرة؛ فهو مصدر السلطة والمسؤول عن تحديد خياراته بشأنها.

6) منع التدخلات الخارجية المضرة بالعراق وأهله: الدولي منها والإقليمي، والعمل على إيجاد حالة من التوازن بين مصالح العراق والعراقيين ومصالح دول الجوار والمنطقة، في إطار مقتضيات الأوضاع القانونية الدولية والأعراف المعتد بها في إطار مقتضيات الأوضاع القانونية الدولية والأعراف المعتد بها في هذا الصدد.

الخطوط العامة للبرنامج التنفيذي: المحوران السياسي والدبلوماسي

أولا : المحور السياسي:

1) تشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد وملء الفراغ السياسي والعمل على التهيئة للمرحلة اللاحقة المتضمنة لانتخابات عامة، وتخوليها بالصلاحيات التشريعية والتنفيذية اللازمة لأداء عملها. على أن يتم ذلك وفقاً لإرادة عراقية حرة، وتبعاً لآليات وجهات إشراف يتفق عليها في حينه بين القوى العراقية الممثلة لمصالح الشعب وطموحاته.

2) السماح بتشكيل الأحزاب العراقية وفق ضوابط معتمدة تهدف إلى بناء الدولة وحماية العراق، لغرض التهيؤ لإجراء الانتخابات لاختيار المجالس التشريعية والتنفيذية.

3) تكليف المجلس التشريعي المنتخب "مجلس النواب" بكتابة دستور يغطي حقوق كل عراقي بعيداً عن الثغرات الطائفية والعرقية والتمييز.

4) الإعلان الفوري عن إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، ورجوع العاملين فيها ممن أجبروا على ترك وظائفهم لأي سبب كان.

5) دراسة المواثيق والاتفاقيات مع الدول الأخرى والشركات الدولية التي وقعت بعد الاحتلال وتعديلها إذا كانت مخالفة لمصالح العراق ووقعت بتوجيه من المحتل، أو خيانة من أعضاء حكوماته والإبقاء على الاتفاقات مع الأطراف التي تمت فيها مراعاة مصالح الجميع وكانت منصفة بمحتوياتها.

ثانياً: المحور الدبلوماسي:

1) إعادة بناء الأجهزة الدبلوماسية التي ستواجه العالم الخارجي للدفاع عن العراق وتنقية البعثات الدبلوماسية من العناصر الفاسدة وغير المؤهلة.

2) العمل على بذل الجهود الدبلوماسية اللازمة لاسترجاع أية أراضي اغتصبت أثناء الحروب السابقة أو نتيجة مخالفة القوانين العراقية والدولية والمطالبة بتعويض ما تحمله العراق من خسائر مادية ومعنوية.

3) السعي من خلال حملات علاقات عامة مكثفة لإصلاح الضرر المعنوي الذي أصاب صورة الدبلوماسية العراقية في الخارج أثناء الاحتلال.

4) تقديم الخدمات اللازمة للجاليات العراقية في الخارج وحل مشاكلها المزمنة.

العلاقة مع دول الجوار:

1) العمل على انجاز اتفاقية شاملة وكاملة ودائمة مع إيران تأخذ بنظر الاعتبار علاقات حسن الجوار والمصالح المتبادلة.

2) إنجاز اتفاقية دولية حول مياه الخليج الإقليمية وثرواتها من النفط والغاز.

3) استرجاع حقوق العراق النفطية في الحقول الحدودية مع إيران، وترسيم الحدود وفقاً لاتفاقية الجزائر وعدم الاعتراف بأي ترسيم للحدود بعد عام 2003 .

4) إعادة الأسرى والمخطوفين في إيران أحياء، أو شهداء إلى العراق منذ الحرب الأولى إلى يوم التحرير الكامل، وتسليم مجرمي الحرب الذين هربوا لإيران أو الهاربين الجدد لمحاكمتهم قانونياً في العراق.

5) إرجاع ممتلكات الدولة العراقية التي نهبت بعد الغزو الأمريكي كالمصانع والطائرات وقطع الغيار والأسلحة والآثار أو تعويضها مالياً.

6) إعادة الأموال النقدية والموارد العينية والآثار التي هربت إلى إيران أثناء الاحتلال.

7) الوصول إلى حل جذري مع تركيا وإيران بشأن قضية المياه وحل موضوع السدود المقامة على روافد نهري دجلة والفرات والروافد المقطوعة عن نهر دجلة وشط العرب، حلاً مرضياً يكفل عدم حرمان العراق من حصصه المائية فيهما.

8) استرجاع الأراضي العراقية وحقول النفط التي سلبت جوراً من العراق منذ 1961.

المحوران العسكري والأمني:

1) استقلالية القوات المسلحة وحياديتها والعمل على المحافظة على أمن العراق والعراقيين بحيادية دون تحيز لفئة أو طيف أو قوة سياسية أو السلطة.

2) ترسيخ العقيدة القتالية للجيش العراقي القائمة على حماية الوطن من أي اعتداء خارجي وليس قمع الشعب وإذلاله.

3) إعادة نظام التجنيد بأسلوب منطقي ونظامي.

4) تأهيل الجامعات والمعاهد والمدارس العسكرية وإعادة تنظيمها.

5) إعادة بناء المعسكرات والقواعد العسكرية وتطوير القائم منها وتحسين قدراته.

6) تجهيز الجيش العراقي بالأسلحة والتجهيزات والمعدات والإمكانات الفنية اللازمة لتمكينه من أداء واجبه في الدفاع عن الوطن والشعب.

7) إرسال البعثات العسكرية إلى الخارج لدراسة العلوم العسكرية لسدة الثغرة الناشئة عن سنوات الاحتلال وبهدف التطوير النوعي للمساعدة في بناء الجيش علمياً، ولاسيما في المجالات العسكرية الحديثة المتعلقة بالنظم وأساليب القتال وأنواع الأسلحة والتقنيات الحديثة.

8) توفير الرعاية اللازمة لها بكل أشكالها: المادية والمعنوية، ولا سيما ما يتعلق منها بالجوانب المعيشية والرعاية الاجتماعية .

المحور الاقتصادي:

1) وضع خطة تنموية حقيقية وشاملة على جميع الصعد وفي المجالات الاقتصادية بمختلف أنواعها التجارية والصناعية والخدمية والزراعية والثروة الحيوانية والخدمات، وفق توقيتات زمنية يراعى فيها عاملا الوقت والأولوية.

2) إعادة هيكلة وزارة التخطيط من أجل القيام بالخطة التنموية ورفدها بالكفاءات والنخب العلمية لتعزيز مهامها وتسريعها.

3) تأهيل البنية التحتية من شبكات الطرق والمياه والمجاري والطاقة الكهربائية والوقود، وإنشاء الجيد منها بأسرع مدة زمنية ممكنة لغرض الشروع في تنفيذ مشاريع التنمية.

4) العمل على القضاء على البطالة والسعي لتحويل العراق إلى بلد لا تتجاوز نسبة البطالة فيه النسبة العالمية المسموح بها وهي (5،4%) من القوة العاملة والسعي لتحقيق ذلك خلال العامين الأولين من التحرير.

5) إعادة ملكية المصانع الحكومية المصدرة أو المباعة صورياً بعد تاريخ الغزو الأمريكي.

6) تشجيع الصناعات الوطنية الإنتاجية المتنافسة والمتطورة لتخفيف الضغط على الجهد الحكومي وذلك بتوفير القروض للمصانع الثابتة ذات الجدوى، بإدارة الفنيين والعمال العراقيين، فضلاً عن الإعفاءات الضريبية لمدد محددة، وبذلك يتم تكوين طبقة صناعية وسطى يعتمد عليها في خلق حالتي المنافسة والتطوير .

7) رفع قيمة الدينار العراقي تدريجياً لتمكين الدولة من الاستيراد والحفاظ على قوة الوضع المالي للدولة.

8) إنشاء مناطق صناعية إنتاجية لكل محافظة وفقاً لحجمها وعدد سكانها تتوفر فيها الطرق والخدمات الرئيسية والمساحات المغطية لمعظم متطلبات الصناعة والحرف الخفيفة والمتوسطة، واستيعاب اكبر عدد من العاطلين فيها.
وغيرها من المقترحات التي تدعم القطاع الاقتصادي.
محورا الطاقة المعادن:

1) تخفيف الاعتماد تدريجياً على واردات النفط في ميزانية الدولة، والاعتماد أكثر على صناعة الإنتاج المحلي والتصدير، كما هو الحال في عدد كبير من الدول التي لا تملك النفط.

2) جعل العراق مصدراً لكافة المشتقات النفطية والمنتجات المستخرجة من النفط وليس مستورداً لها، وذلك بتشجيع القطاع الخاص على إنشاء مصانع إنتاج زيوت مكائن السيارات وفق المواصفات الدولية، بحكم توفر المادة الأولية، والمساعدة في تصديرها للدول المجاورة وأفريقيا وآسيا.

3) إعادة تأهيل الجهاز العراقي البشري (النفطي) للكشف والحفر والتصفية والتصدير وإنشاء كلية أو معهد خاص للطلاب الجدد في هذا القطاع.

المشروع لم يغفل القطاعات الحيوية المهمة في بناء البلدان ومنها الزراعة والثروة الحيوانية والتربية والتعليم والمجالات الاجتماعية وعمل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية والاغاثية والخدمية، وأيضاً اهتم المشروع بدور المرأة وحماية الأطفال ودور الشباب والقضاء على البطالة والاهتمام بالرياضة والتطور التكنولوجي والعناية بالمؤسسة القضائية، وإعادة النظر في الأحكام الصادرة بتهم سياسية وملفقة منذ الاحتلال وإطلاق سراح كافة المعتقلين منذ الغزو الأمريكي والتدقيق مع المتهمين بارتكاب أعمال إجرامية إن كانت صحيحة أو باطلة، ورعاية قضية المفقودين وتفعيل دور النقابات وتقديم الرعاية الصحية والاهتمام بالبيئة وحرية الصحافة والإعلام وكذلك الاهتمام بقطاع الاتصالات والمواصلات.

الصعوبات الحالية والمتوقعة، حسب رأيي هي:

هذا المشروع كما هو حال أي مشروع آخر يواجه عدة تحديات واقعية ومحتملة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1) بطش سلطة الاحتلال، وازدياد الاعتقالات العشوائية في عموم البلاد، وخصوصاً في ما تسمى المناطق الساخنة، وكذلك المطاردات والتضييق بمصادر الرزق وغيرها من السبل من قبل الجهات التي تنفر من العمل المقاوم.

2) ضعف الدعم المادي للمقاومة العراقية، وكما هو معروف فإن المال هو عصب العمل العسكري المسلح بعد الفكرة والرجال، ومن ذلك ملاحقة الذين يدعمون المقاومة مادياً ومعنوياً، فضلاً عم ملاحقة رجال المقاومة أنفسهم.

3) محاولات الحكومة المستمرة شراء ذمم بعض القوى الوطنية والشخصيات لأنها اليوم تملك المال الوفير.

4) الضغط على بعض الدول التي تستضيف رجال المقاومة العراقية ومؤيديها، من أجل تسليمهم بحجة أنهم من الإرهابيين.

5) السعي الحكومي الحثيث لتنفير الحاضنة الشعبية من المقاومة وذلك عبر القيام بعمليات إرهابية على يد عصابات الحكومة، من أجل إسقاط المقاومة بأعين الناس.

6) ازدياد تسلط الحكومة على رقاب الشعب بسبب امتلاكها المال والقوة، وبالتالي اضطرار نسبة غير محددة من القبول بالواقع خوفاً أو طمعاً.

7) محاولات الحكومة شق القوى المناهضة للاحتلال، عبر إدخال هذا الطرف أو ذاك ممن يسعون لمناصب أو أموال في العملية السياسية، مما يزيد الخناق على القوى المبدئية الثابتة على مبادئها.

أخيراً:

أختم الكلام بما ذكر في خاتمة المشروع من "أن شعبَ العراقِ لا صديقَ له ولن يهديَه، أحدٌ حريتًهُ لأن الحريةَ يمنحُها العراقيُ نفسَهُ مَنْ قاومَ، واستشهدَ، حملَ السلاحْ، والقلمْ. وسُجِن وتعذبَ وهتفَ وفضحَ وغنى للوطن وكتبَ شعراً وعزفَ لحناً .

الحريةُ كنزُ البشريةِ يسرقُها الغازي ويسترجعها أبناءُ الوطن.

دولٌ دُمِرتْ وشعوبٌ خَسرتْ ولكنها أعادت تحيى.

فهل العراقي أقل شأناً من الشعوب الأخرى؟

كلا!

كم من الغزاة مروا، وهدموا، ولكنهم جميعاً تحولوا إلى سطور في التاريخ، أما عراقُنا بقي يكتب التاريخ.

من لا يؤمنُ بالتحرير والبناء، يدفنُ بعاره.

ومن لا يمد يده لأخيه ويخفقُ قلبَه للوطن والدار يموت جباناً،

ومن يغلي دمَهُ وينتقض ويقدم ما يستطيع، له العز والشرف والفخر إلى يوم القيامة

إليك يا عراق نهدي الحرية!!".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى