باعترافهم الفلوجة تضررت أكثر من هيروشيما 2




استكمالا لموضوع استخدام قوات الاحتلال الأمريكية لأسلحة محرمة دولياً في غزوها للعراق، وفي تصديها لرجال المقاومة العراقية الباسلة، نقول انه وبتاريخ 25/7/2010، اعترف وزير الحرب البريطاني ( ليام فوكس ) بأن قوات الاحتلال البريطانية الغازية استخدمت اليورانيوم المنضب في الغزو الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد العراق عام 2003. 


ونقل عن فوكس قوله في رسالة مكتوبة وجهها إلى مجلس العموم البريطاني " إن القوات البريطانية قد استخدمت ( 1.9 ) طن متري من ذخيرة اليورانيوم المنضب في الحرب على العراق عام 2003 ، وأن وزارة الحرب البريطانية زودت برنامج الأمم المتحدة البيئي بأسماء المواقع العراقية التي تمت مهاجمتها باستخدام الذخيرة المحتوية على اليورانيوم".

أما فيما يتعلق بالمخلفات السامة التي ستتركها القوات المحتلة أن صدقت في وعودها بالانسحاب من العراق فقد كشفت صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 15/6/2010 أنها اطّلعت مؤخرا على نسخة من وثيقة للبنتاغون تعود إلى العام الماضي تؤكد أن ما يقدر بخمسة آلاف طن من النفايات الخطيرة والسامة تنتجها قوات الاحتلال الأمريكية هناك ستترك بعد مغادرتها بدلاً من إعادتها إلى أمريكا حسبما تقتضي قوانين وزارة الحرب ( البنتاغون ).

ونقلت الصحيفة عن البريغادير جنرال كيندال كوكس) المكلف بالأمور الهندسية والبنى التحتية في العراق قوله إنه سيبدأ بعملية التخلص من (14) ألف و(500) طن من الزيت النفطي والتراب الملوث بالزيت التي تراكمت على مدى سبع سنوات، وأن العراقيين الذين اقتربوا من هذه المواد السامة عانوا ـ وما زالوا يعانون - من طفح جلدي، وتقرحات على الأيدي والأرجل، كما اشتكوا من تعرضهم لنوبات سعال وتقيؤ شديدة، فيما شوهدت جرذان نافقة في المناطق التي دفنت فيها تلك النفايات، وانه تم الكشف فيما بعد عن أن الشركات الخاصة لمعالجة المواد التابعة للقواعد العسكرية الأمريكية كانت تخلط المواد السامة الخطرة التي تريد التخلص منها مع النفايات العادية وتسلمها إلى العمال المحليين على أنها مواد عادية.

وقالت التايمز أنها اكتشفت رسالة الكترونية وجهت عام 2008 من شركة الايد كيميكال اوف موريستاون في ولاية نيوجرسي إلى مسؤولي البنتاغون تحذر من تأثيرات النفايات السامة، وأن الورقة التي كانت ملصقة على حاوية تحوي حامضاً كبريتياً، وهو سائل عالي السمية يستخدم في معالجة المياه، تضمنت تعليمات تدعو إلى الحصول على اهتمام صحي فوري في حال لمس المادة واستخدام قناع للغاز. 

وأضافت الصحيفة أنه مع تنفيذ الخطة الأمريكية بانسحاب غالبية الجنود الأمريكيين من العراق خلال العام الجاري، وإغلاق المئات من القواعد العسكرية الأمريكية، فإن مسألة التخلص من نفاياتها ستصبح موضع تساؤل، فقد تعاد إلى الولايات المتحدة من خلال ميناء أم قصر بمحافظة البصرة، أو إعادة معالجتها في منشآت بنيت خصيصاً لهذه الغاية داخل العراق، وأن غالبية مواقع دفن المواد السامة موجودة بالقرب من الطرق الرئيسية التي تربط العاصمة بغداد بمحافظتي نينوى والانبار؛ لان معظم القواعد العسكرية الأمريكية تمركزت هناك خلال السنوات السبع الماضية، حيث ترى هناك مخلفات الحياة العسكرية من زيوت الآليات الثقيلة واسطوانات الغاز المضغوط، وحاويات تحتوي سوائل غير معروفة. 

وفي هذا الإطار أكد جيش الاحتلال الأمريكي إنه تخلص من أكثر من (130) ألف طن من النفايات السامة التي تراكمت خلال سنوات الاحتلال المستمر ضد العراق منذ عام 2003 . 

ونسبت الأنباء إلى الميجر جنرال ( ستيفن لانزا ) المتحدث باسم قوات الاحتلال الأمريكية قوله في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا: أن (55) مليون دولار أنفقت على مركزين للتخلص من النفايات السامة التي تشمل نفطا قديما وتربة ملوثة ومواد التشحيم، دون تحديد الكمية التي ما زال يتعين التخلص منها قبل عملية الانسحاب الكامل من العراق والمقرر في نهاية عام 2011. 

وإزاء ما تقدم فان النفايات والمواد السامة الهائلة التي ستخلفها قوات الاحتلال الأمريكية عقب انسحابها المزعوم من هذا البلد الجريح ستؤدي إلى انتشار المزيد من الإمراض المختلفة وخاصة السرطانية منها التي تسببت بتشوهات خلقية ما زال يعاني منها العراقيون منذ الحرب التي قادتها الإدارة الأمريكية عام 1991 نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة الدولية.

هذه الحقائق ذكرتها من غير تحريف، ولا تنميق، وهي باعتراف قادة الاحتلال، والصحف الغربية، بينما يحاول رجال المنطقة الخضراء تكذيب هذه الأنباء لأنهم يعرفون - قبل غيرهم - أنهم من جاؤوا بالمحتل الحاقد؛ من أجل تخليصه كما يزعمون!!!

الجريمة الأمريكية في العراق والمتمثلة بقتل أكثر من مليون ونصف عراقي، ومثلهم من المعاقين، وأكثر من أربعة ملايين مهجر في عموم الكرة الأرضية، أقول هذه الجريمة لم تتوقف عند هذا الحد، بل استخدمت تلك القوات المحتلة الحاقدة اغلب الأسلحة المحرمة الدولية، لتوجد جيلاً كاملاً من المعاقين، والولادات المشوهة، والسرطانات المختلفة، وهذه الجريمة تتطلب وقفة دولية ضد الإرهاب الأمريكي ليعرف العالم حينها حجم الكارثة التي لحقت بالعراقيين باسم التحرير والديمقراطية، فلعنة الله على هذا التحرير وهذه الديمقراطية؟!!

أما ساسة المنطقة الخضراء فحسابهم عند الشعب العراقي الذي سيشعل الأرض تحت أقدامهم كما فجرها تحت أقادم المحتل الغاصب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى