باعترافهم الفلوجة تضررت أكثر من هيروشيما 1


الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات "التحرير" الإجرامية الدولية التي خربت، ونهبت العراق وقتلت العراقيين وأذاقتهم ذل الاحتلال ومرارة تبعاته المكشوفة للجميع، بعد أن عرف القاصي والداني الأحقاد المتغلغلة في نفوس قادة وجنود الاحتلال سواء من الأمريكيين، أو البريطانيين، أم غيرهم من الجنود الذين شاركوا القوات المحتلة الحاقدة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة باسم "قوات التحالف".

ومنذ الأيام الأولى للاحتلال وجدت تلك القوت الحاقدة نفسها أمام ثورة الشعب العراقي عبر المقاومة الباسلة التي وقفت بعز وشموخ أمام الأحقاد الأجنبية التي نشرت الرعب والقتل والدمار في بلاد النهرين، وحينما وجدت القوى الكبرى - وخصوصا أمريكا وبريطانيا - نفسها قاب قوسين، أو أدنى من الهزيمة في الفلوجة وعموم العراق، وعلى اثر هذا الرفض الكبير لوجودهم على ارض العراق العصية على الأعداء، وحتى لا يقال بان الجيش الأول في العالم انهزم في العراق استخدمت تلك القوات الأسلحة المحرمة دوليا.

والأسلحة المحرمة دوليا تشمل الأسلحة النووية، والكيميائية، والبيولوجية، وأنواعاً أخرى من الأسلحة التقليدية، ولعل السبب الرئيسي لتحريم هذه الأسلحة هو تجاوزها كونها مجرد سلاح حربي يستخدم ضد جيوش الأعداء إلى سلاح أعمى يقتل الجنود والمدنيين على حد السواء، وتنقسم إلى:
الأسلحة البيولوجية مثل (القوارض الحاملة للفيروسات، الجراثيم، الفيروسات).


الأسلحة الكيماوية وهى عبارة عن غازات مثل (غاز الأعصاب، غاز الدم، الغازات المقيئة، الغازات المهلوسة، فوق كل ذلك النابالم والفسفور الأبيض).

الأسلحة النووية وكما نعرفها جميعا فهي يا إما ذات طابع انفجاري، أو ذات طابع غير انفجاري وكلنا نعلم شكل فطر الغراب الذي نراه بعد انفجارها مثلما رأيناه في هيروشيما وناجازاكي( ولها ثلاث موجات قاتلة: الموجة الأولى هي موجة الضغط، والثانية هي موجة درجة الحرارة، والثالثة هي موجة الإشعاع) ومن يستطيع أن ينجو من الموجة الأولى لن يستطيع أن ينجو من الموجة الثانية، ومن يستطيع أن ينجو من الموجة الثانية، فبالتأكيد لن ينجو من الموجة الثالثة ،وكل ذلك على حسب اتجاه الرياح وسرعتها، وأيضا على حسب مكان موقعك من الانفجار حيث أن إصابتها وقدرة تدميرها حتمية.

وأغلب هذه الأسلحة تم استخدامها في العراق من قبل قوات الاحتلال على الرغم من محاولتها إخفاء هذه الجريمة بتصريحات كاذبة لقادته في بلادنا، وهذه الحقيقة أثبتتها السرطانات المختلفة التي إصابات الآلاف في عموم البلاد، وخصوصا في الوسط والجنوب والغرب، وهذا ما أكدته القوى المناهضة للاحتلال في أكثر من مناسبة بأن الاحتلال إستخدم هذه الأسلحة في الفلوجة والمطار، وغيرها من ميادين المواجهات بين رجال المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الغازية، وحتى لا يقال إننا نتحدث من غير دليل، فإن دراسة أمريكية أكدت بتاريخ 24/7/2010، ارتفاع الوفيات بين الأطفال العراقيين، وخاصة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار بسبب الإمراض السرطانية التي خلفتها الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها قوات الاحتلال الأمريكية ضد المدينة عام 2004.

الدكتور (كريس بوسبي) الأستاذ في جامعة الستر، وأحد واضعي الدراسة الاستقصائية في الفلوجة، والتي حملت عنوان "السرطان ووفيات الرضع في الفلوجة بين عامي 2005 و2009" قال " إنه من الصعب وضع أليد على السبب الدقيق للسرطان، والتشوهات الخلقية التي ما زال يتعرض لها عدد كبير من أطفال مدينة الفلوجة التي شهدت عام 2004 هجمات مسلحة شنتها قوات من مشاة البحرية الأمريكية ( المارينز )، وانه بالرغم من عدم استطاعته تحديد نوع الأسلحة التي استخدمتها قوات مشاة البحرية الأمريكية، ومدى الضرر الوراثي الذي خلفته تلك الأسلحة فان سكان الفلوجة ما زالوا يؤكدون تعرضهم لأسلحة اليورانيوم والقنابل الفسفورية خلال الهجوم الذي شهدته المدينة، وأن قوات الاحتلال الأمريكية المحتلة استخدمت سلاحا جديدا ضد المباني في الفلوجة تميز بقدرته على اختراق جدران المنازل وقتل سكانها، وكان أطباء مدينة الفلوجة قد أكدوا التشوهات الخلقية الخطيرة التي يعاني منها الأطفال، والتي تتراوح بين ولادات برأسين وعدم وجود الأطراف السفلية. 

الدراسة أشارت إلى انه تم رصد وفاة (80) رضيعا لكل (1000) ولادة في العراق مقارنة بـ(19) في مصر و(17) في الأردن، ونحو عشرة في الكويت، وأن نسبة أمراض السرطان التي يتعرض لها العراق اكبر من تلك التي تعرض لها الناجون في مدينة هيروشيما اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية. 

واكتشفت الباحثون المشاركون في الدراسة ازدياد نسبة سرطان الدم في العراق، وخاصة مدينة الفلوجة إلى (38) ضعفا، وسرطان الثدي لدى الإناث إلى عشرة أضعاف، إضافة إلى زيادات كبيرة في الليمفوما وأورام الدماغ لدى البالغين، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة سرطان الدم لدى الناجين من قنبلة هيروشيما إلى (17) ضعفا. 

وللحديث عن مصيبة السرطانات في العراق "الديمقراطي" بقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى