محطات عربية دموية



بالأمس حينما كنا نذكر جراحات الأمة، كانت الأنظار تتجه صوب فلسطين الحبيبة؛ لأنها كانت الجرح الوحيد والأكبر؛ الذي كان - وما زال – نازفاً؛ وكان هماً للجميع، وكانت كافة الشخصيات والأحزاب الوطنية والقومية تؤكد على ضرورة تحرير فلسطين من المغتصب الصهيوني الحاقد.
واليوم حينما نريد أن نذكر جراحات الأمة
لا نعرف من أي جرح عميق نبتدئ؛ وعن أي ملحمة نتحدث؟!
وهنا سنحاول ذكر بعض هذه الجراح في هذه المحطات:-
-         المحطة الفلسطينية:
 الكيان الصهيوني، ذلك الكيان المغتصب، الذي زرعته الامبريالية العالمية في قلب الوطن العربي، والمدعوم من قبل العديد من دول العالم الكبرى،  وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الكيان لا يتوقف عن تطوير قدراته العسكرية؛ لأن الباطل الذي يلف، زعماء وجنود وسكان هذا الكيان، ويقينهم أنهم مغتصبون، جعلهم يخافون حتى من الجنين الفلسطيني وهو في بطن أمه؛ وعليه فهم يجربون في كل يوم سلاحاً جديداً متطوراً ضد شعب محاصر أعزل، وبالنتيجة هم يجرمون ببشاعة نادرة كندرة الكبريت الأحمر.
الحرب الصهيونية على غزة اليوم، التي ظهرت بأبشع صورها في حي الشجاعية، والذي هو بحق حي الشجعان، هذه الحرب أظهرت للعالم أجمع حجم الحقد الصهيوني على العرب عموماً، والفلسطينيين خصوصاً، هذا الحقد خلف أكثر من (750) شهيداً، وأكثر من أربعة آلاف جريحاً؛ فضلاً عن تدمير مئات المنازل على رؤوس ساكنيها، وهذا إرهاب ما بعده إرهاب.
-         المحطة العراقية:
 بعد أن انهزم المحتل الأمريكي، وولى هارباً نهاية عام 2011؛ وجد العراقيون أنفسهم أمام حكومة اسمها عراقية وولائها للأجنبي، وهي حكومة حاقدة، وطائفية، وظهر حقدها في حربها على أهالي الفلوجة وتكريت؛ وهي منذ بداية العام الحالي تقصف بالدبابات والطائرات والمدافع والبراميل المتفجرة تلك المدن، وكأنما ما يحصل الآن في غزة، هو ذات المشاهد في الفلوجة وتكريت والموصل.
الخسائر في صفوف المدنيين العراقيين - بحسب بيان بعثة الأمم المتحدة، يوم 18/7/2014 - وصلت إلى (5576) قتيلاً مدنياً قتلوا منذ بداية هذا العام، فضلاً عن (11665) مواطناً على الأقل أصيبوا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
-         المحطة السورية:
 منذ أكثر من ثلاث سنوات وسفاح دمشق - الأسد على شعبه - يقتل ويهجر، وشبيحته تنحر النساء والأطفال في مجازر جماعية لم نعرف لها مثيل في أشد العصور ظلامية، واليوم صار قتل السوريين بلا حدود، حتى إنني لم أقف على إحصائيات دقيقة حول عدد الخسائر بين السوريين؛ نتيجة جنون قوات النظام الدكتاتوري القابع في دمشق، إلا إحصائية لموقع "قاعدة بيانات شهداء سوريا"، أكدت على أن" الخسائر البشرية وصلت إلى (110674) شهيداً في (40) شهر، بمعدل (2,766.9) شهيداً شهرياً"، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى وملايين المهجرين.
-         المحطة الليبية:
-          الليبيون منذ أن تخلصوا من نظام القذافي يتناحرون فيما بينهم في معارك غير واضحة الأهداف!
ولا ندري منْ يقاتل منْ، ولماذا؟!
وآخر هذه المعارك ما جرى خلال الأسبوع الماضي؛ حيث دارت معارك طاحنة في مدينتي طرابلس وبنغازي قتل فيها العشرات، وحرقت فيها العديد من الطائرات المدنية الجاثمة في مطار بنغازي الدولي، والخاسر الأكبر هو ليبيا والمواطن الليبي.
-         المحطة اليمنية:
اليمن السعيد لم يعد سعيداً؛ بل صار مسرحاً لتنفيذ أجندات أجنبية طائفية تهدف لتمزيق وحدة البلاد، وهذه الأجندات جعلت من المواطن اليماني وقوداً لهذه المعارك، التي يذهب ضحيتها العشرات في كل يوم وساعة.
هذه بعض المحطات الدموية البارزة على الساحة العربية، وإلا فإن الجرح العربي ما زال نازفاً في العديد من دول العالم العربي، ومنها مصر والسودان.

الدم العربي المسفوح في أقطارنا، تارة يسفك بيد المحتل الحاقد، وأخرى بيد أُناس من أبناء جلدتنا، هذا الدم يمكننا أن نوقف نزيفه بالتكاتف ونشر الحب والإخاء بيننا، ونصرة المظلوم، وهذا ما تخلينا عنه في هذا الزمان العجيب!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى