أسرار صفقة طائرات السوخوي للعراق



يؤكد المختصون في الأسلحة الجوية أن طائرات السوخوي 25 الروسية، هي طائرة قاصفة، خفيفة للإسناد القريب، ولمعالجة الأهداف المتحركة والثابتة، وتتمتع بكونها معدة خصيصاً للهجوم الأرضي، ودعم القوات البرية.
والسوخوي من الطائرات، التي استخدمت في أسراب القوة الجوية العراقية في مرحلة ما قبل الاحتلال، وفي الحرب العراقية– الإيرانية، (1980 – 1988).
وفي حرب الخليج الثانية (1991) تم الاتفاق مع الإيرانيين لإيداعها (أمانة) لديهم؛ لتجنب تدميرها، إلا أن الإيرانيين استحوذوا على عشرات الطائرات، ولم يعيدوها، بل تم استخدامها في القوة الجوية الإيرانية، بحجة أنها تعويضات عن خسائرها في حرب الثماني سنوات مع العراق.
وبعد الاحتلال تعاقدت حكومة المالكي عام 2012 على شراء (24) طائرة روسية من نوع سوخوي (25) في خطوة لتعزيز السلاح الجوي.
وقد حاولت حكومة المالكي التعجيل باستلام الطائرات؛ بعد انهيار قواتها في الفلوجة والموصل، وأخيراً في تكريت بمحافظة صلاح الدين.
وفي الأول من تموز الحالي أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري، عن (وصول خمس طائرات سوخوي (25) روسية لبغداد، وهي جزء من الصفقة التي تعاقد عليها مع الجانب الروسي).
وبعد وصول الوجبة الثانية من الطائرات أثيرت حولها زوبعة كبيرة، وهي:
هل هذه الطائرات، هي ذات الطائرات العراقية التي اغتصبتها إيران، أم هي طائرات جديدة من روسيا؟
في يوم 3/7/2014 نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن (مجموعة خبراء) قولها: (إن ثلاث طائرات حربية من طراز سوخوي التقطت لها صور أثناء هبوطها في العراق، وصلت -على الأرجح - من إيران، وليس من روسيا، كما أعلن سابقاً).
ونقلت الوكالة عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، تأكيده أن (الطائرات الثلاث الظاهرة في الصورة جاءت من إيران، الدولة التي وعدت -مثل روسيا- بمساعدة العراق في مقاتلة المسلحين، وأن الرقمين المطليين على هيكل الطائرات الثلاث يتطابقان مع آخر رقمين من سلسلة الأرقام الظاهرة على الطائرات الإيرانية، وأسباب التمويه هي نفسها، وقد أعيد طلاء الرقمين حيث كانت توجد الإشارات الإيرانية، وأن هذه الطائرات وصلت محلقة، بينما وصلت الطائرات الخمس الأولى التي سلمتها روسيا على شكل قطع على متن طائرة شحن).
وفي يوم 5/7/2014، قالت صحيفة (الصباح الجديد) العراقية إنها علمت من (مصادر موثوقة) أن (العراق تسلم أمس ثلاث طائرات سوخوي الروسية من الجانب الإيراني، وهذه الطائرات ضمن مجموعة من المقاتلات متواجدة في طهران منذ عام 1991).
السؤال المهم هنا -بعد أن تبين أن هذه الطائرات هي ذات الطائرات العراقية التي اغتصبتها إيران بعد حرب الخليج الثانية– هو:
منْ الذي كان يقود طائرات السوخوي بعد وصولها للعراق؟
الحقائق الموجودة على الأرض تؤكد أن الطيارين هم إيرانيون؛ وذلك لأن هذه الطائرات لم يتدرب عليها العراقيون، منذ عام 1991 حتى اليوم، ومن بقي من طياري السوخوي العراقيين، هم اليوم إما كباراً في السن، أو خارج البلاد، والإيرانيون تدربوا على هذه الطائرات، وهم لا يخفون دعمهم حكومة المالكي.
ومن أبرز الأدلة على أن الطيارين هم إيرانيون هو مقتل الطيار الإيراني (شجاعت علمداري مورجاني) في العراق قبل أسبوع تقريباً، وجاء إعلان خبر مقتل (علمداري) بعد إعلان ثوار العشائر في تكريت إسقاطهم لطائرة سوخوي، وأخبار مقتل الإيرانيين في العراق تؤكدها باستمرار وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية، التي تعلن بين فترة وأخرى، عن مقتل عسكريين إيرانيين خلال مشاركتهم في المعارك على أرض الرافدين!
هذه الصفقة، التي اكتشفت على أنها ليست من روسيا، وإنما من إيران -ولم تتمكن حكومة المالكي من إخفائها- ربما سبقتها العديد من الصفقات في مجالات أخرى، ويكون المُورد فيها إيران وليس غيرها، وهذا ما يفسر استقتال حكومة طهران على استمرار المالكي في حكم المنطقة الخضراء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى