هؤلاء هم ممولوا الإرهاب في العراق



الإرهاب كلمة ملغومة دمرت دولاً، وأضاعت مستقبل آلاف الشباب في العالم، وهو حجة للأشرار يتمسكون بها؛ لتحقيق أهدافهم، وتوجيه ضرباتهم العنصرية والطائفية لأطراف أخرى داخلية وخارجية؛ والحجة في كل هذه المخططات هي مكافحة الإرهاب، ونشر الأمن. والأدهى والأمر أن أبواق مكافحة الإرهاب ينعتون معارضيهم بالإرهاب، وهذا بالضبط ما يحدث في العراق؛ حيث تدعي حكومة نوري المالكي أنها تعمل لمكافحة الإرهاب، ومن أجل ذلك فإنها دعت لمؤتمر دولي لمكافحته، وعقد في بغداد يومي 12-13/3/2014.
حكومة المالكي وجهت الدعوات لأكثر من (60) دولة عربية وأجنبية؛ لحضور هذا المؤتمر الدولي؛ فيما لم يحضر سوى (25) دولة فقط.
وعن أهداف المؤتمر قال محمد العكيلي، عضو اللجنة التحضيرية إن(( العراق سيطرح خلال المؤتمر سُبل التعاون الأمني والعسكري إقليمياً ودولياً؛ لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تشن هجمات مكثفة على العراقيين، ولها أعمال إجرامية في بلدان عديدة في العالم، وكذلك وضع خطط إستراتيجية لتفعيل التوصيات والمقترحات، التي من شأنها تقليل خطر الإرهاب في العراق وخارجه)).
الإرهاب اليوم يعصف ببلادنا من أقصاها إلى أقصاها؛ وبمناسبة هذا المؤتمر نود أن نذكر هنا أهم الأطراف الممولة والداعمة للإرهاب في العراق:
1- قوات الاحتلال الأمريكية، التي بذرت وسقت الإرهاب في بلادنا؛ حيث إن هذه القوات ضربت كل القيم والأعراف عرض الحائط؛ ونتج عن ذلك المقاومة المسلحة؛ أو (الإرهاب الشرعي)؛ حيث إن أمريكا وعملائها ينعتون دعاة الحق بـ(الإرهابيين).
2- قوانين الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، الذي شرعن للطائفية، التي كانت– وما زالت- المغذي الأكبر والأخطر للإرهاب الرسمي في العراق.
3- السياسات غير المدروسة والطائفية المقيتة، التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة على الحكم، والتي لم تخلف غير الخراب والدمار.
4- الاعتقالات العشوائية المنفذة من قبل القوات الأمنية الحكومية الإرهابية، التي انتهكت الأعراض، وابتزت المواطنين وأهانتهم في عقر دارهم، وأمام أهلهم وذويهم.
5- الاغتيالات المستمرة في عموم الوطن، وخصوصاً في محافظة ديالى (45) كم شمال شرق بغداد، التي تشهد اغتيالات لا نقول شبه يومية؛ بل يومية، وأحياناً في اليوم الواحد يتم اغتيال أكثر من شخصية علمية أو دينية أو عشائرية، وهذه الجرائم تنفذها المليشيات الطائفية الإرهابية المدعومة- وبشكل علني- من القوات الأمنية الحكومية.
6- القضاء المسيس؛ إذ إن المواطن المظلوم يلجأ في الدول العادلة للقضاء؛ للحصول على حقوقه؛ بينما غالبية القضاء العراقي اليوم- مع الأسف- مسيطر عليه من قبل ساسة رضعوا الإرهاب، وهم مستعدون لتزوير وتزييف الحقائق؛ من أجل نصرة هذا الطرف الحكومي، أو ذاك، وهذا لعمري هو أبشع أنواع الإرهاب.
الإرهاب الذي تدعي حكومة المالكي أنها تريد القضاء عليه، فإنه يمكن أن يُستأصل من الجسد العراقي بعملية جراحية دقيقة، قوامها الاحتكام للمنطق والقانون، والابتعاد عن القوانين الغريبة، والاحتكام للقوانين الجامعة غير المفرقة، والنأي عن دعم المليشيات الإرهابية، وتنقية القوات الأمنية منها، وإعادة كتابة الدستور، وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية ثابتة واضحة، وردّ هيبة القضاء، ونحر السياسات الانتقامية الانتقائية؛ وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وبإشراف دولي؛ وحينها، يمكن أن نقف على أرضية صلبة، تكون أساساً لبناء الدولة العراقية الحديثة، المليئة بالحرية والحب والأمل، ولا أظن- إن عملنا بهذه الأسس- أن الإرهاب سيجد له مكاناً لا في سياساتنا، ولا في بيوتنا.
نحن بحاجة إلى مؤتمرات وطنية جامعة كمؤتمري القاهرة 2005/2006؛ لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العراق الحديث، وتكون مقرراتها نافذة، وبإشراف إقليمي ودولي، ولسنا بحاجة لمؤتمرات لن تغير من واقعنا شيئاً؛ لأن التغيير يبدأ من داخل البيت العراقي، وهذه مهمة سهلة على من جعل العراق همه الأول، وصعبة على من قدم الأجندات الخارجية على الأجندة الوطنية.

فمتى سنجد قادة يحبون العراق بصدق؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى